رياضة
دعا إلى أخذ العبرة من "الهوليغانزية".. سعدان:

نحتاج 10 سنوات تضحية لوقف ظاهرة العنف في الملاعب

صالح سعودي
  • 1893
  • 3
أرشيف
رابح سعدان

عبّر المدير الفني للمنتخبات الوطنية، رابح سعدان، عن قلقه من واقع الكرة الجزائرية، خاصة في ظل استفحال ظاهرة العنف التي أساءت حسب قوله إلى صورة الجزائر في الخارج، منتقدا ضمنيا تصريحات بعض المحليين التي ساهمت حسب رأيه في تأزم الوضع، معتبرا أن ما حدث في ملعب قسنطينة ووهران ليس مسؤولية الاتحادية، بقدر ما يعكس وجود أسباب وعوامل كثيرة جعلت العنف ينتشر بشكل مخيف في مختلف الملاعب وعلى جميع المستويات.
دعا الناخب الوطني السابق، رابح سعدان، خلال استضافته في حصة “ساعة رياضة” التي بثها التلفزيون العمومي سهرة أول أمس، إلى ضرورة توظيف جميع الجهود من أجل التخلص من ظاهرة العنف، مشيرا إلى ضرورة أخذ العبرة من التجربة التي خاضها الإنجليز في طريقة القضاء على “الهوليغانزية”، وهو ما تطلب حسب قوله 10 سنوات كاملة من الجهود والتضحيات، وقال سعدان في هذا الجانب “يجب أن يعرف الجميع أن ظاهرة العنف قد استفحلت في ملاعبنا، والأكثر من هذا فهي منتشرة بكثرة في الأقسام السفلى، وهو ما يتطلب توظيف الجهود من طرف جميع الجهات للتخلص من هذه الظاهرة التي أساءت إلى الكرة الجزائرية وأعطت صورة سلبية للجزائر في الخارج”، وفي الوقت الذي اعتبر أن العنف يعد ظاهرة اجتماعية، خاصة أنها انتشرت بشكل كبيرة منذ العشرية السوداء، فضلا عن الظروف الصعبة التي يعاينها الكثير بسبب البطالة وأشياء أخرى، ما يجعلهم يلجؤون إلى الملاعب لتفريغ مكبوتاتهم، في الوقت الذي تعتبر مباريات كرة القدم حسب سعدان مجالا للفرجة والإبداع فوق الميدان، وليست فضاء للعنف والشغب والاعتداءات التي تتسبب في مقتل أناس أبرياء، ولم يتوان سعدان في تبرئة الاتحادية من مسؤولية ما حصل في ملعب الشهيد حملاوي بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر لحساب الدور نصف النهائي من كأس الجمهورية، مجددا التأكيد بأن العنف ظاهرة يتحمل الجميع مسؤوليتها، مثلما يتطلب من الجميع التجند من أجل التقليل من حدتها والقضاء عليها وفق مخطط شامل وفعال على المدى المتوسط والبعيد، وفي السياق ذاته، انتقد سعدان بعض رواد البلاتوهات الذين يتلفظون حسب قوله بعبارات لا يراعون دلالاتها وخطورتها، وهي التصريحات التي تسيء حسب قوله إلى الكرة الجزائرية في المنابر الإعلامية.
من جانب آخر، بدا رابح سعدان راضيا عن العمل القائم في المديرية الفنية، وأكد أن جولاته في عديد ولايات الوطن أعطت له انطباعا طيبا حول وجود مواهب كروية في حاجة إلى متابعة بغية الاستثمار في إمكاناتها، وقال سعدان إنه تفاجأ بوجود مواهب شابة في جمعيات رياضية تنشط بشكل مستق بعيدا عن الأندية، وهو الأمر الذي يستحق التثمين حسب قوله، مشيرا في الوقت نفسه بأن مديريته الفنية ستواصل العمل لتنسيق الجهود بين جميع الأطراف الفاعلة للاستثمار في هذا الجانب، مؤكدا في السياق نفسه أن المسؤولية الكبرى ملقاة على مستوى الأندية، من خلال تشكيل مديريات فنية تحرص على الاعتناء بالفئات الشابة، على أن يتم عقد لقاءات دورية لتقييم العمل القائم ومواصلة انتقاء المواهب التي بمقدورها أن تعزز المنتخبات الوطنية في جميع الفئات، وفي هذا الجانب بدا رابح سعدان مرتاحا للعمل الذي يقوم به المدرب بوعلام شارف مع المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة، وهو العمل الذي سمح بالظهور بوجه إيجابي آخرها الفوز أمام نظرائهم من المنتخب التونسي في ملعب هذا الأخير، وقال سعدان في هذا الجانب “الجميع يعرف إمكانات وكفاءة بوعلام شارف، فهو يقوم بعمل كبير وأنا شخصيا لا أتدخل في صلاحياته، بل أعمل جاهدا على توفير الظروف المناسبة للعمل”.
وأبدى سعدان في اختتام حصة “ساعة رياضة” التلفزيونية سعيه لتوسيع دائرة طاقم المديرية الفنية وهذا من خلال توفير الإمكانات اللازمة لمواصلة تجسيد البرنامج المسطر، مراهنا في الوقت نفسه على جدوى مراكز التحضير الجهوية التي من شأنها المساهمة في تطوير الكرة الجزائرية والمنتخبات الوطنية مستقبلا.

مقالات ذات صلة