-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

موقفٌ مشرّف للجزائر

حسين لقرع
  • 3938
  • 0
موقفٌ مشرّف للجزائر

لقد أحسنت الجزائر صُنعاً حينما نأت بنفسها عن المشاركة في التحالف العسكري الإسلامي الجديد؛ فهو يخوض حرباً غير حربها، ولا ناقة للجزائر فيها ولا جمل.

 أولاً: هذا الحلف الإسلامي قام بعد أقل من أسبوعين من دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الدولَ السنية إلى تشكيل قوة من 100 ألف جندي لمحاربة “داعش” في سوريا والعراق برّياً، ما يعني أنه صنيعة أمريكا التي ستساهم فيه بـ10 آلاف جندي، ولا يعبّر عن إرادة شعوب المنطقة، وهو مجرّد امتدادٍ للتحالف الدولي الستيني الذي أنشأته أمريكا منذ أوت 2014 لمحاربة “داعش” جوياً بعد استيلائها على الموصل في جوان 2014 وإعلان قيام “الخلافة الإسلامية” وتوسّعها إلى ست محافظات سُنية بالعراق، فلماذا تقبل الجزائر بأن تكون إحدى الأدوات الأمريكية بالمنطقة؟

ثانياً: المعروف أن دولاً إقليمية وعالمية عديدة هي التي رعت “داعش” وموّلتها، وسلّحتها، وغضت الطرف عن مرور عشرات الآلاف من المتطوعين للانضمام إلى صفوفها، اعتقادا منها أنها تخدم أجندتها في سوريا على الأقل، وستساهم في إسقاط الأسد. وبعد أن قويت شوكتُها وسيطرت على نصف سوريا وثُلث العراق وأعلنت قيام “الخلافة” ووضعت خريطة لها تمتدّ من جاكرتا إلى الرباط مروراً بـ”ولاية الأندلس وروما”، تفطنت هذه الدول إلى خطرها الجسيم، وهبّت إلى محاربتها لتصحيح خطئها، فلماذا ترسل الجزائر جنودها إلى سوريا والعراق وتعرِّض أرواحهم للخطر لتصحيح أخطاء الآخرين؟ فليصحح هؤلاء خطأهم بأنفسهم.

ثالثاً: لقد استبعدت قيادة هذا التحالف سوريا والعراق، وفي الوقت نفسه أعلنت أنها سترسل قواتٍ برية إلى البلدين لمحاربة “داعش”، ما يعني أنها ستفعل ذلك من دون رضا الحكومتين ومن دون تنسيق أو تعاون معهما، ما يدفع الحكومتين إلى اعتبارها قوات احتلال ومحاربتها، خصوصا وأنهما تدركان جيدا أن الهدف الخفي بعد القضاء على “داعش”، هو إسقاطهما وتسليم الحكم للمعارضة المسلحة في سوريا وثوار العشائر في العراق، فلماذا تدخل الجزائر في حرب مع بلدين عربيين خدمةً لأجندة غيرها؟

رابعاً: لقد اشتمّت الجزائر رائحة الطائفية في هذا التحالف الإسلامي، بإقصائه إيران وسوريا والعراق، فقرّرت أن تتجنّب الاصطفافات الطائفية، حتى لا تساهم في تكريس الانقسامات المذهبية الخطيرة الحاصلة في المنطقة، والتي تهدّد بتقسيمٍ واسع لدولها على أساس طائفي يمهّد الجو لاحقاً لانقساماتٍ عرقية تخطط لها أمريكا والغرب في إطار “سايكس بيكو 2″، وينفذها بعضُ العرب والمسلمين برعونة من خلال الانجرار إلى حروب إقليمية واسعة ومُنهِكة، باتت مؤشّراتها تلوح بقوة، وحريّ بالجزائر أن لا تشارك فيها.

خامساً: المشاركة في التحالف يعني ضرورة فتح المجال لأي قوة خارجية لدخول الجزائر باسم مكافحة الإرهاب، وهذا ما لا يمكن أن تقبله، فهي تتكفل بذلك وحدها.

