-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ينزلق تدريجيا نحو عزلة قاتلة في محيطه المغاربي

نذر أزمة بين المغرب وموريتانيا بسبب الصحراء الغربية

محمد مسلم
  • 6705
  • 0
نذر أزمة بين المغرب وموريتانيا بسبب الصحراء الغربية
أرشيف

فجّر الاستقبال الخاص الذي حظي به وزير الخارجية الصحراوي، وعضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، من قبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، غضبا عارما لدى نظام المخزن المغربي، الذي اعتبر ذلك الاستقبال، “استفزازا”.
وليست هي المرة الأولى التي يستقبل فيها الرؤساء الموريتانيون بمن فيهم الحالي، ممثلين عن الجمهورية الصحراوية، ومرت في صمت، غير أن الزيارة الأخيرة خلفت ضجيجا لم يكن بطابع رسمي، ولكن عبرت عنه أذرع معروفة بارتباطاتها بالنظام في الرباط، على غرار المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد الأمانة العامة.
وفي خطوة غير معهودة، وصفت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي بـ “فخامة الرئيس”، كما وصفت الوكالة ذاتها وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، الذي نقل رسالة بلاده للرئيس الموريتاني بـ “معالي الوزير، المستشار بالرئاسة، المكلف بالشؤون الدبلوماسية”، وذلك في أعقاب استقباله بالقصر الرئاسي في نواكشوط.
مؤسسات النظام المغربي الرسمية لم تعلق على هذا التطور اللافت في العلاقات بين الرباط ونواكشوط، غير أن “المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد”، سارعت إلى التنديد بهذه الخطوة ووصفتها بـ “الاستفزازية”، كما اعتبرت ما حصل بأنه “توجه عدائي ومرفوض”، و”يمس مشاعر المغاربة قاطبة اتجاه قضية وحدتنا الترابية، ويضرب أيضا في صميم وعمق العلاقات المتينة المشتركة والمتجذرة عبر التاريخ وقيم التضامن العليا التي تجمع بين الشعبين المغربي والموريتاني”.
وصمد الاعتراف الموريتاني بالجمهورية الصحراوية على مدار 37 سنة (1984)، على الرغم من الضغوط التي مارسها نظام المخزن طيلة تلك الفترة، غير أن الإعلام الرسمي الموريتاني كان يتفادى استعمال بعض التوصيفات التي تزعج النظام المغربي، من قبيل “الفخامة” و”المعالي”، للحفاظ على ما يصفه الموريتانيون بـ “الحياد الإيجابي” في التعاطي مع الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
وإن لم يرق الانزعاج المغربي من الموريتانيين بسبب الاستقبال الحار الذي قوبل به الوفد الصحراوي نهاية الأسبوع المنصرم، إلى مستوى الغضب الذي اجتاح المؤسسات الرسمية في نظام المخزن، من الاستقبال الذي حظي به الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، الصائفة المنصرمة من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال “قمة اليابان إفريقيا”، التي احتضنتها تونس، إلا أن النخب السياسية في المملكة المغربية تتوجس من تصعيد موريتاني جديد من شأنه أن يزيد من عزلة الجارة الغربية في المنطقة المغاربية، تضاف إلى عزلتها في القارة الأوروبية، بسبب فضائح التجسس والرشوة التي استهدفت مصداقية نواب البرلمان الأوروبي.
واستغرب ناشطون من المملكة المغربية على شبكة التواصل الاجتماعي، غياب وزير خارجية بلادهم، ناصر بوريطة، عن المشهد في الوقت الذي تنزلق المملكة العلوية نحو عزلة غير مسبوقة في محيطها الإقليمي، فعلاقاتها مقطوعة مع الجزائر، وفي مأزق مع تونس منذ الصائفة المنصرمة بعد تبادل استدعاء سفيري البلدين، كما أنها ليست على ما يرام مع موريتانيا وفي وضع غير طبيعي مع فرنسا، فيما بقي لها منفذ واحد فقط في الشمال، مع إسبانيا لكن بثمن مكلف، وهو السكوت على وضع مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وجزر الكناري وجميعها محتلة من قبل الإسبان منذ قرون.
ويؤشر الوضع غير الطبيعي الذي توجد عليه علاقات النظام المغربي مع جميع جيرانه باستثناء إسبانيا، على أن الرباط لا تتصرف بشكل عقلاني في محيطها الإقليمي، وأن نظام المخزن يتصرف خارج القانون والأعراف الدولية، بدليل عدم اعترافه بالحدود التاريخية والدولية، وقيامه بشن حروب على جيران المملكة بأهداف توسعية، لا تزال جارية حتى الآن، كما هو حاصل في الصحراء الغربية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!