-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب إجاباتهم الغريبة:

نتائج الأطفال في المدارس تتحول إلى فضاء للضحك والسخرية

صالح عزوز
  • 2942
  • 7
نتائج الأطفال في المدارس تتحول إلى فضاء للضحك والسخرية

 زاد اهتمام الآباء بأولادهم إلى حد كبير في مجال التعليم والتدريس، حرصا منهم على تحصيل نتائج جيدة، فلم يكتف الأولياء بالتدريس النظامي في المدارس فحسب، بل أضافوا إليهم الدروس الخصوصية في كل المجالات. غير أنه وللأسف، النتائج تسير عكس هذا الاهتمام الكبير. ففي الغالب، يتحصل الكثير من الأطفال، وفي كل الأطوار، على نتائج ضعيفة جدا، بل والأكثر غرابة في هذا، إجاباتهم المضحكة والمؤسفة في نفس الوقت، التي تعكس حقيقة مرة، وهي منظومة تربوية ضعيفة جدا، سواء من حيث التسيير أم المحتوى، بالإضافة إلى تحول اهتمام الأطفال اليوم، إلى مجالات أخرى دون الدراسة، على غرار الألعاب ومحتويات الهواتف النقالة.

 يعاني الآباء اليوم في صمت، ولم يستطع الكثير منهم احتواء أولادهم، وهم في شرود دائم عن الدراسة، وهذا ما يظهر جليا في نهاية كل فصل، حيث يصطدم أغلب الآباء بنتائج ضعيفة، رغم الحرص الدائم والاهتمام المتواصل منهم، من أجل الوقوف على نتائج جيدة، ووصل الأمر عند بعض الأولياء إلى اليأس والتخلي عن هذه البرامج المكثفة، التي لم تؤت أكلها، ماعدا التعب والإرهاق منهم، في ظل عدم التركيز من الأبناء الذين أصبح همهم اليوم، الهواتف النقالة واللعب.

وفي ظل انتشار الوسائط الاجتماعية، أصبحت تنشر الكثير من إجابات الأطفال والتلاميذ في كل الأطوار، وتحولت إلى مساحات للسخرية بين رواد هذه الصفحات لغرابتها، فهي تعكس حقا واقعا مؤلما، بالرغم من كونها إجابات مضحكة، لا صلة لها بما يدرس، سواء في التعليم النظامي أم الدروس الخصوصية.

 وأدى هذا الواقع المضحك المحزن لنتائج الأطفال في المدرسة وإجاباتهم الغريبة، إلى ضرورة طرح سؤال مهم، وهو: ما الفائدة من كل تلك الجهود، إذا كانت النتائج ضعيفة إلى هذا الحد؟ لذا، وجب التفكير في تغيير نمط حياة الطفل في تعامله مع الهواتف النقالة ومحتويات البرامج التلفزيونية، التي شوشت عليه الدراسة، وتعلق بها أكثر من تعلقه بالدراسة، ولا يمكن لتكثيف الدروس في كل المجالات أن تكون نتائجه طيبة، إذا استهلكت الهواتف النقالة أكثر الأوقات عند الطفل، وأصبحت في الآونة الأخيرة الشغل الشاغل لهم.

 ليس من السهل على الآباء والأمهات، تقبل هذه النتائج الضعيفة رغم كل ما يقدمونه من جهود، خاصة أن إجابات أولادهم تحولت إلى نكت للسخرية وتشارك بين الأفراد على نطاق واسع، ولا يمكن أن يتحكموا فيها. والمؤلم أكثر، على حد تعبير الكثير منهم، أن أغلبهم لم يستطيعوا أن يجدوا حلولا لهذا، لأنهم لم يدخروا أي جهد منهم، من أجل النتائج الحسنة، لكنه، وللأسف، تجري نتائج أولادهم في الدراسة عكس الاهتمام الزائد في الكثير من الأحيان. وأصبحت هذه القضية اليوم محل حديث واسع، سواء في أماكن العمل أم وسائل النقل، وأصبح الكل يشتكي منها، بل في بعض الحالات تذرف لها الدموع خاصة من الأمهات..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • فاكهة الجبل

    مدارس مهترئة اطفال جيل مهترئ نظام معدم نقدفسية مهترئة عيد مهترئ الواقف سيظل واقف حتى يهترئ