لقد التزمت الجزائر بعدم إرسال جنودها إلى الخارج لخوض حروبٍ بالوكالة، أو حروب لا تعنيها، أما حربَا 1967 و1973 فهي تعنيها لأن فلسطين هي القضية المركزية الأولى للجزائر حكومة وشعباً، وما دام التحالفُ الإسلامي الناشئ لا يرى الإرهابَ الصهيوني ولا يعتزم محاربته نُصرة لقِبلة المسلمين الأولى، فقد انحرف عن البوصلة، وقد أحسنت الجزائر صنعاً بالنأي بنفسها عنه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • سعودي

    السعوديه لم تقطع الرؤس ولكن من قطع الرؤس هي فرنسا التي قطعت رؤس اجدادك وعملت منهم اعمال فنيه ياخي استحي على دمك يكفيك ذل واهانه ان تذهب وتتحدث وتأكل وتلبس وتعمل عند من فعل بكم كل هذا

  • سعودي

    نحن نستفيد من النفط ولم نذهب ك خدم عند من قتل اسلافنا وقطع روسهم وجعل اعضائهم في افواههم كما فعلت فرنسا مع اجدادك أيها المستبغل

  • سعودي

    الارهاب يصلوحه هي مافعلته فرنسا بأجدادك حيث قطعت رؤسهم وجعلت اعضائهم في افواههم (بأمكانك ترى هذه الصور ) لم أتي بشي من عندي,,,المهم ولم نرى منكم الان الا كل حقد على العرب المشرقيين والانبطاح والذل لفرنسا تبا لكم نعااج لا ينفع معكم الا السياط والاهانه

  • محند ارزقي

    شوف يا سعودي التخلف عندنا احسن بكثير من تقدمكم الذي يدفعكم للاستشفاء ببول البعير ولنكران كروية الارض ولقطع الرؤوس وللهزيمة المنكرة امام قبيلة يمنية
    اما ان اصبحنا عالة على العالم فنحن لسنا بحاجة لاموالكم لنصبح مرتزقة ضمن تحالفاتكم المشبوهة
    كفاكم استهتارا بدماء ضيوف الرحمن
    اثبتوا تقدمكم في ادارة موسم الحج الذي لا يتعدى مليوني مسلم

  • مواطن

    احتراما لبيت الله الحرام لا أتخذ من الشتم المنحط طريقة للإجابة عليك.التخلف والجهل والرذيلة والخذلان صفات العالم العربي كله.أما سبب تخلف الجزائر فهو طيلة فترة العهد الاستعماري وامتناع العالم العربي عن مد يد المساعدة للقضاء على الأمية بل قذفه بأنواع الشتائم منها الخروج عن الملة.هذا ما ربحنا من"أشقائنا"منذ حصلنا على استقلالنا.لو سمعت السعودية إلى نصائح الجزائر لما تورطت في حرب اليمن ولما وصل الأمر بالعراق وليبيا إلى الاحتلال بفعل قصر الرؤيا وشدة الضغائن الشخصية.الشعب الجزائري ليس عالة على السفهاء.

  • صالح/الجزائر

    هناك مثل شعبي جزائري يقول : العرس اللي أنت غنيت فيه أنا شطحت فيه .
    الجزائر تعرف ما هو الإرهاب ، ما هي أهداف الإرهاب ، من كان وراء الإرهاب ، من هم حلفاء الإرهاب ، من هم حلفاء حلفاء الإرهاب ، من كان ومازل يمول الإرهاب ماديا وعقائديا ، ...، منذ أفغانستان و" القاعدة " إلى اليوم ، والجزائر تعرف كذلك أن الفكر الوهابي البدوي ، النظام السعودي وآل سعود هم الإرهاب نفسه .
    للقضاء على الإرهاب ، الذي ربطوه مع الأسف بالإسلام ، لا بد من إزلة العائلة الحاكمة بدون وجه حق من العرش ، وهذا آت إن شاء الله .

  • جزائري

    وهل السعودية دولة متقدمة ومنتجة لشيىء آخر غير النفط؟ أعرابٌ كسالى.

