الجزائر
بدافع الخوف من العدوى من فيروس كورونا

مواطنون يطردون طبيبا من شقته وعائلات تسيء إلى أبنائها الممرضين!

نادية سليماني
  • 12269
  • 23
أرشيف

وجد بعض الأطباء والممرضين أنفسهم، يواجهون أكثر من مشكلة في الوقت نفسه، فمن وقوفهم في الصفوف الأولى لمواجهة وباء كورونا وبصدور عارية، لم يرحمهم بعض المواطنين وحتى عائلاتهم، بعدما صاروا محل شبهة بنقل الفيروس، إلى درجة تعرض أطباء للطرد من منازل يؤجرونها..!! تفاجأ طبيب قاطن بضواحي خراطة بولاية سطيف، بعدما عاد منهكا نفسيا وجسديا من مناوبته الطبية بالمستشفى، بجيرانه يمنعونه من دخول شقته المستأجرة، ومبررهم أنه طبيب ويمكن له نقل الفيروس إلى عمارتهم…!!

الطبيب، وحسب ما كشفه على صفحته بالفايسبوك، لجأ إلى الشرطة لإيداع شكوى ضد جيرانه، خاصة أنه لا يملك مكانا آخر يذهب إليه. والطبيب كان مقيما في الشقة القريبة من المستشفى رفقة ممرض، تفاديا لذهابهما إلى مقر سكنهما المتواجد بمنطقة بعيدة.

أما ممرضة من ولاية عين الدفلى، فاشتكت من سوء معاملة أهلها لها منذ ظهور فيروس كورونا، وحسب تأكيدها لـ” الشروق” فبمجرد عودتها إلى منزل عائلتها بعد نهاية دوامها، تتفاجأ بشقيقاتها يحاولن تجنبها، بل ويكثرن من استعمال الماء والجافيل في أي مكان أو شيء تلمسه، إلى درجة صاروا يتفادون الجلوس معها حول طاولة طعام واحدة، والسلوك سبب ضيقا نفسيا كبيرا لمحدثتنا، إلى درجة جعلها تفكر في الاستقالة من وظيفتها التي تشغلها منذ قرابة 20 سنة.

ولتفادي هذه السلوكات التي تعيق السلك الطبي وشبه الطبي عن أداء مهمته على أكمل وجه نفسيا وجسديا، تدعو هذه الفئة إلى المسارعة في تجسيد تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتوفير إقامات دائمة لهم على مستوى الفنادق، إلى حين انحسار الوباء.

وفي الموضوع، تأسف المنسق الوطني للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي في تصريح لـ” الشروق” لمثل هذه التصرفات، التي لا تمثل سلوك المسلمين المؤمنين بقضاء الله وقدره.

حيث قال: “أطباؤنا وممرضونا صاروا في منزلة أفراد الجيش حماة الوطن، بل وأكثر، لأنهم في الصفوف الأولى لمحاربة فيروس مجهول وخفي، لا يرى بالعين المجردة”. ولذلك، وجب على المجتمع احترامهم وإعانتهم، بدل محاربتهم، لأن تقاعس الأطباء عن مهمتهم سيؤدي بمجتمعنا إلى الهاوية.

وللمتخوفين من الأطباء بسبب العدوى، يذكرهم حجيمي بقول المولى عز وجل: “وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”. ولربما مثل هذه السلوكات غير الأخلاقية، قد ترفع عنا رحمة الخالق سبحانه، وتؤجل رفع البلاء عن أمتنا، حسب تعبيره.

ولذلك، يدعو محدثنا إلى أخذ جميع أسباب الوقاية من انتقال الفيروس، عن طريق الحجر المنزلي والتنظيف المستمر وغسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات وتجنب اللقاءات والزيارات، بدل التخوف من العاملين في قطاع الصحة.

مقالات ذات صلة