-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نسخةٌ صهيونية مشوَّهة

نسخةٌ صهيونية مشوَّهة

أسوأ ما في الحياة، هو أن تختار نموذجا وضيعا وتحاول أن تقلده، فتزيد من وضاعته وضاعة، حتى يتحوّل إلى شيء حقير لا يشبه حتى الحقارة.

ما يقوم به النظامُ المغربي في الفترة الأخيرة، وخاصة في حكاية “التلوين” بالأحمر لخرائط هي في الأصل حمراء بدماء الشهداء، هو صورة للتقليد ليس الأعمى فقط، وإنما الأصمّ والأبكم والأبله لنموذج صهيوني ربما توفرت فيه القوة وبعض الوهن من الجانب العربي لأجل إنجاحه، عندما كان الصهاينة كلما حاول العرب استرجاع أرض فلسطين، إلا وراح يبتلع أرضا أخرى في مصر وسوريا والأردن ولبنان، حتى يشغل هذه الدول عن فلسطين وعن القدس بما أخذه منها من أراض.

ولكن المخطط الصهيوني كان يجد الدعم من دول الغرب وكان مدعما باستمرار من أقوى ترسانة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يجد مخططاته تسقط في الماء، ويصير عاجزا حتى أمام حركات وأحزاب تردّ له الضربة بمثيلتها.

التلميذ الأبله للمدرسة الصهونية، ظن بتلوينه الجديد للخارطة الجزائرية العظمى، أنه قادرٌ على إبعاد الأنظار عن الصحراء الغربية، ظنا منه بأن الناس ستنشغل بالحديث عن تيندوف وبشار، وتدخل في جدالات وتحليلات، يكسب فيها الوقت ويبعثر أوراق القضية الأساسية وهي حق أهل الصحراء الغربية في تقرير مصيرهم، على طريقة ما كان يفعله الإسرائيليون في بداية عدوانهم على فلسطين، بالانتقال من المطالبة بأرض فلسطين إلى توسيع الأطماع من النيل إلى الفرات، وقد كشف الراحل ياسر عرفات هذا الأمر من خلال صورة لخارطة وهمية رسمها الصهاينة عن دولتهم الكبرى المزعومة على عُملتهم النقدية من “شيكل وأغورة”، فقام التلميذ الأبله بمحاولة تقليد مشوَّهة لما قامت به إسرائيل التي هي في الأصل مشوَّهة.

لا يمتلك المخزن في تاريخه أي بطولات يمكن التوقف عندها أو ذكرها حتى على السريع، والنظام الذي لا يجرؤ أن يقول بأن سبتة ومليلية مغربيتان ولم يتمكن منذ قرابة نصف قرن من تحقيق الانتصار على شعب صحراوي أعزل، لن تكون له الجرأة على خوض أي مناوشة أمام بلد بحجم الجزائر، ولا نقول حربا، لأن حرب الرمال كانت قاسية جدا عليه وأبانت الفوارق المعنوية قبل المادية، بين مهلكة الجُبن والعار، وبين ملوك الشجاعة والتضحية.

بات المغاربة مقتنعين بأن علاقتهم مع الكيان الصهيوني، هي مزيد من العبودية للغير، حتى أن هذا الكيان رفض الاعتراف بمغربية الصحراء، بالرغم من تضحيات النظام المغربي لأجل هذا الهدف، وستكون السنوات القليلة القادمة قاسية على نظام ارتمى في حبٍّ أعمى في أحضان إسرائيل، فما نال ذرة من رمل الصحراء الغربية.

أن تكون صهيونيًّا فتلك مصيبة كبرى لا يُبتلى بها إلا المغضوب عليهم من الناس والضالين، أما أن تتصهْيَن بنسخة مشوَّهة فتلك مصيبة العصر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!