  • abouzakaria

    لمذا تحالف الخليج ضدنا اقتصاديا فرفض خفض انتاج البترول و جعلنا في أزمة خانقة اليس الهدف هو اسقاط الجزائر التي لا تتبع للشرق أو للغرب و مازال فيها رجال مواقفهم من مواقف شعبهم رغم الضعف و الهوان

  • بربروس

    فلنستفق من سباتنا ونخرج من غيبوبتنا ونعود إلى تراثنا وفكرنا. وأختم هذا التعقيب بالآية الكريمة الجامعة والمبينة من سورة الأعراف " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "
    فالنتق الله في أنفسنا و نؤمن حقا و حقيقة أننا لن نضيع و لن نهزم ولن نُخذَل و نحن في معيّة خالق الكون و الأكوان.

  • بربروس

    و لكن سيطول كلتا المجموعتين من الحشرات، و هو في الآخر لن يخسر شيئا و لكن يربح استدراجك و إضعافك و الهيمنة عليك. ببساطة، لا بد أن تنظر في ما قد قيل آنفا عن العراق و أسلحته الفتاكة و لزوم تخليص الشعب العراقي من الظلم و تمكينه من العيش في كنف الحرية و الديمقراطية. النتيجة كلنا نعرفها. لهذا، أصبح لزاما علينا أن لا نلدغ من جحر مرتين. إنه ليحزنني أن تُوظّف بلدان من الأمة العربية و الإسلامية لخدمة مصالح أجنبية بغيضة و مدمرّة للأمة على المدى القصير و البعيد.

  • بربروس

    شكرا لك على هذا المقال الصائب. نعم، إنّ موقف الجزائر ليس مشرّفا فحسب، بل هو موقف حكيم، جريء وسياديّ. إن الأمر معقد جدا ولكن يمكننا أن نبسّطه بقولنا أن كل شيء يأتيك مِن مَنْ " دعَّــشَ" بلاد الشام و العراق، لا تأخذه بالعاطفة و لا تفهمه بالكلمات المغالطة و المصطلحات المبهمة، و لكن أخْضِعْه لميزان المصالح و الأهداف الغير معلنة. فهناك من يأتي بحشرات لإفلاس زرعك ثمّ يوضّفك أنت بنفسك و لكن كنوع آخر من الحشرات للقضاء على الحشرات الأولى و هو قد حسب حسابه بأن الضررلن يطوله

  • رمزي الجزائر

    بلاد الحرمين الشريفين تكبر يوما بعد يوم وكلمتها مسموعة رغم ان كثير من المسلمين مع الاسف الشديد يسيؤون الظن بولاة امرها لجهلهم بما بقومون به خدمة للاسلام والمسلمين عبر تاريخهم الحافل فاللهم احفظ بلاد التوحيد يارب العالمين اللهم احفظهم وسدد رميهم وثبث خطاهم وسائر المخلصين لدينك يارب العالمين

  • رمزي الجزائر

    بالله عليكم او لا تعلمون ان الدئب ياكل من الغنم القاصية نحن في عزلة هل يعقل ان 35 دولة مسلمة كلها على خطئ ونحن فقط على صواب والله ان هدا لشيئ عجاب اما سياسة عدم التدخل في شؤون الغير فهي سياسة اثبث التاريخ انها لا تجدي نفعا فاما ان تكون قويا او تكون ضعيفا في هدا العالم المتوحش والقوة في الاتحاد مع اخواننا المسلمين في بادرة خير نرجوا منها الدوام والنجاح ولا يرجوا لها الفشل الا كافر او منافق او جاهل فاللهم اعز الاسلام والمسلمين

  • رمزي الجزائر

    والله ياصاحب المقال لا ادري اين هو الشرف فيما دكرت نحن كالعادة بعيدون عن التحولات التي يشهدها العالم عالم التكتلات وهؤلاء اخوان لنا في العقيدة اجتمعوا على خير ان شاء الله وهو مطلب شرعى قبل كل شيئ ثانيا لا اظن ان توحد المسلمين مطلب امريكي فقد خانتك الفراسة في هدا وهدا امر لا يصدقه عاقل ثالثا دكرت العراق وسوريا اولا تعلم انهما اصبحتا مستعمرتين ارانيتين برعاية رو سيا و اسطوانت الطائفية اسطوانة قديمة كان الاجدر بكا ان ترسلها الى المجوس الصفوين لا لاخوانك من اهل السنة

  • Aissa

    القرار في الجزاءر صاءب وهذا نتيجة التحولات التي تسها المنطقة فالجزاءىر مدركن ان التحالف يشكل خطر على المنطقة!

