-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نريد نساء تلدن لنا رجالا يطيرون

الشروق أونلاين
  • 4351
  • 0
نريد نساء تلدن لنا رجالا يطيرون

من أروع ما كتب عن المرأة ودورها في المجتمع، ما كتبه الشيخ عبد الحميد بن باديس في جريدة الشهاب عندما قال.. “نريد امرأة جزائرية تلد لنا أبناء يطيرون لا أن تطير هي بنفسها”، وهو رد أفحم الاستعمار الذي ظل يراود نساءنا عن أنفسهن بغية إقحامهن في العالم “القشوري الشكلي” الذي يبعدهن عن الوظيفة الأولى التي خلقن لأجلها، وهي كونهن المدرسة الأولى للشعب الطيب الأعراق، وهذا ما تحقق عندما ولدت لنا نساء الجزائر رجالا يطيرون من أمثال العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وعميروش وهواري بومدين وغيرهم من الرجالات الذين لو طارت أمهاتهم ما بلغوا هم هذا التحليق الأسطوري..

  • ويؤسفنا ونحن على مشارف اليوم الذي ابتدعه الغرب لأجل الاحتفال بالمرأة التي كرمها القرآن عندما أشاد بمريم العذراء التي اصطفاها الله وطهّرها، وملكة سبأ ونساء النبي وجعل كل التاريخ لها قبل أن يختصره الغرب في يوم واحد، يؤسفنا أن نسمع مسؤولة نسائية تقول أنها حققت حلم العمر وذرفت الدموع سهرة الأربعاء الماضي وهي تشاهد نساءنا وبناتنا في الملعب بجنب الرجال، وكأنها اختصرت أمنيات الجزائريات في اقتحام مدرجات لعبة الكرة، ويؤسفنا أن نتجاهل أن البنات الجزائريات هن الأوائل في شهادة البكالوريا وصاحبات المراكز الأولى في مختلف الفروع العلمية الجامعية في السنوات الأخيرة وهو ما يجعلنا نحلم بنساء متفوقات علميا قادرات على أن تنجبن لنا رجالا يطيرون كما فعلت نساء الزمن الجميل اللائي أنجبن لنا البشير الإبراهيمي ونايت بلقاسم وبن باديس ومالك بن نبي، وكنّ أمهات أميات ولكنهن ركيزة أمم الأخلاق اللائي رفضن أن تذهب أخلاقهن فتذهب الأمة بأسرها.
  • أكيد أن النساء اللائي طرن أو حاولن الطيران هن اللائي ولدن لنا الحراڤة الذين عجزوا عن مواجهة الحياة فرموا بأنفسهم إلى البحر لمجة للحيتان وشباب امتهن المتاجرة بالممنوعات وتعاطي المخدرات، فكلما طارت المرأة في غير أجوائها الطبيعية طارت معها الأماني، وكلما اختصرنا تحررها ورقيها في دخولها للملاهي والملاعب كلما تاهت الأمة وغرقت في المهازل والأزمات.. لا جدال في أن الذكرى تنفع المؤمنين دائما، ولا جدال في أن الاحتفال بيوم المرأة ليس خروجا عن الدين ولكننا نعود دائما لنقول أننا مازلنا نؤمن أن السنة كلها والعمر كله للمرأة وليس يوما واحدا، واللائي يحتفلن بالعيد النسوي فقط تيمنا وإيمانا بحريتها التي نالتها في أمريكا في القرن التاسع عشر إنما يتناسين أن الإسلام هو الذي منحها العزة كلها وجعل كل حياتها عيدا من دون انقطاع.
  • التاريخ يشهد أنه في الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر عام 1930 حاول المستعمر في مهرجان ضخم دعا إليه الوجهاء من كل المعمورة في محاولة منه لتأكيد تفرنس الجزائريين وخاصة الجزائريات، عندما أجبر فتيات عاصميات على ارتداء اللباس الأوربي حتى يقدمهن كفاكهة جناها بعد قرن من الإستعمار، ولكن الفتيات صدمن غروره عندما خرجن للحضور العالمي بلباسهن المحتشم من حائك أبيض وملاءة سوداء وهؤلاء النسوة وأخواتهن اللائي رفضن الطيران كما أراد المستعمر هن اللائي ولدن لنا بعد خمس عشرة سنة الرجال الذين طاروا فحرروا الجزائر.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!