رياضة

مولودية الجزائر وريال مدريد

ياسين معلومي
  • 3865
  • 4

عيب وعار ما يحدث لعميد الأندية الجزائرية، مولودية الجزائر، الذي يحتل مؤخرة ترتيب البطولة المحترفة الأولى “موبيليس”، ويحتاج لـ”معجزة” للبقاء في الدرجة الأولى، بعد أداء كارثي وغير مسؤول، للاعبين لا يجيدون الحديث إلا عن الأموال، ومسؤولين أوهموا أنصار النادي قبل بداية الموسم بأنهم سيعودون إلى الواجهة، وقاموا بتسريح فريق كامل، وجلبوا آخرين بهدف لا يخرج على ما يبدو عن قاعدة ملء جيوبهم بأموال سوناطراك، تاركين المناصرين الأوفياء يبكون على حال هذا الفريق، الذي كان يوما سيدا في الجزائر وإفريقيا، فكم أفرح لاعبوه الجزائريين، سواء مع المولودية أو مع المنتخب الوطني. وهل نستطيع نسيان عمر بتروني..؟، عندما قهر الفرنسيين وجلب الميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية، وأرجع الرئيس الراحل هواري بومدين من منتصف الطريق، حين عدل النتيجة في الوقت الضائع، وأعاد السيناريو سنة من بعد، حين أمضى هدف التعادل في الوقت الضائع، وربما بنفس الطريقة.

لفت انتباهي، الأسبوع الماضي، الخرجة الإعلامية لشعبان الوناس، أحد الرؤساء السابقين للفريق، عندما قال إن هناك لاعبين لا يستحقون حمل ألوان العميد، لأنهم لا “يبللون” حتى القميص الذي يلعبون به، ويقودهم مدرب فاشل تجاوزه الوقت، في حين اعتبر صاحب الدقائق الأخيرة، أن فريق القلب ضحية سوء التسيير، وتعاقدات خاطئة، وهو نفس الطرح الذي يذهب إليه أغلب من صنعوا أمجاد هذا الفريق، الذي أصبح يعطي صورة سوداء لكل الأندية الجزائرية، وهو الذي كان في السابق من أحسنها وأنجحها، ويلعب في ملعب الخامس من جويلية، وأمام أكثر من مئة ألف متفرج.

لا أستطيع أن أنسى أبدا سنة 1976، حين توج النادي العاصمي بثلاثة ألقاب في موسم واحد، بطولة وطنية وكأس الجزائر وكأس إفريقيا، وتلقى دعوة من ريال مدريد الإسباني للمشاركة في دورة كروية بمدريد، أسال يومها رفقاء بن شيخ وباشي وباشطا وآخرون، العرق البارد للريال في البرنابيو، وانهزموا بنتيجة هدفين لهدف واحد، فشتان بين ذلك الجيل الذهبي من اللاعبين، وهؤلاء المتطفلين الذين يعبثون بفريق يقارب عمره القرن.. فأين ريال مدريد الذي له شعبية كبيرة في الجزائر، ويسيطر على الكرة العالمية، والمولودية التي بدأت تفقد بريقها حتى في شوارع العاصمة، رغم أن الفرق “التاريخي” بين الناديين في الماضي لم يكن كبيرا.

قد يقول البعض إن المقارنة بين الفريقين المدريدي والعاصمي، قد لا تصح أو من الأجدر عدم ذكرها تماما.. لكن حتى لو أردنا أن نستنسخ أي مشروع كروي في الجزائر، فإننا سنفشل، لأنه من السهل شراء اللاعبين، وجلب أحسن المدربين، لكن من الصعب إيجاد مسؤولين “نزهاء”، لأن أغلبهم يفكر في جيبه قبل مصلحة النادي. 

الحقيقة لابد أن تقال، فكل الأندية الرياضية في الجزائر، بداية بالمولودية العاصمية، تراجع مستواها، ولا يعطون حتى لاعبا واحدا لـ”الخضر”، تاركين المجال للاعبين المحترفين المسيطرين على التشكيلة الوطنية منذ سنوات.. فالأجدر على كل مسيري الفرق، وقت الإصلاح الرياضي، أن يعودوا إلى مناصبهم، وإعطاء نظرائهم الحاليين دروسا في المصداقية، لعل هؤلاء المسيرين يعودون إلى جحورهم، ويطلقون عالم الكرة الذي دخلوه فأدخلوه في نفق مظلم، لن نخرج منه إلا بخروجهم.

مقالات ذات صلة