-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رجال يتخلون عن زوجاتهم عند المرض

نساء يتخبطن بين خيانة الصحة وخيانة الشريك

نسيبة علال
  • 2321
  • 1
نساء يتخبطن بين خيانة الصحة وخيانة الشريك

يقال إن وفاء الزوجة يظهر عند فقر زوجها، أما وفاؤه فيظهر عند مرضها.. مقولة تحمل الكثير من المصداقية، نظرا إلى الواقع المعيش، الذي يعكس في الكثير من الحالات غياب الوفاء في العلاقات الزوجية، ما يقود عرائس كالزهور إلى أروقة المحاكم، لطلب الطلاق، بسبب الأوضاع المادية، ويقود رجالا إلى التعدد والخيانات بسبب مرض الزوجة.

هكذا اختبرت وفاء زوجي

تقول صفية، صاحبة الثمانية والثلاثين عاما: “قرأت مرة منشورا على فايسبوك، فقررت أن أختبر وفاء زوجي، الذي يهينني ويهددني بالطلاق بسبب العقم، بينما ضحيت لأجله بعملي وبزهرة عمري”.. بعد تفكير عميق، طلبت صفية من زوجها إجراء التحاليل التي كان يرفض دائما القيام بها، باعتبار أن زوجته لا تنجب، وأجبرته على ذلك، إلى أن نفذ طلبها، تقول: “عملنا التحاليل معا، وبعد يومين، توجه هو إلى عمله، وأنا إلى الطبيب الذي أكد لي أن زوجي عقيم.. وعند عودته، أخبرته بأنني آسفة لأنني لا أملك أملا في الإنجاب، فطلقني واعتذر عن تضييع وقته معي..”، تضيف: “حزمت حقائبي وانتظرت وثائق الطلاق، وعدت إلى حياتي العملية، وما إن وصلتني الوثيقة التي أوقع عليها، حتى أرسلت إليه نتائج التحاليل، التي تثبت أنه يعاني من العقم.. تزوجت بعدها وأنجبت فتاتين جميلتين، وبلغني في تلك الفترة، أنه كان يرغب في استرجاع علاقتنا بعد فوات الأوان.

الخيانة بعد المرض “خذلني رغم العشرة”

سهى وزكرياء، زوجان جمعتهما عشرة 23 سنة، وأثمرت أربعة أطفال، كانت علاقة سليمة مبنية على الاحترام، إلى غاية إصابة الأم بسرطان الثدي، قبل خمس سنوات، تقول: “عندما اكتشفت الأمر صدفة خلال تحليل دوري، توقعت أن أول من يدعمني هو زوجي، ويقف إلى جانبي، لكنني أخطأت.. فقد عانيت من إهماله حتى تفاقم المرض واضطررت إلى الاستئصال. بعدها، اكتشفت أنه كان يخونني مع فتاة أصغر، تعمل في أحد محلاته، عندما واجهته لم ينكر الأمر أبدا”.. في هذا الشق، تقول الأخصائية النفسية، الأستاذة نادية جوادي: “يشعر الرجل في مثل هذه الحالات بأن له الحق في الخيانة وفي إنشاء علاقات، ويهيئ له عقله أنه في حاجة إلى امرأة أخرى، حتى لو لم تقصر زوجته معه رغم مرضها، بمجرد إصابتها، ما يعني له أنها ناقصة ولا يمكن أن تؤدي دورها المنوط. فهناك من يتركها ويبحث عن أخرى مع اعتقاد أن له الحجة في ذلك، وهناك من يقف إلى جانبها ويزداد تقربا منها لاسترجاعها كما كانت، يرجع الأمر إلى نفسية الرجل ومخلفاته الاجتماعية”.

فرصة لا تعوض للتعدد

يرغب الكثير من الرجال في التعدد، رغم مستواهم الاجتماعي المحدود، لكنهم في الغالب لا يجدون الفرصة المناسبة لذلك، حتى يواجهوا العائلة والمجتمع، بينما قد يكون مرض الزوجة حجة مناسبة لهم.. وهو ما حدث مع مليكة، 46 سنة، قضت أكثر من نصف هذا العمر في علاقة زوجية هشة، كشف طبيعتها المرض. تروي لنا بحرقة تفاصيلها: “كان زوجي من فترة إلى أخرى، يذكرني بحقه في التعدد، بحسب ما ينص عليه الشرع، ومع تكرار الموضوع دون أن يطبق، شعرت بالأمان قليلا، ومع مشكلات الحياة اليومية وضغطه وسوء معاملته، أصبت بمرض السكري، والغدة الدرقية، وضغط الدم، واحتاج مني الوضع القيام بعملية جراحية.. هزلت بعدها وتساقط شعري، لكنني، حاولت الحفاظ على نشاطي وأناقتي، لكن زوجي هذه المرة يفاتحني بجدية في موضوع الزواج بعد أن اختار عروسه الجديدة وتحدث إلى وليها”.

تتكرر حالات الخذلان العاطفي لدى النساء المصابات بالأمراض المزمنة والخطيرة في المجتمعات العربية، فبعضهن يعانين من الخيانة والهجران، والتعدد.. فضلا عن المعاناة المادية التي تضاف إلى تلك النفسية. وهذا، بحسب خبراء، راجع بالأساس إلى عدم تقدير الذات أولا، ما يجعل الشريك الذي يكون هو الآخر معرضا للمرض في أي لحظة، يشعر المرأة بأنها ناقصة ومنبوذة، لأنها استسلمت وتراجعت عن دورها ومكانتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    الخيانة محرمة شرعا على الرجل و المرأة اما التعدد فحلال بشروطه المعروفة.