نجاحات كبيرة في “باب الحارة” و”ضيعة ضايعة”.. وخلافات بالجملة مع النجوم

منذ أشهر، استضافت مجلة الشروق العربي الممثل السوري، نقيب الفنانين، الراحل زهير رمضان.

وعلى الرغم من أن الحوار كان الهدف منه التحدث عن مسيرة الراحل وأعماله، إلا أن رمضان لم يناقش أعماله الفنية، وإنما صبّ كل اهتمامه في لقائنا معه للرد على منتقديه، سواء من الفنانين المعارضين أم المؤيدين للنظام السوري، لاسيما بسام كوسا، الذي وجه إليه انتقادات عديدة…

وبدا واضحاً أن تصريحه معنا، آنذاك، لم ينتج عن غيرته الوطنية، كما يدعي، وإنّما عن غيرته الفنية أيضا. وكان ردُّه على تلك الانتقادات أكبر دليل، حيث صرح رمضان بأنّه على استعداد للتسامح مع الجهلاء والفقراء، والذين حملوا السلاح وغُرر بهم لجهلم. وأما الفنانون، فهم مثقفون ونخبويون، ويقودون الرأي. وخص بذلك الفنان جمال سليمان، الذي طالما صرح رمضان بضرورة محاسبته. ولم تقف أحقاد رمضان عند هذا الحد، وإنما صرح بأن الفنانين الذين لم يصرحوا برأيهم السياسي وليس لديهم أي نشاط سياسي، وقاموا بالعمل في مسلسل “الأمل” المعارض مثلاً، يتوجب على الدولة السورية حبسهم، وليس استقبالهم، والسماح لهم بالعمل في أعمال من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.

حقيقة هجرته من سوريا

كما أعرب زهير رمضان عن استيائه من الأخبار التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفا إيّاها بالعارية من الصحة، ومفادها أنه هرب من سوريا، وانتقل للعيش في الأردن، والعمل على بسطة للحلويات بعد أن خسر بيته وأمواله!

ويقول للشروق العربي، كيف يهرب من بلده الأم، وهو من دخل الكلية الجوية الحربية ليصبح طياراً، ويدافع عن وطنه في يوم من الأيام. وإنه لو مضى في مشواره السياسي لأصبح في مركز مهم اليوم. إلا أن إصرار أمه على ترك هذا المجال لخوفها عليه، جعله يختار شغفه الثاني بعد السياسة، وهو الفن.

وتفاخر رمضان بأنه بعد أيام قليلة من اندلاع الثورة السورية، ظهر إعلاميا، وعبر عن رأيه، وأنه ليس كباقي الفنانين الذين وقفوا على الحياد وتحاشوا الظهور، والذين أعلنوا بشكل متأخر تأييدهم للنظام. ثم بدأ بالرد على منتقدي تصريحه الأخير، بكتابة قائمة إلى الجهات المختصة، تحتوي على أسماء فنانين سوريين لا يجب أن يتساهلوا معهم عند عودتهم إلى الوطن، حتى لو قاموا بمصالحات وطنية.

حقيقة منع زهير رمضان وسيرين عبد النور وأصالة من دخول سوريا؟

كما انتشرت العديد من الأخبار سابقا التي تفيد بأن الممثل زهير رمضان منع الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور من دخول سوريا، والسبب هو زيارتها لمخيم اللاجئين السوريين، إلا أن سيرين لم تعلّق على هذا الأمر، وعادت وصوّرت مسلسلها الشامي “قناديل العشاق” في سوريا.

وحينها، أطلق جمهور سيرين هاشتاغ “متضامن مع سيرين عبد النور”، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. واكتفت سيرين حينها بإعادة نشر تدوينة تقول: “عزيزتي دمشق، لا تستحقين أيتها الرائعة أن يُسفك دم أبنائك المكللّين بأوراق الغار ظلماً وعدواناً”.. إلا أن زهير رمضان صرح لموفد الشروق العربي بهذه النقطة بالذات، بأنه لا أساس لصحة هذا الموضوع وما تردد حول منعها من دخول سوريا.

أصالة ليست فنانة.. وقرار رجعوها إلى سوريا ليس بيدي

وعن القرارات التي أصدرها ضد بعض الفنانين أيضا، وشطبهم نهائيا من النقابة، ومنهم من اتهم الممثل زهير رمضان بأنه محسوب على النظام، يرد قائلا للشروق العربي:

 أنا لست مع هذا أو ذاك.. أنا إنسان مستقل، وبعيد عن السياسة، وليس لي علاقة بالحكومة أو المعارضة، بل أحب حياتي وفني وأسرتي وأقاربي وإخواني، لأن السياسية لا تطعم ولا تسقي، بل تعود أحيانا على من يتعاطونها بالدمار والضياع وفقدان الرجولة والإهانة.

وعن القرارات.. لا جواب عن سؤالك، لأنه يدخل في سرية عملي، كنقيب الفنانين بسوريا.

أما عن وضعية الفنانة أصالة نصري، فيوضّح:

 أصالة غير مسجلة.. وعلى هذا الأساس، النقابة لا تعترف بها كفنانة. وقرار السماح بعودتها إلى سوريا ليس بيدي. وذلك لأنها كانت مناهضة للحكومة في سوريا، خلال اندلاع الأحداث. الأمر الذي أدى إلى فصلها، هي وعدد من الفنانين من النقابة، وإحالتهم على مجلس تأديب النقابة.

