الشروق العربي
بسبب إجاباتهم الغريبة:

نتائج الأطفال في المدارس تتحول إلى فضاء للضحك والسخرية

صالح عزوز
  • 2944
  • 7

 زاد اهتمام الآباء بأولادهم إلى حد كبير في مجال التعليم والتدريس، حرصا منهم على تحصيل نتائج جيدة، فلم يكتف الأولياء بالتدريس النظامي في المدارس فحسب، بل أضافوا إليهم الدروس الخصوصية في كل المجالات. غير أنه وللأسف، النتائج تسير عكس هذا الاهتمام الكبير. ففي الغالب، يتحصل الكثير من الأطفال، وفي كل الأطوار، على نتائج ضعيفة جدا، بل والأكثر غرابة في هذا، إجاباتهم المضحكة والمؤسفة في نفس الوقت، التي تعكس حقيقة مرة، وهي منظومة تربوية ضعيفة جدا، سواء من حيث التسيير أم المحتوى، بالإضافة إلى تحول اهتمام الأطفال اليوم، إلى مجالات أخرى دون الدراسة، على غرار الألعاب ومحتويات الهواتف النقالة.

 يعاني الآباء اليوم في صمت، ولم يستطع الكثير منهم احتواء أولادهم، وهم في شرود دائم عن الدراسة، وهذا ما يظهر جليا في نهاية كل فصل، حيث يصطدم أغلب الآباء بنتائج ضعيفة، رغم الحرص الدائم والاهتمام المتواصل منهم، من أجل الوقوف على نتائج جيدة، ووصل الأمر عند بعض الأولياء إلى اليأس والتخلي عن هذه البرامج المكثفة، التي لم تؤت أكلها، ماعدا التعب والإرهاق منهم، في ظل عدم التركيز من الأبناء الذين أصبح همهم اليوم، الهواتف النقالة واللعب.

وفي ظل انتشار الوسائط الاجتماعية، أصبحت تنشر الكثير من إجابات الأطفال والتلاميذ في كل الأطوار، وتحولت إلى مساحات للسخرية بين رواد هذه الصفحات لغرابتها، فهي تعكس حقا واقعا مؤلما، بالرغم من كونها إجابات مضحكة، لا صلة لها بما يدرس، سواء في التعليم النظامي أم الدروس الخصوصية.

 وأدى هذا الواقع المضحك المحزن لنتائج الأطفال في المدرسة وإجاباتهم الغريبة، إلى ضرورة طرح سؤال مهم، وهو: ما الفائدة من كل تلك الجهود، إذا كانت النتائج ضعيفة إلى هذا الحد؟ لذا، وجب التفكير في تغيير نمط حياة الطفل في تعامله مع الهواتف النقالة ومحتويات البرامج التلفزيونية، التي شوشت عليه الدراسة، وتعلق بها أكثر من تعلقه بالدراسة، ولا يمكن لتكثيف الدروس في كل المجالات أن تكون نتائجه طيبة، إذا استهلكت الهواتف النقالة أكثر الأوقات عند الطفل، وأصبحت في الآونة الأخيرة الشغل الشاغل لهم.

 ليس من السهل على الآباء والأمهات، تقبل هذه النتائج الضعيفة رغم كل ما يقدمونه من جهود، خاصة أن إجابات أولادهم تحولت إلى نكت للسخرية وتشارك بين الأفراد على نطاق واسع، ولا يمكن أن يتحكموا فيها. والمؤلم أكثر، على حد تعبير الكثير منهم، أن أغلبهم لم يستطيعوا أن يجدوا حلولا لهذا، لأنهم لم يدخروا أي جهد منهم، من أجل النتائج الحسنة، لكنه، وللأسف، تجري نتائج أولادهم في الدراسة عكس الاهتمام الزائد في الكثير من الأحيان. وأصبحت هذه القضية اليوم محل حديث واسع، سواء في أماكن العمل أم وسائل النقل، وأصبح الكل يشتكي منها، بل في بعض الحالات تذرف لها الدموع خاصة من الأمهات..

مقالات ذات صلة