الجزائر
"الشروق" تنقل شهادات ركاب باخرة "طارق بن زياد"

نجونا بأعجوبة من المحرقة.. وكدنا نموت من “الخلعة”

الشروق أونلاين
  • 12643
  • 14
الشروق

“نجونا بأعجوبة من كارثة حقيقية، الرعاية الإلهية قللت من حجم الأضرار، دعوة الخير كانت سبب نجاتنا”.. هي أول العبارات التي تلفظ بها مسافرون وصلوا ميناء وهران الإثنين، بعدما عايشوا لحظات احتراق مرآب المخصص لسيارات بسفينة “طارق بن زياد” خلال الرحلة القادمة من مرسيليا باتجاه مدينة وهران، غير أن الحريق حوَل طريق السفينة نحو إسبانيا، ليتم إعادة الركاب إلى الجزائر أمسية الإثنين..”الشروق” كانت في انتظار المسافرين بالميناء لنقل شهاداتهم وكواليس “المحرقة” المفاجئة.

في شهادات الركاب الناجون من المحرقة التي عصفت بمرآب الباخرة، أفاد الشاب يازة محمد 33 سنة، القاطن بولاية الشلف، أنه في حدود التاسعة ونصف ليلا، بينما كان داخل حجرته في السفينة أحس بارتفاع غير عادي للحرارة، جعلته يحاول الاستفسار، وعند فتحه الباب تفاجأ بدخان كثيف قادم من المرآب الذي يتواجد أسفل حجرته وما هي سوى لحظات حتى دقت صافرات الإنذار معلنة الحريق.

وقد أدى الحادث إلى حالة هلع في صفوف الركاب وتعالى الصراخ والعويل وسط النسوة، وبكاء الأطفال بينما تكفلت فرقة التدخل بإخماد النيران المشتعلة بالسيارات وهي المعلومة التي نشرها طاقم السفينة لطمأنة الركاب.

وذكر السيد عبددوي سليمان صاحب الـ38 سنة أن الدخان الكثيف هو الذي أثار هلع المسافرين، حيث ظن الجميع ان الأمر يتعلق باحتراق الباخرة، لكن مع مرور الوقت تأكد أن الأمر يتعلق بسيارات المسافرين التي صارت تحترق الواحدة تلو الأخرى، وتسبب الحريق في انسداد الكثير من الأبواب ما أدى إلى كسر النوافذ لنجدة المسافرين وقد راجت في الكواليس أقاويل تفيد بأن السبب الرئيسي في احتراق  السيارات كان بحد ذاته نتيجة اشتعال مركبة واحدة، تكون قد انتقلت الشعلة إلى سيارات مجاورة، ليقاطعه مسافر آخر وهو في غمرة الغضب أن السبب كان داخل المرآب ويتعلق بشرارة كهربائية أدت إلى اندلاع النار في السيارات.

 

العلامة الكاملة لخلية الإنقاذ..

مقابل ذلك أشاد احد الناجين من المحرقة بالمجهودات الجبارة التي بدلها طاقم السفينة الذي يملك خلية للتدخل مدربة على مثل هاته الحوادث، حيث تم التعامل باحترافية مع الحريق رغم طول المدة التي قضوها في إخماد النيران، والتي قاربت الـ5 ساعات، لكن الشيء الإيجابي أنهم تمكنوا من محاصرة الحريق داخل المرآب فقط، ومنعه من الوصول للطوابق العليا، وكانت الضريبة احتراق أكثر من 30 سيارة.

كما أكد الطرش عبد الصمد المدير الجهوي غرب للمؤسسة الوطنية للنقل البحري، أنه تم توفير كل التسهيلات للمسافرين الذين وصلوا لميناء وهران، حيث قدر عددهم بـ 32 مسافرا، و 17 سيارة، وتم تخصيص حافلة تقلهم إلى الجزائر العاصمة وما جاورها، كما تم توفير لكل مسافر وجبات غذائية وقيمة مالية تناهز الـ 4 آلاف دينار، لسد حاجيات السفر نحو العاصمة، وملء خزانات سياراتهم، بينما تم تكديس السيارات المحترقة بجزيرة مايوركا الإسبانية، في حين لا تزال التحقيقات متواصلة للوصول إلى الأسباب الحقيقية التي كانت وراء اندلاع النيران، كما سيتم إخضاع المركبات للخبرة التقنية لمباشرة عملية التعويض عن الأضرار التي لحقت بمركبات الضحايا.

مقالات ذات صلة