الجزائر
كورونا تقلب النزوح من المدينة إلى الريف في ولاية جيجل

مواطنون يفرون نحو المناطق الجبلية لتفادي انتشار العدوى

الشروق أونلاين
  • 2515
  • 4
ح.م

تشهد المناطق الجبلية بولاية جيجل، خلال هذه الفترة، حركية كثيفة، من قبل العائلات التي اختارت هذه المناطق النائية للحجر الذاتي، بعيدا عن ضغط المدينة في ظل وباء كورونا، الذي بدأ في الانتشار بحدة، وتشهد المسالك الجبلية بالولاية حركية غير عادية للعائلات التي تبحث عن فضاء لأطفالها لقضاء جزء من العطلة بعد شل الحركية في المواقع المعتادة كحدائق التسلية.. غير أنه برأي عدد من المتابعين للوضع يمكن أن يكون له تأثير سلبي، حيث إن التنقل اليومي من شأنه أن ينقل العدوى لتصبح هذه المناطق التي كانت في منأى عن الخطر الأكثر تعرضا له، خاصة أن طبيعتها تعتبر حسب البحوث التي أجريت على الفيروس المنتشر المناخ الأفضل له في ظل برودة الطقس، وعدم تسجيل درجات حرارة مرتفعة كافية للقضاء على الفيروس.

وتعد بلدية الشحنة من أكثر البلديات بولاية جيجل التي تعرضت للنزوح من قبل سكانها، الذين صاروا لا يقصدونها إلا في مواسم محددة كموسم جني الزيتون، مع حفظ نسبة قليلة على ممتلكاتهم لممارسة الفلاحة المنزلية على فترات، كما تعرف بعض مناطقها، على غرار بوشقوف وأولاد عمران وايدالن وعين تيري حركية نسبية خلال فصل الصيف، غير أنه في هذه الفترة من كل سنة تعرف هذه المناطق فراغا كبيرا إلى درجة تنعدم فيها الحركية، وهو ما قضى على الحركية كليا بهذه المناطق طيلة سنوات، فلا تجارة ولا نقل ولا تنمية ولا خدمات عمومية، أين أصبحت هذه المناطق عرضة للتهميش وجعل أصحاب الممتلكات يهمشونها ويتخلون عنها، غير أن هذه السنة صنعت الاستثناء فبدء انتشار الفيروس كوفيد 19 بالولاية عجل بعودة الأهالي إلى التفكير في العودة إلى ممتلكاتهم خلال هذه الفترة، هروبا من خطر الإصابة بالعدوى في المدن التي تشهد حركية رغم توقف أغلب النشاطات التجارية. وأضحت مخاوف التعرض للمرض الفيروسي القاتل كورونا، محفزا للتنقل من المناطق الحضرية إلى جبال بلدية الشحنة على سبيل المثال. ويواظب هؤلاء السكان على التنقل يوميا إلى المناطق الجبلية، ومنهم من اختار الإقامة بها طيلة فترة العطلة، رغم غياب أدنى الإمكانيات، حيث فضلوا العيش في ظروف بدائية على العيش في وسط موبوء مهما كانت ظروف الحياة تطورا.

وتشير المعلومات الشحيحة عن الفيروس كورونا إلى أنه يعيش في درجة حرارة منخفضة، وكلما كانت درجة الحرارة أقل كانت حياة الفيروس أطول، كما أن الظلام يعتبر بيئته المفضلة للعيش والانتشار، فهذه المناطق حتى في أكثر الأيام حرارة تشهد درجات حرارة منخفضة بسبب تواجد عدد كبير من الوديان، خاصة في هذه الفترة التي تميزت بتقلبات في الوضعية الجوية، ومعروفة بكثافة غاباتها ما يجعلها معزولة عن أشعة الشمس، واعتماد سكانها على الإنارة بطرق تقليدية غير كافية لتغطية أكبر مساحة ممكنة، يضاف إلى التهميش الذي طال هذه المناطق خلال السنوات الماضية، في ظل ظروف عيش لا تتوفر على معايير نظافة كافية وغياب شبكات التطهير، كما أن من نشاطات الأهالي هناك تربية الحيوانات التي قد تعتبر مستقبلا وحاضنا جيدا للفيروس، هذه المعطيات وغيرها تعني أن هذه المناطق ستتحول في غضون أيام إلى بؤرة لانتشار الوباء، مع الأخذ بعين الاعتبار طريقة الانتشار وهذا عبر المقتنيات أو الثياب، وفي أسوإ الأحوال عبر إمكانية تنقل أشخاص مصابين بالعدوى.

مقالات ذات صلة