مونديال على طريقة خاليلوزيتش
-
-
5816
-
27
مباشرة بعد نهاية لقاء المنتخب الوطني بنظيره البلجيكي، أصبت كغيري من الجزائريين بإحباط شديد، وبخيبة أمل، جراء الأداء الهزيل للعناصر الوطنية التي أعطت لخبراء الكرة دروسا في كيفية الدفاع، وعدم لعب كرة القدم النظيفة التي تمتاز بالمهارات والتقنيات، رغم أن منتخبنا يملك لاعبين يتفننون أسبوعيا في مختلف الملاعب الأوروبية، ويقهرون أسبوعيا أحسن وأغنى الأندية الأوروبية، مثلما فعل براهيمي مع برشلونة، وفيغولي مع ريال مدريد والقائمة مفتوحة..
لم أفهم سبب انتهاج المدرب وحيد خاليلوزيتش لخطة دفاعية محضة ضد “الشياطين الحمر” منذ أول دقيقة للمباراة، وهو الذي يتوفر على مهاجمين أثبتوا قدراتهم وإمكاناتهم مع أنديتهم، إذ تركهم البوسني في دكة الاحتياط، مفضلا الانهزام وحرق دماء الجزائريين على اللعب النظيف الذي اشتهرت به الجزائر في كؤوس العالم بداية من ملحمة خيخون، والأداء البطولي في مونديال المكسيك، والمشاركة المشرفة في 2010 بجنوب إفريقيا؟
لا أريد الدخول في متاهات مع الذين يؤيدون بقاء المدرب خاليلوزيتش، ويعتقدون بأنه أحسن مدرب يشرف على المنتخب الوطني، وأهّله لكأس العالم، لكنهم يتحسرون اليوم على الأداء الهزيل الذي أضحك كل المتتبعين والتقنيين، وصفع أولئك الذين يريدون حمايته وإبقاءه على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر” مدة أطول.
أتذكر أول ندوة صحفية عقدها بالجزائر، مباشرة بعد تعيينه مدربا لـ”الخضر”، حين قال: “إن لاعبا مثل دروغبا وضعته في قائمة الاحتياط” .. عقدته مع اللاعبين الكبار لا تزال سارية المفعول إلى يومنا هذا. كيف لا وهو الذي يخلق مشاكل فقط مع اللاعبين ذوي المستوى العالي والشخصية القوية، مثلما حدث مع جماعة أم درمان، وبعدها بودبوز وفيغولي وبلفوضيل، وآخرون كان لا يكلمهم حتى في تربصات المنتخب الوطني، ولم يجد إلى يومنا هذا من يوقفه عند حده، وهو الذي تطاول في تصريحاته على كل من لعبوا في المنتخب الوطني حين قال يوما: “جئت إلى الجزائر لأعلمكم أبجديات الكرة”.. ناسيا أو متناسيا أن الجزائر تأهلت للمونديال ثلاث مرات وبإطارات جزائرية ولاعبين من بطولتنا، ولا يملكون نفس الإمكانات التي وفرها له الاتحاد الجزائري.
المونديال البرازيلي لم ينته بعد ولم تنته معه أحلام الجزائريين في التأهل للدور الثاني، لأول مرة في التاريخ، رغم أن ذلك سيكون صعبا، ما لم يراجع المدرب وطاقمه الخطة التي سيلعبون بها ويقحمون مهاجمين بإمكانهم قلب الموازين في أي لحظة، وإبعاد بعض المتخاذلين الذين ليس لهم مكان في المنتخب، وكانوا سببا في الخسارة أمام بلجيكا، خاصة وأن التشكيلة الوطنية تكون مدعمة بأكثر من خمسة آلاف مناصر تركوا عائلاتهم وذويهم من أجل تدعيم محاربي الصحراء، والملايين ينتظرون معجزة قد تتحقق خاصة إذا تراجع المدرب عن خططه الدفاعية، وعناده الذي أفقد الكرة الجزائرية هيبتها ومكانتها التي اهتزت أمام صمت الجميع.
رسالتي إلى المسؤول الأول على الكرة في الجزائر: هل ترضون بالأداء الهزيل للمنتخب الوطني، وأنتم وطاقمكم، صلتم وجلتم في كل الملاعب الأوروبية بحثا عن لاعبين يشرفون الجزائر، ووضعتم ثقتكم في مدرب أهاننا وأهانكم أمام العالم، أم أنكم حضرتم خليفة له وهو ما ينتظره منكم كل الجزائريين!
