جواهر
العلماء أكدوا أنّ رؤيتها دليلٌ على علاقة العبد بربه

نساء يروين قصصا أغرب من الخيال عن بركات ليلة القدر

سمية سعادة
  • 33925
  • 73
ح.م

عندما تفتحت السماء بنورها المنهمر، أخرجت رأسها من النافذة، وقالت بلهفة شديدة قبل أن يدركها نور الصباح “ربي أطل رقبتي”، وكان في نيتها أن تقول “ربي أطل في عمري”، فاستطالت رقبتها واخترقت شبّاك النافذة وظلت تترقب ليلة القدر القادمة لتعود إلى حالتها الطبيعية، هذه الحكاية وحكايات أخرى انطبعت في أذهاننا ونحن صغارا فلم نعد نفرق من كثرة ما ترددت على أسماعنا هل هي حقيقة أم من نسج الخيال، ولازلنا حتى اليوم نسمع من القصص التي يؤكد أن أصحابها رأوا ليلة القدر، ومع أن بعض العلماء لا يؤيد فكرة انشقاق السماء، إلا أن هناك من يُصرُّ على أن تفتحت له.

رأت ليلة القدر فتزوّجت

تنفست زهيرة الصعداء بعد طلاقها من زوجها المتسلط الذي أذاقها كل أنواع الهوان واعتقدت أنها ستعيش حياة كريمة في بيت أهلها حتى يأذن رب العالمين بالزواج ثانية، ولكن زوجة أخيها لم تتركها تنعم بهذا الإحساس طويلا، حيث راحت تذكرها بخيبات أملها وفشلها في الحفاظ على بيتها وبقيت زهيرة ست سنوات على هذا الحال إلى أن أقبل رمضان، وفي ليلة من لياليه الأخيرة وبينما كانت تتهجد، وإذا بنور قوي يتسلل عبر النافذة ويضيء كل أركان الغرفة، شعرت زهيرة بخوف شديد وارتعدت فرائسها، لأنها كانت على يقين أن النور الذي غمرها ما هو إلا ليلة القدر، وتذكرت أن الدعاء في هذه الليلة مستجاب، ولم يخطر ببالها إلا مسألة الزواج، فدعت الله أن يرزقها زوجا صالحا، وما هي إلا أيام قليلة بعد عيد الفطر حتى تقدم لها أحد كبار التجار وخلصها من حياة الذل التي كانت تحياها.

دفقة نور وشفاء عاجل

 فطيمة مصابة بداء عضال، كل الأطباء أجمعوا على أن داءها لا دواء له، وأنها قد تموت في أية لحظة، لذلك عكف الأهل على تحضير كل ما يلزم لموتها في سرية تامة حتى لا تنهار معنوياتها، ولكن هذا الإجراء لم يمنع عنها إحساسا قويا بدنوّ أجلها، فقامت بتوزيع ممتلكاتها على أهل بيتها، والباقي أمرت بأن يتم التصدق به على أحد المساجد، لكنها لو انتظرت أسبوعا واحدا لما أقدمت على هذا الأمر، ففي إحدى الليالي الأخيرة من شهر رمضان، وبينما كانت تغطُّ في نوم عميق، وإذا بنور قوي يداعب جفونها، انتفضت من مكانها بسرعة لأنها اعتقدت أن ملك الموت زارها في تلك اللحظة ليقبض روحها، فراحت تتشهد وتبسمل وتحوقل، لكن لا شيء مما كانت تنتظره حدث، وانتبهت أخيرا إلى ليلة القدر، فاستدارت ناحية القبلة وأخذت تدعو دعاء عريضا بالشفاء، وما هي إلا لحظات حتى بدأت فطيمة تستعيد عافيتها إلى أن تم شفاؤها، وهي اليوم حية تُرزق.

طيف يملأ السماء

وفي إحدى القصص المثيرة عن ليلة القدر وبركاتها، روى أحدهم أنّ والدته شعرت ذات يوم في إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان بهدوء وسكينة وراحة غير طبيعية، ثم بدا لها وكأن طيفا منيرا يملأ السماء أو السقف، ولونه أقرب ما يكون إلى الأخضر الخفيف، وشعرت وكأن الأرض كلها نزلت فوقها ما جعلها هادئة ومليئة بالسكينة، كانت أمي تتكلم وهي غير قادرة على الوصف، وكانت تكرر أن ما رأته في تلك الليلة لا يمكن وصفه بالكلام، وقد أصابها خوف شديد ورهبة قوية، فدعت بدعوات تحققت كلها وجاءت أدعيتها على شكل رؤى أيضا قبل أن تتحقق.

بعد تلك الليلة المشهودة، صار حفظ القرآن أهم شيء في حياة والدتي، رغم أنها توقفت عن الدراسة في سن مبكرة، وأصبحت كل مناماتها مبشّرة بالخير.        

انشقاق السماء من علامات الساعة

يرى العلماء أنّ ما يعتقده عوام الناس بأن السماء تُفتح، لا أساس له من الصحة، بل هو مردود عقلا ونقلا، لأن انشقاق السماء إذا وقع فسيكون علامة من علامات قيام الساعة، قال الله تعالى: “فإذا انشقّت السماءُ فكانت وردة كالدهان، فبأيّ آلاء ربّكما تُكذّبان، فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جان.”.

ولكن كما قال بعض العلماء، قد يقع لبعض عباد الله الأتقياء علامات تدلُّ على أنّها ليلة القدر.

إنّ ما ذهب إليه العلماء في استبعاد انشقاق السماء في ليلة القدر كما يعتقد البعض، هو حقيقة لا تشوبها شائبة، وأمر لا يُخالطه شك، وإنّ ما ذهب إليه بعض الناس وتأكيده من مشاهدتهم لتفتح السماء وانبعاث النور، هي حقيقة ثابتة تتجلى كلما توطدت علاقة العبد بربه، وبركات هذه الليلة العظيمة التي لا تتاح لنا إلا كل عام حقيقة أخرى يجب أن ندركها ونسعى لها سعيها.

مقالات ذات صلة