  • عادل تواتي

    شكرا لك أستاذ. ...

  • توفيق

    الدول الخليجية فقدت المصداقية واصبحت خطواتها مريبة ولا يمكن الوثوق فيها .كان بامكان السعودية ايقاف تغول ايران كما تقول منذ البداية وذلك باتباع اسلوب الترغيب باحتواء الشيعة العرب واعطائهم بعض الضمانات داخل اوطانهم بدل ان يرتموا في احضان ايران ولكن نتيجة للغباء والعنجهية الاعرابية اتبعوا سياسة الترهيب بتخطيط امريكي فوجدنا انفسنا امام امبراطورية ايرانية .النظام الجزائري ومهما اختلفنا معه داخليا تبقى النقطة المضيئة فيه هي مواقفه الخارجية والتي تتسم بالحكمة وبعد النظر و عدم التورط في المهازل.

  • سعودي

    اصلاً لم يتم دعوة الجزائر عشان تقول تنأى بنفسها, دولة متخلفه عالة على العالم

  • حميددa

    جزائر العزة والكرامة عجيب امركم قوم لوط منافقين اشيتريتم ذمم كل الافارقة واستتعبدتوهم وما زلتم تتحدثون عن ااخرينن67614

  • سمير

    سرعة في التحالف = سرعة في الانشقاق
    تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة بالمال لكن أبدا لن تستطيع تغيير قانون الزمن، كمثل ولد القبرة التي ذكره أحمد شوقي:
    ولو تــــــأنى نــــــــالَ مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا تمنَّى وعاشَ طولَ عُمـــــــــــــــــــــــرِهِ مُهَـــــــــــــــــنَّا
    لِكُـــــــــــــــــــــــــــــــــلِّ شَيْءٍ في الحَيَاةِ وَقْتــُـــه وَغَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية المستعجلين فوته

  • مواطن

    امتناع الجزائر عن المشاركة في تحالف غلمان أعداء العرب والمسلمين لا يجب أن يعني مساندة الأنظمة القمعية المعادية لشعوبها (سوريا والعراق ومصر).وددنا لو أن السعودية ومن يلهث وراء هداياها من المحيط إلى الخليج أن يستقلوا بموقفهم لصالح أمتهم لا أن يكونوا أدوات طيعة للأمبريالية والصهيونية.إننا نرى في عدم مشاورة الجزائر البطلة عملا مقيتا ولو أن"اللي ما شاورك هناك".لقد بادرت بلادنا في المشاركة في حربين ضد إسرائيل كما فعل شعبنا قبل الاستقلال في كثير من الحروب دون مساومة.ليعلم آل سعود أن الإسلام لنا جميعا.

  • hadjer

    vive l'Algerie

  • ماهر عدنان قنديل

    سياسة حكيمة من الجزائر

  • خولة

    أحسنتم، هذا هو الصميم

  • بدون اسم

    من حقّك أن تتحدّث عن هذا التّحالف المريب، ونحن معك في أغلب ما قلتَه، لكنّ أسطوانة الطائفية هذه ما عاد يصلح أن تُستعمل سلاحا لتلميع صورة إيران الطائفية الشعوبية، التي دخلت في الحلف الروسيّ الصهيونيّ، حرصا على مصالحها الطائفية في العراق وسوريا، ونكاية بالدول الإسلاميّة الأخرى، فكيف تريد أنت تُستدعى إلى حلف آخر غير الحلف الذي ارتضته؟.
    إذا كان إقصاء إيران، طائفية مرفوضة، فماذا تسمّي ما تفعله هذه الدولة التي تسلّح عشرات المليشيات الطائفية في سوريا والعراق؟ هل هو عمل خيري اجتماعي مثلا؟؟؟.