مهساس: “إذا حدث لي شيء.. راهي أمك وأختك في رقبتك يا بن يوسف”

نُقل أول أمس الخميس، على جناح السرعة المناضل الكبير أحمد مهساس، المدعو “علي مهساس” إلى مستشفى عين النعجة العسكري في العاصمة، بعد تعرضه لوعكة صحية على هامش حفل التكريم الذي خُصّص له بقصر الثقافة مفدي زكريا. ويوجد مهساس الآن بمصلحة العناية المركزة بذات المستشقى.

قبل أن يتمكن أحمد مهساس من تلقّي التكريم الذي خصّص له من طرف وزارة الفلاحة، على اعتبار أنّ مهساس تقلّد منصب وزير للفلاحة في عهد الرئيس الأسبق هواري بومدين، أُصيب مهساس بوعكة صحية نُقل على إثرها على جناح السرعة إلى مستشفى عين النعجة، ليتبين من خلال التحاليل والفحوصات التي أُجريت له بأنه أصيب بنزيف داخلي. 

وكان مهساس بحسب ما كشفه مصدر مقرّب منه، توجّه إلى مطار هواري بومدين لتوديع ابنته قبل أن تتوجه إلى باريس، وقبل أن يتوجه هو إلى قصر الثقافة مفدي زكريا لتكريمه، وممّا قالته له ابنته الوحيدة “ربما تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أراك فيها يا والدي”.

بعدها قام رفقة زوجته بجولة حول بودواو مسقط رأسه، وهي الأماكن التي ظل متعلّقا بها ولا يتردّد في زيارتها من حين إلى آخر، وكان من آخر ما أوصى به بروتوكوله قبل أن يدخل في غيبوبة  “إذا حدث لي شيء راهي أمك وأختك في رقبتك يا بن يوسف، يا وليدي”، ويقصد ابنته وزوجته .

أحمد مهساس من المناضلين القلائل الذين ما يزالون على قيد الحياة، وظل وفيًّا لمبادئه التي ناضل من أجلها في الحركة الوطنية. وكانت “الشروق” قد نشرت مؤخرا دعوة وجّهها الدكتور مصطفى نويصر، إلى كلّ القوميين العرب للاهتمام بفكر الرجل، وأكّد فيها في صيغة التساؤل “ألا يستحقُّ مهساس اهتماماً أكبر من أنصار التيار القومي العربي في الجزائر والوطن العربي؟”. ولطالما عانى مهساس من التهميش، حيث عبّر عن ذلك في أكثر من مناسبة إعلامية.

مسيرة أحمد مهساس حافلة بالنضال قبل وبعد الاستقلال، فهو من القلائل من جيله الذين تلقّوا مستوى عال من التعليم، فقد حاز على درجة الدكتوراه من فرنسا، وله العديد من المؤلفات المنشورة، وقد أُعيد التجديد له مؤخرا كعضو بمجلس الأمة عن الثلث الرئاسي.