رياضة

نزاهة عبيد شارف

ياسين معلومي
  • 2823
  • 6
ح.م
مهدي عبيد شارف

يبدو أن الحكم الدولي الجزائري، عبيد شارف، يدفع ثمن نجاحاته على المستويين القاري والدولي، حيث يعتبر منذ مدة أحد أحسن حكام القارة الإفريقية، وشارك في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في روسيا، ويعتبر صاحب الـ37 ربيعا خير سفير للكرة الجزائرية، وهذا نظرا إلى المستوى الكبير الذي يتمتع به، ونزاهته التي جعلته محل ثقة من طرف مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذين يعينونه تقريبا لأصعب اللقاءات، التي دائما ما تجرى في أحسن الظروف.

ما حدث له في لقاء الذهاب لنهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الأهلي المصري والترجي التونسي جعله عرضة لانتقادات لاذعة، بسبب القرارات التي اتخذها الدولي الجزائري، التي تعتبر في لغة التحكيم “تقديرات شخصية”، جعلت الأشقاء التوانسة من محللين ولاعبين قدامى ومسيرين يفتحون النار عليه محملين إياه الخسارة التي منوا بها في ملعب القاهرة، رغم أنه تأكد من كل القرارات التي اتخذها بواسطة تقنية الفيديو، التي أتاحت له التأكد عن قرب من كل القرارات المتخذة، حتى وإن كان قد أخطأ في بعضها حسب بعض المحللين، إلا أنها تصنف في خانة “الخطإ”، وليس مثلما ذهب إليه التونسيون الذين وصفوا أخطاء ابن الجزائر بـ”العار” والفضيحة والذبح من الوريد إلى الوريد، رغم أنهم متأكدون بحكم الجوار أن عبيد شارف يعتبر من أنزه وأنظف حكام القارة السمراء، بدليل الثقة التي يحظى بها إفريقيا ودوليا، ويسير بخطى ثابتة لتحضيره لكل المنافسات القادمة.

سألت أحد المقربين من “الكاف” عن طريقة تحكيم عبيد شارف في النهائي والقرارات التي اتخذها، التي أسالت الكثير من الحبر، فكان جوابه أن تقنية “الفار” التي طبقت في تلك المباراة جعلت الارتباك باديا على كل الحكام، سواء الذين كانوا فوق الميدان أم حتى الذين كانوا أمام الشاشة في غرفة العمليات، ما جعل التواصل بينهم خاطئا، وأجبر الحكم على اتخاذ قرارات قد يراها البعض صحيحة وقد يعتقد البعض الآخر أنها خاطئة، لكن في آخر المطاف يبقى الحكم هو سيد الموقف حسب القوانين العامة للتحكيم، وبخاصة المادة الخامسة التي تعتبره هو صاحب القرار الأول والأخير.

لن أدافع عن عبيد شارف لأنه ابن الجزائر، وهو الذي شرف التحكيم الجزائري والعربي والإفريقي في كثير من المنافسات، لكن لن أتقبل الشتم والسب الذي تعرض له، وهو الذي لم يرتكب ربما سوى خطإ تقديري واحد في نهائي رابطة الأبطال الإفريقية. ما قيل عن الحكم الجزائري يعتبر حسب رأيي جريمة إعلامية ارتكبها بعض المتعصبين الذين لا يمتون أي صلة للروح الرياضية، حيث يرضون لناديهم الفوز بأخطاء تحكيمية، والأمثلة عديدة، بدليل أنهم يسبون ويشتمون حكما ذنبه الوحيد أنه كان نزيها فوق الميدان، وهذا بشهادة حتى أصحاب القرار في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.. لست جاحدا حتى أذكر بأخطاء بعض الحكام تجاه المنتخب الجزائري، وبعض الأندية الجزائرية، لأنني في قرارة نفسي أعتبر أن الخطأ التحكيمي جزء لا يتجزأ من كرة القدم، وعلينا احترام قرارات أصحاب الزي الأسود حتى وإن كانت في بعض الأحيان غير عادلة.

ما أتمناه، هو ألا يتأثر عبيد شارف ابن مدينة سرتا بهذه المباراة، ويواصل نجاحه وتألقه لتشريف الراية الوطنية في الاستحقاقات القادمة، وبخاصة كأس العالم القادمة بقطر.

مقالات ذات صلة