-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نانسي وأخواتها

الشروق أونلاين
  • 7329
  • 0
نانسي وأخواتها

لا شيء يوحي بأن القناطير المقنطرة التي أتخمت خزائن الجزائر بفعل عائدات البترول ستفك أزمتنا مع أنفسنا، ولا شيء يوحي بأن الفقر الذي خنقنا سيخسر بعض مواقعه أمام نسبة النمو المتصاعدة للبطالين والحراڤة والمنتحرين.

  • وفي المقابل كل المؤشرات توحي بظهور طبقات اجتماعية جديدة تسكن القصور بدل الفيلات وتربي “الكانيشات” وتسوق سيارات ما فوق المليار، وتستمع لنانسي عجرم وهيفاء وهبي، أو لنقلها صراحة تتفرج على قوام نانسي وهيفاء. قليل منا يعلم بانتهاء تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية وكثير منا لا يعلم أصلا أن التظاهرة بدأت، فما بالك بانتهائها، إذ لم تبلغ نسماتها معظم الجزائريين، رغم أنها مصت الملايير من الخزينة المتخمة والآن يلتفت الخواص إلى عشاق البذخ لأجل منحهم لحظات متعة فوق العادة باستقدام نانسي وهيفاء ومثيلاتهما من البلد الممزق لبنان، رغم أن ما حدث في حفلة تامر حسني من مهازل أخلاقية كان الأجدر بعده أن نصوم فنا وثقافة إلى أن نعود إلى رشدنا.
  • نحن في حاجة إلى خواص يستقدمون أصحاب نوبل في مختلف العلوم لبعث نهضة علمية تبدو أبعد من الشمس وخواص يستقدمون موسيقيين عالميين يردّون للفن أصالته وخواص مهمومين بتخلفنا في الزراعة وليس خواص الاستهلاك الذين يستوردون “الكيوي” و”الباروكات” وأغاني نانسي عجرم، فسعر البترول قارب المئة وثلاثين دولارا وخزائن الجزائر متخمة باحتياطي مالي قارب المئة وخمسين مليار دولار، أليس من حقنا أن نحلم بتحسين ظروف النقل بدل زيادة سعر المازوت الذي أعلنه وزير الطاقة؟ أليس من حقنا أن نحلم بفتح مصانع جديدة وحقول منتجة، بدل دفع مزيد من البطالين للشارع؟ أليس من حقنا أن نمنح لكل مريض سريرا بدل التفكير في مستشفيات للفقراء والمعوقين؟ وأليس من حقنا أن نحلم بوريثات جميلة بوحيرد وفضيلة سعدان بدل استيراد ابتسامة ودلع وقوام نانسي عجرم.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!