-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنان الكوميدي مراد صاولي للشروق العربي

نحن الیوم أمام تحدي استعادة الجمھور من خلال أعمال تعكس عاداته وتقالید بلده

طارق معوش
  • 395
  • 0
نحن الیوم أمام تحدي استعادة الجمھور من خلال أعمال تعكس عاداته وتقالید بلده
تصوير: عبد الكريم شنيقل

صاحب الضحكة المميزة، والإفيهات الطازجة، والمواقف التي لا تنسى، الذي تربع داخل قلوب الجمهور بخفة ظله. الفنان المسرحي الكوميدي، مراد صاولي، واحد من الذين استطاعوا تحقيق نجومية حقيقية في الأدوار الثانية، لم يقم بدور البطولة المطلقة إلا أنه نجح وبشدة في تحقيق نجومية كبيرة..

الفكاهي مراد صاولي، يرى بأن الفنان الجزائري یتمتع بحریة تعبیر حقیقیة، لا یعي قیمتھا إلا بعد احتكاكه بأشخاص یعانون التضییق، مستشھدا بتجربته الشخصیة بین التمثیل المسرحي والتلفزیوني، طیلة ما یقارب 26 سنة، قدم خلالھا أعمالا، اعترف بأنھا جریئة وتحمل من الإیحاءات السیاسیة، ما قد یجعلھا محظورة بدول عربیة أخرى.

الشروق: قدمت في رمضان أدوارا عديدة في وقت واحد، رغم اختلافها. كيف تمكنت من الإبداع في جميع هذه الشخصيات؟

– أولا، الفنان يعمل بكثرة، خلال الأشهر الثلاثة، قبل حلول الشهير الفضيل، تحضيرا له. والمعروف بتنوع برامجه المحلية من مسلسلات وسلسلات سيتكوم، إن كنت غير مرتبط بعمل فني في الفترة التي تقترح علي أعمالا فنية فأكيد أقبلها، وإن سمحت لي ظروف العمل في هذا المسلسل أو السيتكوم ويكون بمقدوري المشاركة في عمل فني آخر لا أرفض ذلك، فأنا في كل الأحوال ألبي أذواق الجماهير وأيضا تعدد أدواري يثري مسيرتي الفنية.

الشروق: من غير شك، كنت متابعا لبعض الأعمال التي عرضت في رمضان، ولا تزال تحصد إلى حد الآن الكثير من نسب المشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ما رأیك في ما قدم؟

ـ أرى بأنه یسیر على السكة الصحیحة، فمادامت ھناك إرادة لتغيیر واقع الفن وتقدیم إنتاج متنوع، فھو برأيي دلیل على أن السعي حقیقي، والجھد للرقي بنوعیة الإنتاج الذي یقدم للمشاھد الجزائري واضح جدا صراحة.

الشروق: وهل تعتبر غزارة الإنتاج دلیلا على جودة النوعیة؟

ـ لا یمكن التعقیب على الجودة في الوقت الحالي وعرقلة سیرورة القطاع، لأننا مررنا بفترة فراغ فني جعلت الأعمال الأجنبیة والعربیة تستحوذ على المشاھد الجزائري، نحن الیوم أمام تحدي استعادة الجمھور من خلال أعمال تعكس عاداته وتقالید بلده. ومھما كانت بساطة ھذه الإنتاجات ستبقى تؤدي رسالتھا، وتراعي على الأقل الخصوصیة المجتمعیة، وما علینا الآن ھو التنویع في طبیعة الأعمال لتلبیة أذواق كل الفئات والأعمار، خاصة ما تعلق بالأعمال التوجیھیة التي أراھا ضعیفة جدا في وقت تزید أھمیتھا جدا بالنسبة لفئة الأطفال، والواجب علینا ھو الانتباه إلى ھذا التفصیل والاستثمار أكثر في تكوین الذائقة الفنیة للأطفال، لأنھم رجال الغد. یتوجب علینا فعلیا، أن نغیر الاستراتیجیة الطاغیة في الإنتاج البرامجي، بعد أن ھیمنت حصص الطبخ وأصبحت تأخذ حیزا أكبر من الوقت والبرمجة، كما یجب اعتماد سیاسة ثقافیة من شأنھا أن تضمن تنوعا في الإنتاج للمحافظة على الأسرة، خاصة وأن المشاھد الجزائري یفضل الأعمال التي تجمع أفراد العائلة ویرفض الأعمال البعیدة عن يومياته، ویبقى النقد البناء طبعا أداة لتطویر القطاع.

الشروق: الثقافة یجب أن تتفوق على الطبخ. نفھم من كلامك أنك غیر راض عن مستوى الأعمال الرمضانیة؟

ـ المشاھد الجزائري صعب ویصعب إقناعه، خاصة في ظل ھیمنة مواقع التواصل التي أتاحت لكل فرد الفرصة للتعبیر، وھذا أمر جمیل إن تم استغلاله بطریقة صحیحة، أنا مع النقد البناء وبأسلوب مھذب ولست مع الھجوم على الآخر بحجة التصحیح أو التوجیه. وعلیه، أدعو من خلال مجلتكم، الجمھور إلى التحلي بوعي أكبر لتجنب الحقد وإقصاء الآخر، والتزام الصمت بدل الإساءة إلى الآخرین.

