-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعتبرها خبرا حصريا وعاجلا:

مواقع إلكترونية تغطي وفاة أو مرض قطط وكلاب المؤثرين في المجتمع

صالح عزوز
  • 387
  • 0
مواقع إلكترونية تغطي وفاة أو مرض قطط وكلاب المؤثرين في المجتمع
بريشة: فاتح بارة

تجاوز تقليد الغرب في كل صغيرة وكبيرة، عند كثير من الناس، الخط الأحمر. لذا، أصبحوا ينقلون كل ما يشاهدونه منهم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بكل أنواعها، بأدق تفاصيلها، حتى ولو كان الأمر تافها لا يستحق الذكر والوقوف عنده، لكنه وللأسف أصبح عند كثير من الناس نمط حياة لا يمكن لهم أن يتجاوزوه، مهما حدث، ومهما كانت الرسالة التي يراد نقلها من وراء هذه السلوكات، على غرار نشر يومياتهم مع الحيوانات الأليفة في البيوت.

طفت كمية الابتذال فوق السطح، وتحولت الشبكات الاجتماعية مكانا واسعا لنشر بعض السلوكات الدخيلة من طرف الكثير من الناس، وأصبحت مع مرور الوقت حسابات فيسبوك خاصة بالكلاب والقطط، ولهم من يتابعونهم يوميا. وحققت الكثير من حسابات الحيوانات على الإنستغرام أرقاما قياسية من طرف المتتبعين، تجاوزت في شهرتها شهرة أصحابها.

نحضر اليوم الكثير من يوميات القطط والكلاب في البيوت، وفي أحضان أصحابها، وهم يقبلونها ويلعبون معها، فوق الأسرة الخاصة بهم، بل وفيهم من يقر بأن هذا القط أو الكلب، هو ولده ولا يمكن له أن يستغني عنه مهما حدث، بل ويصل الأمر في بعض الأحيان، أن تقام لها ساعات للعزاء عند موتها، وكذا دعوات للشفاء عند مرضها، وتنقل أخبارهم في المواقع الإلكترونية، ويغطي بعض الصحفيين الحدث الذي يوضع في خانة “عاجل”، ينقل البعض منهم تصريحات أصحابها، مثل: “لا أستطيع أن أصبر بعد رحيله”، لقد قسم قلبي شطرين”، “رحل وتركني وحيدة”، مع الظهور إلى جنبه بأعين دامعة.. ويتفاعل الكثير من الناس مع الخبر العاجل، وهو وفاة قط الشابة المشهورة أو اليوتيوبرز المعروفة، أو مرضه وقد نقل على جناح السرعة إلى البيطري، في انتظار خروج التحاليل الخاصة به، وسوف توافيكم صاحبته بآخر أخباره على صفحتها الرسمية في الفبيسبوك أو الإنستغرام وتطلب منكم الدعاء له بالشفاء.

إن نقل هذه الأخبار اليوم في المواقع الإلكترونية يعكس حقا ما وصل إليه الإعلام في هذا الوطن، فحين أصبح القائم على موقع أو صفحة يتتبع مرض أو وفاة قط أو كلب شابة أو شاب من الذين يعتبرون أنفسهم مؤثرين في المجتمع، فكبر على الإعلام أربع تكبيرات. وهذا لتأثرهم بالإعلام الغربي، الذي يعتبر مثل هذه الأخبار أخبارا هامة وعاجلة، يجب تداولها على أكبر نطاق، بل وتخصص لها حصص تلفزيونية تنقل الحدث على المباشر، وتنقل تصريحات أصحابها، في كل المواقع، وهو ما صلنا إليه اليوم.

تعتبر هذه السلوكات من الصيحات الأخيرة التي وصل إليها المؤثرون في المجتمع، انضم إليهم الإعلام الذي ترك الأصل في الرسالة الإعلامية، وذهب لتتبع وفاة أو مرض قط، فقط لأن صاحبته ذات شأن كبير في هذا المجتمع ومحبوبة. لذا، على حد اعتقادهم، وجب على محبيها، مواساتها في مصابها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!