  • أستاذ متقاعد

    المنظومة التربوية في الجزائر أو المدرسة الجزائرية منكوبة بكل المعايير صالحة لكل شيء الا التربية والتعليم : الغالبية الساحقة من الأساتذة مستوياتهم أكثر من ضعيفة بل كارثية كما أنهم يفتقرون الى الشخصية القوية التي تساعدهم على التحكم في الأقسام ... ونفس الشيء يقال عن المدراء ومستشاري التربية ... حيث يعين في المناصب كل من هب ودب دون احترام أدنى المعايير .. برامج ومناهج كارثية - قلة الانضباط حيث أصبح التلاميذ يفرضون منطقهم وقانونهم - كثرة الغيابات والتأخرات من قبل التلاميذ والمدرسين .. - العنف المدرسي بين التلاميذ وبينهم وبين المدرسين ... الخ فكيف تنظرون نتائج ايجابية ومردود من مدارس تحولت ومنذ عقدين على الأقل الى مراكز " لتجميع" الأطفال والتلاميذ من 8 صباحا الى 16 مساءا لا أكثر ولا أقل ؟؟؟

  • ا لحق مــــــــــــــــر

    الغش اصبح ظاهرة اجتماعية ولا يقتصر الغش على المعلم والاستاذ ولكن انتشر في جميع المجالات والكل له علاقة من قريب او من بعيد فانت ايها الموظف في مجال ما لا شك انك تجامل هذا المعلم من عملك ليس حب في المعلم ولكن حبا في ان يعتني بابنك والمضف في المحكمة لا يمكن له ان يغض الطرف عن عدم تقديم الاولوية للمعلم وهذا هذا بهذا واصبح المجتمع مريض بالمحسوبية والمعرفة تخيل معي انني لا امارس وظيفة وتقدمت الى اين كان فلا يمكن ان يقدم لي المساعدة او الاسراع في حل قضيتي لا لشىء سو ى انه لا يجد عندي ما يحتاجه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • عقبه

    ستترحمون علي السيده المحترمه بن غبريط..

  • جزاءري

    المحيط الاسري والاولياء و المحيط الثقافي والحضاري والتربوي داخل الأسرة له دور كبير في توجيه الاطفال والمراهقين. اذا كان هناك فراغ او اهمال من جانب الاسرة فطبعا لن يكون هناك تحصيل علمي في المدرسة لان ثقافة الشارع ستكون هي المسيطرة. رغم مشاكل المدرسة الجزاءرية فقد تخرج منها الاف الاحياء والمهندسين اللذين اثبتوا جدارتهم في بلدان متقدمة كثيرة . لذلك يجب البحث عن المشكلة في مكان آخر وحسب رايي هذا المكان الاخر ه. الأسرة وثقافتها . هناك اسر ينجح كل اولادها وهناك اسر لا ينجح منهم اي واحد وهم في مدرسة واحدة . يجب الكلام بطريقة علمية في هذا المضمار وبالاحصاءيات دون سياسة لان السياسة ستزيد الطين بلة .

  • ولي تلميذ

    ومن الأسباب أيضا : غش الكثير الكثير من أساتذة وموظفي القطاع (حاشا القلة القليلة إن لم نقل النادرة) بنفخ نقاط أبنائهم وأبناء زملائهم وأحبابهم... تجد الطفل ضعيف جدا في الابتدائي(بمعدل 6،7)، لكن عند انتقاله إلى حيث يعمل أبوه أو أمه يصبح ينافس على المراتب الأولى (لازم معدل أكبر من 18؟؟؟؟؟) ، وآخر ينتقل في شهادة التعليم المتوسط بالإنقاذ ثم تصبح معدلاته في الثانوية حيث يعمل أبوه أو أمه لا تقل عن 16... لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من غشّنا فليس منا" ، لكن من أجل التباهي بمستوى الأبناء ساءت أخلاق الكثير من الأساتذة والمعلمين إلى حد أصبحت علامات الإمتحانات تتغير فما بالك بعلامات الفروض... ربي يجيب الخير . صح رمضانكم... صح عيدكم

  • الطاهر

    ما صدقت لأنك ما حزرت فالأولياء يهتمون بالنتائج لكن بطريقة سلبية حيث أنهم عوض تشجيع أبنائهم على التعلم والدراسة، تجدهم يضايقون المعلم بسلوكات أقل ما يقال عنها أنها مافياوية. تجد الرجل منهم يعنف المعلم الجاد إن اشتد على ابنهم كي ينتبه لعمله وتحصيله. ثم يلومونه أن أتت النتائج سلبية عوض لوم تقصير ابنهم. ومنذ أيام عاد بي أحد الأولياء 15 سنة للوراء متذمرا بل لاعنا سابا أن هناك من المعلمين من لم يزد لابنه نقطة كي ينجح بالغش. وللعلم فالرجل من الواظبين على الصلاة في المسجد. وكأن الغش من الواجبات لا المحرمات.