الجزائر
شعلة جبل أويرير تُرى من على بُعد 80 كلم بثلاث ولايات

مواطنون بالأوراس يُفطرون على “نار الجبل” منذ 102 سنة

الطاهر حليسي
  • 2783
  • 7
ح.م

لا يزال سكان مشتة الرواقد الواقعة في قرية الطاقة أولاد بوعون بسريانة ولاية باتنة يحافظون على عادة قديمة هي إشعال النار، للإعلان عن دخول وقت المغرب وإعلام الصائم للإفطار.
يشرف على العملية شخص يدعى العم صالح راقدي، الذي انتقلت إليه المهمة المتواصلة منذ العام 1916، وقد مارسها قبله أربعة أشخاص طيلة قرن من الزمن، وهو يحافظ على هذه العادة بتكليف جماعي من أهل القرية، حيث يقوم كل مساء بتجميع الحطب والأعلاف والحشائش ثم الصعود نصف ساعة قبل أذان المغرب لمكان مرتفع في جبل أورير ليقوم بإشعال النار تزامنا مع الأذان في غار يورير المرتفع على هضبة تبعد عن سطح البحر بـ 600 متر وتشرف على مداشر وقرى متباعدة في حدود ولايات باتنة وميلة وأم البواقي، حيث تبعث النار شعلة تُرى على مدار كبير يناهز زهاء 80 كلم، سواء ناحية عين جاسر ومطار باتنة بمسافة 25 كلم أو على طول قدره 60 كلم من الجبل حتى بئر الشهداء التابع لأم البواقي ومشيرة التابعة لميلة.
ورغم أن الأذان مستعمل بكثرة لوجود مساجد، فإن السكان لا يزالون محافظين على هذه العادة الحسنة والتي تمكن القاطنين في البيوت البعيدة التي لا يصلها مدى صوت الأذان للإفطار بكل طمأنينة، وهي عادة استمرت على مدار 102 سنة ونقلها السكان من اسم إلى أخر طيلة هذه الفترة الطويلة، وقد كانت في الأصل توقد لإعلان عيد الفطر قبل أن تتحول للتبليغ عن وقت الإفطار.

مقالات ذات صلة