لا بد من تشجیع المبدعین في كل مجال وتخصص

الشروق: كيف نجح مراد صاولي في الاستمرار؟

– أظنه الحظ والقدر، أيضا عدم الفشل وهذا هو الأهم.

الشروق: ھل بلوغك مرحلة النجومیة مكنك من فرض أجر خاص؟

– لا یمكن فرض الأجر الذي نرید ونراه یناسب موھبتنا وقدراتنا الفنیة في الجزائر، وذلك لانعدام المساھمین الاقتصادیین في مجال صناعة الدراما وأيضا السينما.. لو وصلنا إلى ھذا المستوى من الدعم، سنتمكن ذات یوم من فرض الكاشیه.

الشروق: على ذكر السينما، یعزو الكثیر من السینمائیین سبب تدھور الإنتاج الوطني إلى انعدام كتاب السیناریو المؤھلین، ما رأیك؟

– أنا مقتنع بوجود كتاب مبدعین وفي المستوى، لكن المنتجین یفضلون التعامل مع المبتدئین بسبب المال دائما، لأن المحترف لا یقبل بأجر ضعیف عن عمل ھو أساس الفیلم. لا بد من تشجیع المبدعین في كل مجال وتخصص، وإذا احتجنا إلى مصور نطلب مصورا محترفا، ونفس الشيء بالنسبة إلى السیناریست ومصمم الدیكور والكومیدي، لكن طالما ما زلنا في مستوى استقدام نادل بمقھى لم یسبق له التمثیل لتجسید دور سینمائي، وترك الممثلین الموھوبین، لا یمكن التفاؤل، لقد ھان الفن.. ومن المواقف الطریفة والمخزیة في آن واحد، أن بعض المواطنین یطلبون مني في الطریق إذا كان بإمكانھم المشاركة في عمل وھم لا یمتون بصلة للفن.

الشروق: علاقاتك مع الجمهور تبدو سهلة.. فماذا تقول عمن يضعون حواجز بينهم وبينه؟ –

الناس يسلمون علي بطريقة حميمية، وأنا أعتبرهم مصدر نجاحي وسعادتي.. فأنا منهم وإليهم، والفنان واحد من الناس، له دور ورسالة في الحياة، والمظهر الخارجي ليس مشكلة، فالبعض يحب تطويل شعره والبعض الآخر يترك ذقنه، وثالث يترك نفس الألبسة لفترة طويلة، لأنهم يشعرون بأن تفكيرهم مشغول بقضايا أهم.. وعموما، فإن الشكل يتعلق بشخصية الفنان، وهو مختلف من واحد إلى آخر. وقد يكون البعض غير قادر على الاندماج مع الناس، بسبب خبرتهم القليلة وثقافتهم، ولكن الفنان أيضا قد يتعرض لإزعاجات من الناس، وعليه أن يتحملها برحابة صدر.

لم أحاول تقلید «میستر بین» لأنني أرید أن تكون لي شخصیتي الفنیة المميزة

الشروق: تضاعف عدد ممثلي المونولوغ بالجزائر، فھل یعني ھذا أننا وصلنا إلى مرحلة صناعة نجوم المونولوغ؟

– ما زلنا بعیدین كل البعد عن ھذا المستوى، فصناعة المونولوغ تتطلب شبكة متكاملة شأنھا شأن المسرحیة، تحتاج إلى مختص في السینوغرافیا والدیكور والإخراج، لكن الممثل عندنا مطالب بالقیام بكل ھذه الخطوات بنفسه، ما عدا كتابة النص والإخراج أحیانا وھنا یكمن الفرق، الذي تظھر نتائجه على العرض من خلال النقائص المسجلة على مختلف المستویات.

الشروق: تجربتك الفنیة لیست بالفتیة، لكن الجمھور عرفك أكثـر بفضل البرنامج الفكاھي «جرنان القوسطو»، ألم یعد المسرح قادرا على منح الفنان فرصة البروز والشھرة برأيك؟

– صحیح أنني خریج المسرح ومشواري الفني في مجال أبي الفنون لا یقل عن 26 سنة، فھو الذي علمني فن التمثیل ومواجھة الجمھور، وإذا كان ظھوري على الشاشة له فضل في اتساع شعبیتي، فإن المسرح یبقى مكتشفي وصاقل موھبتي الأول، ولولا مسیرتي الطویلة فیه، ما تمكنت من فرض نفسي بین الفكاھیین المعروفین والوجوه التلفزیونیة المعروفة. لقد شاركت في أعمال كثیرة مع عدید الفرق الھاویة، وجسدت العدید من المونولوغات وأھمھا «برازیت» المتطفل الذي حقق نجاحا ملفتا، و«الكارتیست» و«بوزید النص» الذي كتبه مراد بن الشیخ.

الشروق: بمن تأثرت من الفكاھیین الجزائریین؟

– القائمة طویلة.. أنا معجب بعنتر ھلال وعثمان عریوات وكل الفكاھیین السابقین، على غرار حسان الحساني والمفتش الطاھر وغیرھما.

الشروق: ھناك من یشبه حركاتك ونظراتك بـ”میستر بین” فھل تتعّمد تقلیده؟

– صحیح، الكثیر یقولون إنني أشبه «میستر بین» في التلقائیة وحركة العینین، لكنني صراحة لم أحاول قط تقلیده، ولن أفعل لأنني أرید أن تكون لي شخصیتي الفنیة المتمیّزة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!