موسى حداد: مبدع رائعة المفتش الطاهر عبقرية لن تتكرر
يشكل المخرج الراحل موسى حداد رقما صعبا في السينما والتلفزيون، بل هو ظاهرة لن تتكرر. يتذكر الجزائريون رائعته “المفتش الطاهر”، كما يتذكرون “أبناء نوفمبر” و”حراقة بلوز”.
ارتبط حداد بفن الصورة قبل استقلال الجزائر من خلال عمله كمساعد مخرج في “معركة الجزائر” (1967) إلى جانب المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو وهو العمل الذي منحه شهادة ميلاده كمخرج سينمائي سينطلق محلقا في سماء الإبداع بأعمال تبقى راسخة في ذاكرة الجزائر حيث قدم سنة 1972 رائعته “عطلة المفتش الطاهر” والذي سيصير من أبرز كلاسيكيات السينما الجزائرية وبقي تجربة غير قابلة للتكرار من خلال شخصية الثنائي حاج عبد الرحمان ويحي بن مبروك، فقد تجسدت عبقرية موسى حداد في هذا العمل الذي جمع بين الفكاهة والدراما البوليسية وكان قبله قد قدم “المفتش الطاهر” سنة 1967 ولقي العمل نجاحا كبيرا بقي متواصلا إلى اليوم. ويبقى فيلمه “أولاد نوفمبر” الذي قدمه سنة 1975 من أبرز الأعمال التي أرخت للثورة الجزائرية حيث نجح حداد في تصوير تضحيات الشعب الجزائري بكل فئاته من أجل الاستقلال. وفي نفس خط تكريم الذاكرة الثورية قدم الراحل “حسان طيرو في الجبل”1978 و”تحرير” سنة1982.
لم يكن موسى حداد يؤمن بالمجايلة أو بالسينما الاديولوجية، لهذا تمكن من التعامل ومخاطبة وإقناع أجيال مختلفة من الجيل الذي قدم له “معركة الجزائر” إلى الجيل الذي تفاعل مع “ماد ان” و”حراقة بلوز” فقد أثبت مسار موسى حداد أنه مخرج يعيش في قلب مجتمعه وقضايا عصره.