-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نساء يقضين على حياتهن الزوجية بالمبالغة

نسيبة علال
  • 2509
  • 0
نساء يقضين على حياتهن الزوجية بالمبالغة
بريشة: فاتح بارة

تكمن الراحة النفسية والجسدية، لبعض ربات البيوت، في أن يجدن كل ما حولهن في المنزل منظما ونظيفا، مثلهن مثل أولائك العاملات القادرات على التضحية بأجمل أوقاتهن العائلية من أجل ساعات عمل إضافية، يتقاضين عليها راتبا مرتفعا، لينفقنه على الزوج والأبناء، بين النوعين عامل مشترك، أين تقودهن التضحيات الكثيرة غالبا إلى التهاون في العناية بمظهرهن وصحتهن وحتى نظافتهن الشخصية أحيانا، ما يكلفهن خسارة الهدف.

أزواج يطالبون بالأنوثة

انغماس الزوجة وسط المسؤوليات الكثيرة واللامتناهية، يجعل وقتها ضيقا جدا، حتى إن بعض النساء يتغنين بمقولة أن 24 ساعة في اليوم لا تكفيهن ليكن في المستوى المطلوب على جميع الأصعدة، بعضهن يجعلن من العائلة والمنزل أو العمل أولوية تسبق حتى أنفسهن.. فيفضلن تنظيف المطبخ بعد إعداد وجبة، على الجلوس مرتاحات لتناول طعام صحي متوازن بهدوء، وإنجاز أي واجب ينتظرهن أولى وأهم من أخذ قيلولة مريحة بعد الظهر، أو الخلود إلى النوم بعد الأطفال مباشرة، فضلا عن كون هذا النوع من السيدات لا يعترفن بحمام الاستجمام ولا الاسترخاء ولا الحلاقة والتجميل حتى في المناسبات، التي يستغللن وقتها لإسعاد من حولهن على حساب أنفسهن.. هذا الجانب، وإن كان ممجدا في المجتمع الجزائري، يهلل له الصغير والكبير في شخصية المرأة، إلا أنه يسحب منها أنوثتها أحيانا ويزعج الزوج. تقول السيدة لامية، 39 سنة، أستاذة متوسط، وأم لأربعة أطفال: “يخبرني الجميع بأنني أبدو كسيدة خمسينية، لأنني لم أكن أهتم بمظهري، مع هذا يعجبهم طبخي، ويقدرون جدا تضحياتي من أجل أسرتي، جاراتي ونساء العائلة مغرمات بديكور منزلي ونظافته الفائقة، لكن زوجي متذمر على الدوام من مظهر بشرتي ولبسي، أتفهم كونه مازال شابا يحب التمتع بأنوثتي، لكنني كنت أجد أن في هذه الحياة أولويات لا أحد يتقنها مثلي”..

كيف تشمل المثالية ذواتهن علاقات بلا توازن

في توضيح لها لواقع الظاهرة، تعرج الأخصائية النفسية، الخبيرة في العلاقات الزوجية، الأستاذة دبوب عقيلة: “يعرف الرجل الشرقي ببحثه عن الكمال في شخصية المرأة.. وهذا، يعد من الطرائف أحيانا، حيث قد نجد شخصا غير وسيم ولا مكتفٍ ماديا ولا مقتدر جسديا، ولكنه يبحث عن الارتباط بسيدة جميلة ورشيقة، تكون نشيطة وماهرة في الطبخ وأشغال المنزل، وتساعده ماديا.. وهذا، في الواقع، نادر الوجود. ومن هنا، تخلق الكثير من الأزمات في العلاقات الزوجية”. فالاختيار الصحيح منذ البداية، مع معرفة ميولات الشريك ماذا يفضل، وما الذي يزعجه، هو ما يساعد على ضمان الاستقرار والاستمرار مستقبلا. فلم تعد تلك العادات والأفكار التي توارثتها الأمهات عن الجدات تجدي نفعا، في وقت تغيرت فيه معايير الزوجة المثالية، ولم تعد تقتصر على مبالغتها في جهود خدمة زوجها، بل قد تكون على العكس لدى بعض الرجال.

هذا ما يعنيه الاهتمام لبعض الرجال

يبدو أن الواقع المعيش، بات يثبت أنه ليست المبالغة في المشاعر تجاه الزوج ما يسبب نفوره فقط، بحكم طبيعته، وإنما المبالغة في الاهتمام به وبمحيطه لجلب انتباهه في الأخير، من أكثر أسباب الخيانة شيوعا في المجتمع العربي، تؤكد الأخصائية مريم بركان: “تجهل الكثير من الزوجات أن الرجل في حاجة إلى اهتمام معنوي أكثر منه ماديا، وأن المبالغة في تقديم الماديات قد يفقد التوازن في العلاقات، إذ تنتظر المرأة أن يتم تقديرها بحسب أشغال المنزل التي تجتهد فيها، بينما يعتبرها الزوج واحدا من أبسط واجباتها.. في المقابل، قد يقدر اهتمامها وتأثرها بجرح بسيط في ذقنه في أثناء الحلاقة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!