موجة البرد ترفع أسعار الخضار والفواكه

تعرف أسعار الخضار والفواكه خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا ملحوظا، وهو ما برّره الفلاحون بصعوبة جنيها من الحقول بسبب أوحال الشتاء والأمطار، وغياب اليد العاملة، لتصل للمستهلك بأسعار أكثر ارتفاعا مما كانت عليه، خاصة الفواكه التي بات حضورها على موائد الجزائريين قليلا جدا.
يُقبل الجزائريون على استهلاك مختلف أنواع الخضار، خلال فصل الشتاء، بحثا عن الدفء في الأطباق الساخنة، ولكنهم تفاج ؤوا بغلاء الأسعار منذ بداية التساقط الغزير للأمطار، دون الحديث عن أسعار الحمضيات من برتقال و”المندرين ” التي وصلت إلى أرقام قياسية، منذ دخول موسمها.

ارتفاع محسوس في الأسعار عقب تساقط الأمطار
“الشروق” رصدت الأسعار في سوق الخضار والفواكه للجملة ببوفاريك، ووقفت على ارتفاع ملحوظ في الأسعار، بين الفترة التي سبقت تساقط الأمطار وبعدها، فالطماطم في التجزئة بلغت 140 دج، بينما كانت لا تتعدى 100 دج الأسبوع المنصرم، أمّا الفلفل الحار فتراوح بين 120 إلى 130 دج في الجملة، ووصل في التجزئة إلى 160 دج وكان سابقا 130 دج، اللوبيا “قريني” الأكثر استهلاكا خلال فصل الشتاء، تراوح سعرها في الجملة بين 330 دج و 380 دج، وبالتجزئة وصلت حتى 450 دج للكلغ. وقفزت إلى 500 دج وأكثر خلال اليومين الماضيين، بينما اللوبيا الخضاراء “ماشطو” فناهزت أسعارها 230 دج إلى 280 دج، وفي التجزئة وصلت حتى 300 دج وارتفعت حاليا إلى 440دج لأنها في غير موسمها.
أما الخيار فتراوح سعره بين 50 دج إلى 70 دج ووصل إلى 100 دج بالتجزئة. الفول بين 50 دج و 70 دج في الجملة حاليا بعدما كان لا يتعدى 40 دج في التجزئة قبل تساقط الأمطار. الجلبانة بين 110 دج و 240 دج رغم أنها في عز موسمها. الشفلور الأخضار “بروكلي” بين 100 دج إلى 120 دج، وكان لا يتعدى في التجزئة 70 دج للكلغ، بصل أخضار “ربطة” بين 20 دج و 35 دج، بينما وصل البصل العادي إلى 140 دج حاليا في التجزئة، وهو سعر قياسي، القرع الأحمر أو “كابويا” بين 20 دج إلى 30 دج. الثوم لا يزال في ارتفاع مستمر إذ قارب 800 دج للكلغ حاليا. أما البطاطا فهي مستقرة على أسعار بين 55 دج و65 في التجزئة.
أما أسعار فاكهة البرتقال فلم تنزل منذ دخول بداية موسمها عن 200 دج، و”المندرين” وصلت حتى 400 دج ببعض الولايات. والتفاح لا تزال أسعاره قياسية بسبب وقف استيراده، إذ تتراوح بين 400 دج إلى 600 دج.

الجفاف قضى على أشجار البُرتقال
ويستغرب المواطنون، لغلاء أسعار البرتقال لهذا الموسم، وحتى البرتقال المخصص للعصير، لم يعد متاحا مثل السابق، بل وارتفعت أسعاره، إذ بات يترواح بين 100 دج و 150 دج، وهو ما يجعل العائلات التي تملك أولادا، تشتري 1000 دج كاملة برتقال عصير كل شهر.
واعترف رئيس اتحاد الفلاحين الجزائريين، عبد اللطيف ديلمي في اتصال مع “الشروق” بوجود غلاء “غير مسبوق” في أسعار فاكهة البرتقال، وبالخصوص في “المندرين” التي وصلت حتى 400 دج للكلغ في بعض المناطق، وبرّر الأمر، بوجود نقص كبير في فاكهة البرتقال لهذه السنة، بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد مؤخرا، كما أن أزهار البرتقال وبمجرد خروجها أسقطتها رياح “شْهيلي”، وهو ما أنتج نقصا كبيرا في هذه الفاكهة الغنية بفيتامين “سي”.
وقال ديلمي “الفلاّحون بذلوا مجهودا وغرسُوا فاكهة البرتقال، ولكن للأسف الظّروف المُناخية هي ما أوصلنا لهذه الحالة.. وهذا فوق طاقة الفلاح”.
أمّا بخصوص الخضار والفواكه، فأكّد مُحدّثنا، أنّ جميع أنواع الخضار مُتوفرة هذا الموسم “وبأسعار في متناول المستهلك”، وأعطى مثالا عن “الشوفلور” والذي أصبح يباع بأثمان منخفضة جدا، وقال “الشوفلور يباع بـ 10 دج للكلغ في الجملة، ولا يوجد من يشتريه”.
وأكد، بأن أسعار الخضار منخفضة نوعا ما في الولايات الداخلية، عكس المدن الكبرى”التي تشهد مضاربة من قبل تجار التجزئة للخضار والفواكه في الأسعار، رغم أنها منخفضة في أسواق الجملة”. وقال “الأسعار بالمدن الكبرى، ليست معيارا للحديث على ظاهرة الغلاء، لأنها تشهد ارتفاعا غير منطقي في هذه الولايات”.