هذا سر نجاح شخصية “أبو جودت” بباب الحارة

وبعيدا عن الخلافات. وفي سؤالنا: هل أدوار الشر التي يقوم بها، تعتبر ممزوجة بالسخرية؟ وهل الشرير إنسان مضحك؟ يرد لموفد الشروق العربي…

 الشرير ليس إنساناً مضحكاً، والشر لا يثير الضحك. وبالنتيجة، فأنا لا أضحك من الشر، لأن مجابهة الشر تحتاج إلى عمل، لكن تقديم هذه الشخصيات يجعل من حياتنا أكثر قسوة وسوداوية. لذلك، أحاول دائماً بشكل أو بآخر أن أخفف من وطأة هذه الشخصيات، بنفحات كوميدية. وكمثال عن ذلك، شخصية ”أبو جودت” في ”باب الحارة”، التي عاشها المشاهد على مدار 11 جزءا. فأنت كمشاهد لا تحبه، لأن أفعاله ”ناقصة”، ومشاكله كثيرة.. لكنك في الوقت ذاته لا تكرهه، وتنتظر موقفاً أو دعابة منه كي تضحك، فأنت عندئذ تضحك من الشخصية وليس من الشر، بل لعلك تحاكم الشر في الأساس. ومن خلال الطريقة التي يؤدي بها زهير رمضان، فالمسألة إذن، هي تخفيف وطأة الشخصية الشريرة على المشاهدين، خاصة أنني دائما متخوف من كره المشاهد لي بشخصية “أبو جودت”·

أما عن سبب قبوله الدائم أداء الشخصيات الشريرة، فيصرح قائلا:

المسألة محكومة بعروض المخرجين، وبموقفي منها. فالزملاء المخرجون لديهم انطباع بأن زهير رمضان كشكل ووجه وملامح عامة يعبّر عن الجدية والصرامة. وعندما يسندون إليه دوراً سلبيا، فإنهم يضمنون أن نصف الشخصية قد حقق حضوره وتوازنه، من خلال اختياره. وبالنسبة إلي، فأنا أميل إلى هذه الشخصيات لأنها مغرية، ولأنها شخصيات مركبة، تشكل حالة تمثيل ضمن التمثيل، وشخصية مركبة ضمن شخصية مركبة. وهذا ما يجعل الفنان متحفزاً، وفي حالة تحد مع نفسه، عندما يتصدى للشخصية السلبية، لأنها أكثر تنوعاً وغنى· وعن نفسي، أخاف من مسألة واحدة، وهي ألا تصل الشخصية بشكل صحيح إلى الناس، وألا تصل إليهم الفكرة التي تقدم من خلالها هذه الشخصية.

زهير رمضان يعود إلى “باب الحارة”

كما أكد الممثل السوري، زهير رمضان “لمجلة الشروق العربي”، أنه وقّع مع الشركة المنتجة لمسلسل “باب الحارة” من أجل المشاركة في الجزأين، الحادي عشر والثاني عشر، في الموسمين المقبلين لرمضان 2021 و2022. وقد عرف زهير بشخصية “أبو جودت”، إلا أنه غاب عن العمل للمرة الأولى في الجزء العاشر، قبل أن يعود مجدداً في الجزء الجديد.

وعكته الصحية ووفاته

بتاريخ 11 نوفمبر، كشف المخرج صفوان نعمو أن الممثل زهير رمضان يعاني من وضع حرج للغاية. وكتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي: الصديق الفنان زهير رمضان يعاني من وضع صحي حرج. مهما كنا متفقين معهُ أو مختلفين حول قراراته، كرئيس لنقابة الفنانين، لكن، يبقى زهير رمضان الفنان والصديق والزميل.. أرجو من الله الشفاء العاجل لهُ. نحن اليوم في أمس الحاجة إلى الوقوف مع بعضنا جميعاً، أكثر من أي وقت، لندعو الله لهُ أن يشفيه ويعافيه، ويعود في أقرب وقت بيننا. الشفاء العاجل للفنان زهير رمضان”. وانتشر قبل فترة خبر وفاته، إلا أن النقابة نفت الموضوع، لكن في 18 نوفمبر، من نفس الشهر، أسلم الروح، عن عمر ناهز 62 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مسيرة زهير رمضان التمثيليّة

في رصيد الممثل زهير رمضان العديد من الأعمال التمثيلية الناجحة، ومن أشهر أدواره، دور “أبو جودت”، في مسلسل “باب الحارة”، الذي شارك فيه في جميع أجزائه.

ومن هذه الأعمال: باب المراد، طوق البنات 2، حارة المشرقة، فارس وخمس عوانس، بانتظار الياسمين، دنيا، ضيعة ضايعة، مذنبون أبرياء، صدر الباز، عطر الشام، لست جارية، خاتون، ووردة شامية…

كما أن للممثل زهير رمضان العديد من الأفلام السينمائية، أبرزها:

“ليالي ابن آوى”، عام 1989.

“غير مخصص للبيع”، عام 2001.

“مشروع أم”، عام 2002.

“صباح الليل”، عام 2008.

“صبيحة بحرية”، عام 2011.