-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
معركة المفاهيم

مهووسون بالسلطة

مهووسون بالسلطة

لقد عرّفنا التاريخ على مهووسين في السلطة في هذا العالم الشاسع، عذبوا شعوبهم وحكموها بالحديد والنار، قتلوا الملايين من الناس، وأقاموا المشانق والمحاكم الشرعية وغير الشرعية لتصفية كل من يعارض قناعاتهم وسياساتهم وحكمهم الفردي، منعوا كل أشكال الحريات، فلا رأي فوق رأيهم ولا فكرة تعلو فوق فكرتهم، ظلموا وقتلوا ووظفوا للحفاظ على سلطتهم أجهزة أمنية وغير أمنية، وزرعوا لخدمتهم أعينا في كل مكان، في داخل أوطانهم وفي خارجها، لم تكن لهم ثقة لا في قريب ولا في بعيد، بل وحتى في أقرب المقرّبين منهم في عائلاتهم من آباء وإخوة وأولاد.

وبعدما عرّفنا التاريخ عن مهووسين في السلطة ها هو اليوم يعرّفنا عن مهووسين بالسلطة، وهم صنفٌ آخر من الناس، أفراد وجماعات لم يمارسوا يوما الحكم ولم يكونوا في أي سلطة أو ربما كان البعض منهم في وقت ما على الهامش منها، يعملون ليلا نهارا من أجل الوصول إليها، مهووسون بها، يمارسون كل فعل من أجل تحقيق هذا الهوس وهذا المرض النفسي، ولو على حساب النبل والصدق والشهامة والرجولة والأخلاق، ولو على حساب الوطن ووحدته.

وفي الجزائر، وجد هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التي توفرها الشبكات العنكبوتية ما يغذي هوسهم ومرضهم النفسي هذا، خاصة وأنهم رأوا تجاوبا من متابعين لا يدركون بعمق حقيقة مرض هؤلاء وما يعانونه من أزمات نفسية تفصح عنها في بعض الأحيان مواقفُهم وحركاتهم وما تنطق به ألسنتهم، فهم أنفس مريضة غايتهم السلطة، يسعون لها باستعمال كل وسيلة تحقق لهم هذا الهدف ولو كان ذلك على حساب الدماء والأشلاء والوطن، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.

خطط هؤلاء لا يمكن أن تنطلي على أي عاقل، لسانٌ رطب يخفي الكثير من الكذب والظن والتطاول والتشكيك في مؤسسات الدولة، خاصة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي لأنها العمود الفقري وصمام أمان هذا الوطن والحامي لوحدة الجزائريين والجزائريات. صيدُهم المفضل شباب -ربما ضاقت عليهم الحياة بما رحبت- يستغلونهم من أجل تجنيدهم في خطط مشبوهة لضرب استقرار الوطن وخلق الفوضى والدفع بهم حتى يكونوا معاول هدم لا تبقي ولا تذر، من أجل فوضى خلاقة تسمح لهم بالاستثمار في جروح الوطن لتحقيق هذا الهوس.

وما أعنيه بحديثي هذا هي حركة “رشاد” الإرهابية التي تنشط من وراء البحار وتخطط للأسوء للجزائريين، فهمُّها هو كسر وتفتيت عمودنا الفقري لتسمح لقوى أجنبية كي تعيث في أرضنا فسادا، وحركة “الماك” الإنفصالية التي تنسق مع دول تعادي الجزائر، تحمل عليها حقدا وضغينة لا مثيل لهما، لتحقيق ما لم يستطع الاستعمارُ الفرنسي الغاشم تحقيقه لأكثر من قرن من الزمن بالرغم من عُدّة السلاح وقوة العسكر، وهو تفتيت وحدة الجزائريين واقتلاع من الجزائر عضوا من أعضائها، ولكن هيهات أن يتحقق لهم ذلك.

إن هاتين الحركتين ومن تبعهما من هنا وهناك مستعدون جميعا للتحالف مع الشيطان لتحقيق هوسهم، بل لقد فعلوا ذلك وتحالفوا مع شياطين الإنس والجن، ولهذا لابد من الحذر، فمسؤولية المثقفين والسياسيين والشرفاء من أبناء الوطن على اختلاف توجُّهاتهم وأفكارهم وأماكن تواجدهم عظيمة، لابد في هذه المرحلة من سد الفُرج، ورص الصفوف، ووضع اليد باليد، وتوحيد الجهد لصد هؤلاء الشياطين عن أي أذى يريدونه بالجزائر.

وإني من هذا المكان أدعو شباب الجزائر لأخذ الحذر والحيطة من خطط هؤلاء، أن ينتبهوا جيدا لما يحاك ضد الوطن، فجل نشطاء هاتين الحركتين الإرهابيتين ينشطون من خارج الوطن، يملكون المال، يتمتعون بحياة فارهة، تدار نشاطاتُهم الاقتصادية والاجتماعية بشكل مرتب وناجح.. ولم يبق إلاّ أن تتحقق لهم السلطة، ولهذا هم مهووسون بها، يذكرونها كل يوم، بكرة وأصيلا، ليلا نهارا، ينامون ويستيقظون عليها، إنه هوس ومرض نفسي لا علاج له إلاّ في مصحات مختصة!.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!