مواطنون يصنعون المخللات بطريقة “مسرطنة”

يعتبر فصل الشتاء أنسب الفصول بالنسبة للعائلات الجزائرية لتخليل الخضر والفواكه، وخاصة الزيتون، ورغم المذاق الطيب للزيتون المخلل طبيعيا، تتعالى تحذيرات من سلوكيات قد تسبب مخاطر على صحة المستهلك، خلال هذه العملية، وعلى رأسها استعمال أواني بلاستيكية في “الترقيد”، والتي قد تتسبب في ظهور سرطانات على المستوى البعيد.
وفي هذا السياق، حذّرت المنظمة الوطنية لإرشاد المستهلك “حمايتك” من سُلوكيات خطيرة تلجأ اليها العائلات خلال عملية تخليل الزيتون. واعتبرت أن كثرت الأورام ومرض السرطان في بلادنا، من بين أسبابه تخليل مواد استهلاكية في محيط غير صحي.
وحسب المنظمة، لا يكاد يخلو بيت من بيوتنا من الخضر المملحة والمخللة، على غرار الفلفل الحر المخلل، والزيتون “المرقد”.. وغيرها من مختلف أنواع الخضر والفواكه.
والخطير تكشف “حمايتك”، هو وضع هذه المواد الاستهلاكية أثناء تخليلها في قنينات أو دلاء كبيرة مصنوعة من مادة البلاستيك، “وللأسف هذا البلاستيك يعتبر من أسوأ انواع البلاستيك، والذي لا يتم استخدامه في الدول المهتمة بالصحة، لأنه صُمِّم للاستخدام مرة واحدة فقط ولحفظ المياه المعدنية فقط”.
وتشرح المنظمة الموضوع خلال صفحتها الرسمية على “الفايس بوك”، بأن هذا البلاستيك الذي يستعمل فيه الجزائريون غالبا الزيتون المرقد ومختلف المخللات، يتحلل سريعا عندما يتعرض لـph قاعدي أو حامضي “غير متعادل”، أو عندما يتعرض لمذيبات عضوية تحتوي على حلقة البنزين benzène

أواني الزجاج والفخار.. هي الأفضل
والمشكلة الخطيرة والكارثة الحقيقية، تقول منظمة حماية المستهلك، هي “عندما نقوم بوضع الزّيتون مثلا في القنينة البلاستيكية، ونضيف اليها عصير الليمون (القارس) شديد الحُموضة والخلّ، ولمدة قد تصل إلى 12 شهرا أو أكثر، “هنا يبدأ التفاعل بين حمض الليمون والخل والبلاستيك المصنوعة منه القنينة، بمعنى أن المواد الخطيرة والمسرطنة تنتقل وتهاجر إلى الخضر المملحة”.
وناشدت “حمايتك” المواطنين بأخذ الأمر على محمل الجد، وعدم الاستهتار بصحتهم، وعليهم التخلص من الزيتون المخزن بهذه الطريقة، لأنه مسرطن وملوث.
واقترحت عليهم، تخليل الزيتون وبقية الخضر، في أواني بلورية أو فخارية مثلما كان يفعل أجدادنا، وهي متواجدة في أسواقنا وبأسعار معقولة.