-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مورينيو.. زكرينيو وسعدان

ياسين معلومي
  • 7340
  • 3
مورينيو.. زكرينيو وسعدان

قبل مطلع كل موسم كروي، يطل علينا رؤساء أندية المحترف الأول والثاني بتصريحات غريبة، موجهة إلى الأنصار خصوصا، يؤكدون فيها أنهم سيتوجون نهاية الموسم باللقب الغائب عن خزائن فرقهم لسنوات، وسيعملون على تحقيق هذا الهدف بشتى الطرق، يتربصون في الخارج ويصرفون أموالا طائلة بالعملة الصعبة، ويواجهون في تحضيراتهم فرقا صغيرة جدا، يفوزون عليها بنتائج عريضة، ويسجل اللاعبون خلالها أهدافا عديدة، تجعل المناصر البسيط يتفاءل بأن فريقه سيفرحه في النهاية، ولكن الطامة الكبرى عند بداية البطولة، حيث نجد المدربين يقالون ويستقيلون، وآخرون يغيرون الأندية لأربع مرات أو خمس قبل انقضاء مرحلة الذهاب، والمذهل هو أن بعض التقنيين الجزائريين أشهرت في وجوههم البطاقة الحمراء مدى الحياة، كما تمنح بطاقة حمراء أخرى لأي فريق يحاول الاتصال بهم، وتتركهم في البطالة لسنوات، وبالمقابل تجبر الأندية على جلب مدربين مغمورين، سواء من أوروبا أو من البلدان المجاورة، رغم أن مستواهم أقل بكثير من أولئك الذين أنجبتهم المدارس الجزائرية، وصرفت من أجلهم أموال كثيرة، وكم هم كثيرون.

عندما علمت مثلا أن المدرب نور الدين زكري ابن مدينة باتنة، وخريج المدرسة الإيطالية، الذي أثبت جدارته في كل الأندية التي دربها، سواء في الجزائر أو حتى في البلدان العربية، على غرار السعودية والسودان وقطر، ممنوع من التدريب في وطنه بـ”أوامر فوقية”، أمر جعلني أطرح ألف سؤال وسؤال، ماذا فعل هذا التقني حتى يحال على التقاعد المسبق..؟، وبالمقابل نمنح الفرصة لمدرب مثل الفرنسي ألان ميشال الذي أدخل شباب بلوزداد في أزمة كبيرة، ولا ندري إن كان المستقدم الجديد المغربي بادو زاكي سيجد حلولا لها، وزرع الشك في نصر حسين داي التي سجلت بمجيئه هزيمتين متتاليتين.. العيب الوحيد في “زكرينيو” أنه يقول حقائق أزعجت بعض المسؤولين، الذين حرموه من مزاولة مهنته في الجزائر “الحرة”، ويطلقون صفارات الإنذار في وجه كل الفرق التي تريده، سواء في الداخل أو الخارج، بمعاقبتها وتهديدها بالزوال إن اقتضى الأمر، رغم أن هذا المدرب الجزائري بإمكانه العمل في بلده معززا مكرما، وهو الحاصل على شهادات تدريب من المدرسة الإيطالية التي أنجبت كابيلو وساكي وكونتي وغيرهم.

ما يحدث للمدرب زكري، عانى ويعاني منه العديد من التقنيين، وعلى رأسهم شيخ المدربين رابح سعدان الذي أعاد للكرة الجزائرية بريقها، وتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، أليس من العيب والعار أن نحرمه من التدريب في وطنه، ونحرم الجيل الحالي من المدربين الذين هم بحاجة ماسة إلى تجربته الطويلة، والتي لن نعرف قيمتها إلا بعد أن يغادر هذا العالم، يومها “نعلقولو عرجون” بعدما “اشتاق تمرة” في حياته، كما يقول المثل الشعبي، وعندها ستتهاطل التعازي! ونقول إن الكرة الجزائرية قد فقدت أحد أبنائها الذين صنعوا التاريخ، وأهلوا إلى الجزائر إلى المونديال مرات عديدة.. رحم الله الشيخ، اتقوا الله فيه حيا أو ميتاّ؟

عندما تحدثت عن زكرينيو والشيخ رابح سعدان، تذكرت المدرب العالمي مورينيو، الذي فاز بألقاب محلية عديدة، وفاز أيضاً بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، ونال لقب أحسن مدرب في العالم، وتتويجات أخرى ولم يفكر أي أحد أن يعترض طريقه، وهو يواصل المشوار، مثله مثل أغلب المدربين في العالم، يصنع الأفراح في كل البلدان التي يدرب فيها، فلم يعرف ربما طيلة مشواره غير الحسد والبغض المتواجدين بقوة في قاموسنا الرياضي، علينا أن نربي الجيل القادم على المحبة ومبدأ تساوي الفرص، لأن المدرب الجزائري لو تمنح له الفرصة سيحقق أحسن من الأجنبي، وكرمالي سيبقى علامة مسجلة رغم أنف البعض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الحقرة

    هل تعلم ياسي ياسين لماذا حقروا رابح سعدان ( راوراة ، لاعبون ومدربون محليون ، إعلاميون محليون
    وقفي وقد لاحظت إذا كنت مهتما بما يكتب وما يقدم في بلاطوات تفهم بأن ما يتعرض له الشيخ من الا قصاء والتهميش ليس في المجال الرياضي فحسب بل حتى في وسائل الاعلام أن ذلك فرض بقرار سياسي فوقي استخبراتي ربما حسبوه على بن فليس بحكم الجهة . لأنه لا يوجد مبرر معقول يتعرض
    بسببه الشيخ لمثل هذه العقوبة إلا الظلم والحقرة لأكفأ مدرب درب الفريق الوطني لو استنجدوا به لتأهلنا عن جدارة واستحقاق كما حدث 2010 لكن يااسفاه

  • بن الصيفي البلعيدي

    سي رابح سعدان الذي قدم للكرة الجزائرية مالم يستطع مدرب جزائري أن يقدمه فكانت مكافأته في البداية الإطاحة به من على رأس القريق الوطني ثم حرمانه من التدريب نهائيا في الجزائر ولأغرب من ذلك
    انهم كلفوا مسؤولي مؤسسة إعلامية مستقلة (قناة تلفزيونية وجريدتها والإعلامي ح دراجي واللاعب قندوز)بشن هجومات عنيقة في حقه ثم اللاعب منصوري ناكر الخير واالمتتبع للمتدخلين لبلاطوهات التلفيونات الحرة الذين أتعبونا بالبكاء على اللاعب والمدرب المحليين لا احد فيهم يذكر إنجازات الشيخ على لسانه أويذكره بكلمة طيبة.

  • أحمد الجزائري

    شكرا يسين لأنك تجرأت وذكرت شيخ المدربين رابح سعدان بخير شكرا لك على هذه الالتفات القيمة
    لأن الشيخ الذي أهل الفريق الوطني مرات عديدة وآخرها 2010 في وقت لم يعد الفريق الوطني قادرا على التأهل حتى إلى كأس إفريقيا فجيء بالشيخ واهله إلى كأس إفريقا وكأس العالم في آن واحد وبسبب ذلك أضحى يعاني التهميش والإقصاء ليس من قبل الزمرة الحاكمة ولكن حتى من طرف الصحافة التي تدعي أنها حرة وحتى في بلاطوات الي تبث على القنوات الحرة لا يجرأ أحد أن يذكر ه بخير والكل يتباكى على المحلي لاعبا ومدربا باستثناء اللاعب عصاد