الجزائر
انتقدوا صمت الأسرة الثورية

مواطنو بني يلمان يطالبون برد الاعتبار لضحايا “مجزرة ملوزة”

الشروق أونلاين
  • 7132
  • 18
ح.م
رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة

دعا أهالي بني يلمان بولاية المسيلة، رئيس الجمهورية إلى “رد الاعتبار” لضحايا هذه المجزرة المشهورة بـ “ملوزة”، التي وقعت إبان الثورة التحريرية، وانتهت بتصفية ما يناهز 300 ضحية، في ظروف لا تزال إلى اليوم يلفّها الكثير من الغموض.

وجاء في الرسالة: “يسرّ أهالي بني يلمان كبارًا وصغارًا فِتيانا وفَتيات أن يتوجّهوا إلى رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال بهذه الرسالة، التي يرجون أن تجد آذانا صاغية وتُقابل بالاستجابة في العاجل القريب، والمتمثلة في رد الاعتبار لبني يلمان ورفع الحيف والظلم الذي لحق سكانها أيام الكفاح المسلح وبقي يطاردهم إلى يومنا هذا”.

وربطت الكتابات التاريخية بين ولاء سكان بني يلمان للحركة الوطنية، التي كان يقودها، مصالي الحاج، وبين المجزرة التي وقعت في 28 ماي 1957، وحمُّلت المسؤولية لقوات الولاية الثالثة التاريخية، التي كان يقودها آنذاك، العقيد محمدي السعيد، المعروف بالاسم الثوري، “سي ناصر” .

وتقول الرسالة، التي تحصلت “الشروق” على نسخة منها إن سكان بني يلمان “صاروا يُنعتون بوصف قبيح، وهم رمز الجهاد والكفاح وعنوان العفة والفضيلة، كيف لا وهم من خير السلالات وأطيب الأعراق...

وتضيف: “إن سكان نبي يلمان يطلبون ويأملون أن لاَ تُخَيِّبَ رجاءَهم في أن تُعيد إليهم الاعتبار وتَرُدَّ لهم حقَّهم المسلوب، فو الله ما عرف بني يلمان على طول مسارهم الحياتي عبر قرون متتالية، إلا نصر الحق والذود عن حمى الأمة، فقد كان بنو يلمان سيفًا مسلولا في وجه المعتدين...

ويخاطب سكان بني يلمان رئيس الجمهورية: “لقد سَعَيْتَ جَهْدَك من أجل إنقاذ الجزائر من مأساتها الوطنية بالمصالحة الوطنية التي ثَبَّتَتْ دعائم جزائرنا وأعادت الأمل لكل الجزائريين في وطنهم وفي غدهم وقد فَرِح اليلمانيون بهذه المصالحة، لكن فرحتهم لم تكتمل وهم يرون المقابر الجماعية تملأ الأرض من حولهم، مقابر المأساة التي لحقت آباءهم الأبرياء، وهم يرون مقابر الشهداء في كل قرية من قرى الجزائر الواسعة، إلا أن شهداءَهم مازالوا غير مُعْتَرف بهم حتى أنَّ هذا الأمر عقَّد نفسية الكثير من الشباب الذي صار يتساءل لماذا لا نحظى بمقبرة شهداء كغيرنا رغم أنَّ آباءنا خاضوا جهادا كبيرا ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم!؟”

وعبّر محررو الرسالة عن استغرابهم من استثناء ضحايا بني يلمان من صفة الشهيد، التي منحت لضحايا مجازر مشابهة، وتابعت: “لقد قُلت في آخر خطاب لك في سطيف بمناسبة ذكرى أحداث 8 ماي 1945 بأنَّه يجب علينا أن نعترف بتاريخنا وأنْ نُمَجِّدّهُ وَأَنْ نُحْيي الذَّاكرة في أجيالنا لِيَنْهَضُوْا بأمتهم وهم كلهم ثقة بأنفسهم، وقد تَرَحَّمْتَ على شهداء تلك الملحمة التي أعادت الأمل في النفوس وأحيت جِذْوَةَ التَّحَرُّر والجهاد في الجزائريين، ونحن نترحم على أولئك الشهداء ولكن نأمل أن يُذكر شهداء مذبحة بني يلمان الأليمة ويُترحم عليهم لأنَّهم امتداد لتلك الشُعلة المقدَّسة”.

ولحد اليوم، لا تزال الكتابات التاريخية عاجزة عن الغوص في أعماق هذه القضية اللغز، وسط صمت رسمي غير مبرر، من طرف منظمة المجاهدين ووزارة المجاهدين، علما أن ضاحية أميزور بمنطقة القبائل شهدت حادثة مماثلة، غير أن التعاطي معها كان مغايرا. ويذكر أن الاستعمار الفرنسي سعى بكل قوة، لاستغلال مجزرة بني يلمان وتوظيفها لصالحه في هيئة الأمم المتحدة، وإلحاق العار بجبهة التحرير الوطني من خلال وصفها بالمنظمة الإرهابية.

مقالات ذات صلة