نساء يحيين تقاليد الأجداد عبر الأحياء العتيقة لتيميمون
دأبت مجموعة من النسوة عبر الأحياء العتيقة بتيميمون بأدرار، على تقليد عريق يتمثّل في إعداد وجبات خاصة وسط فضاءات مفتوحة، يشارك فيها كل أفراد المجتمع التيميموني، حيث يجمع رجال التجمعات السكنية الحطب، ويتبرّع كل بيت بمواد غذائية، في حين يتبرّع الميسورون نقدا، ليتحوّل فناء حي من الأحياء إلى مطبخ كبير تقوم النسوة من خلاله بطهي بعض الأطباق التقليدية على مدار يومين.
ويتم تقسيم الطعام على عابري السبيل والفقراء والمحتاجين بالمنطقة، في عرف اجتماعي ظلّ متجذرا في المجتمع، رغم تطوّر الحياة وتغيّر معالم ثقافية كبيرة في سلوكيات المواطنين، بحيث شاع لدى قاطني المنطقة المذكورة، بأن هذا العرف الاجتماعي المرتبط بالعقيدة الدينية، ومثل هذه الأعمال الخيرية المماثلة له، من شأنِها أن تخفف من معاناة السكّان، وترفع عنهم البلاء، والرزايا وغيرها.
ويعتبر شهر صفر من السنة الهجرية المجال الزمني الذي تظهر فيه ما يسمى بـ”الصدقة” بصورة كثيرة، بينما يحدث الاستثناء في حال ظهور كوارث مفاجئة حيث تقام “الصدقات” دفعا للمصائب والشرور.
وأقامت قبل أيام نسوة حي سيدي علي العتيق بذات المنطقة، فعاليات هذه التظاهرة الشعبية في جو اجتماعي خالص، دفع الكثير من الفضوليين لحضور هذه الفعاليات الشعبية، والتعرّف على هذا التقليد الفريد من نوعه.
في حين يرى مختصون في علم الاجتماع، بأن إحياء مثل هذه التظاهرات يعد مؤشرا اجتماعيا لا ينفك عن المجتمع، ويخضع لتأثير العقيدة والإيحاءات الدينية التي ترسلها النصوص المستقاة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بحكم طبيعة المنطقة المحافظة، وتأثير المعالم الدينية كالمساجد والزوايا، فضلا عن مكوّن الساكنة النفسي والميّال للخير والحِلم، ليرتبط كل ذلك بمعطيات المشاكل الاجتماعية، والتي تدفع باتجاه استمرار هذا التقليد والعُرف الذي يمتدّ منذ قرون حتى يومِنا هذا.