-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما العربية إيهاب فهمي لمجلة الشروق العربي

نشأت على حب الفن والأصالة.. ألمع نجوم الفن من الأحياء الشعبية

طارق معوش
  • 551
  • 0
نشأت على حب الفن والأصالة.. ألمع نجوم الفن من الأحياء الشعبية
تصوير: ص. محسن

إذا كان الفنان عبارة عن ثقافة وموهبة، فهذا الفنان الذي يبدو معظم الوقت هادئا مبتسما متواضعا، قد جمع بينهما. وأضاف إلى قدراته تنوعا مبهرا، جمع في أدواره بين الشر والدموع، ظهر نجمه عاليا بعد أداء دور الشرير بأسلوب غير تقليدي، لا يهمه مساحة الدور من المشاهد، المهم لديه أن يترك أثرا لدى المشاهد من جملة واحدة. البعض يراه آل باتشينو، والبعض الآخر يراه امتدادا لعادل أدهم، لكنه بالتأكيد مميز جدا بفنه.

الفنان إيهاب فهمي، استطاع، كرئيس للمسرح القومي، أن يضيف الكثير من البهجة والأصالة إلى جدرانه.. ومن بين أهم ما يكشف عنه الحوار التالي، نشأته الفنية وقيمته الوطنية وحب الوطن، التي يتحلى ويتمسك بها الفنان…

الشروق: التنشئة لها أثر كبير في شخصية الفنان، فهل هذا صحيح معك؟

– نشأت في حي شعبي، حي روض الفرج. ودائما، الأحياء الشعبية مليئة بالفنون والخيال. كان سكني قريبا من نهر النيل. نشأت على حب الفن والأصالة.. كل ذلك يعطي الفنان خبرات. ففي الحي الشعبي، تجد نماذج مختلفة لناس تشقى من أجل لقمة العيش، أو كما يقال عنهم، طينة الأرض أو أصل الأرض، ناسنا الطيبين.. كل ذلك، يساهم في شخصية الفنان. الفنان يولد من رحم المعاناة، وربما هذا لا ينطبق فقط علينا كمصريين، بل حتى لديكم بالجزائر. ربما، ألمع نجوم الفن من الأحياء الشعبية.

الشروق: هل الدارسة أثقلت الموهبة والإبداع أكثر؟

– الفنان من دون دراسة مثل الأرض دون ماء، لا تروى، يجب تجديد دماء الأرض بثقافة الفنان ومنهجية المواد الدراسية التي ندرسها. ما أقصده بالدراسة هنا، لا يقتصر على الكتاب، بل أيضا الخبرات المتراكمة والرؤية البصرية والنقدية والثقافة العامة.

الشروق: ما العمل الذي جعل الجمهور يعرف إيهاب فهمي ويعتبره بداية انطلاقه في عالم الفن؟

– أول عمل يعتبر انطلاقة، هو مسلسل خيال الظل، مع الأستاذ يحيى العلمي. الضوء الشارد، يعتبر عرف الجمهور بي، لكن الانطلاقة الحقيقية في خيال الظل.

الشروق: تعاملت مع كبار الفنانين والفنانات، وتعاملت أيضا مع المواهب الشابة، كيف استفدت من كل هؤلاء؟

– أتعلم من الكبير والصغير، الجميع زملائي وأساتذتي. وحتى الأقل مني سنا، قد يكون أكثر موهبة. الفنان الحق، هو الذي يتعلم كل يوم، كما يقول المثل المصري – البحر بيحب الزيادة. إذا تخيلت أنني كبير على البحر، سأغرق. فلابد من التعلم واكتساب مهارات. هذه المهارة، قد تكون من شاب أو من كبير. لكل منهم احترامه وأيضا إضافة، لكنني أستمتع جدا حين أعمل مع الفنانين الكبار، الرعيل الأول.

الممثل هو الذي يصنع المشهد حتى لو كان من جملة واحدة

الشروق: يعرض لك فيلم من نوعية الرعب والتشويق وهو يحقق نجاحا طيبا.. لماذا اتجهت إلى أفلام الرعب؟

– الحمد لله.. الفيلم حقق نجاحا هائلا. ولم أتوقع كل هذا النجاح، وإن كنت قد راهنت عليه. أما عن نوعية أفلام الرعب، فلم لا.. هي نوع من أنواع الدراما، وتعبر عن تطور السينما في مصر؛ فهل الكوميديا التي انتشرت في فترة من الفترات تعتبر موضة، أقول لك: لا، بل هي شكل من أشكال الدراما أيضا، فما المانع أن ننوع من إنتاجنا ونمنح المشاهد باقة متنوعة من الأعمال، فيها التراجيدي وفيها الكوميدي وإلى جوارهما التشويق والرعب.

الشروق: ننتقل بحديثنا إلى ملعب آخر.. المشاهد يندهش عندما يراك في أدوار الشر، بسبب ملامحك الهادئة؟

– استقبل السؤال ضاحكا ثم قال: تعلمت الشر من الفنانين العظماء الذين سبقونا، فقد كانت أيضا ملامحهم هادئة، مثل الفنانين عادل أدهم ومحمود المليجي، وهما في الحقيقة طيبان، ولكنني لا أحب أن أصنف في أدوار الشر فقط، فهذا العام الجمهور سيراني في أشكال مختلفة جدا، ولعل أقرب مثال مسلسل جمال الحريم، فقد قمت بدور أحد مشايخ الصوفية.

الشروق: ظهرت في مسلسل الاختيار في بضعة مشاهد.. هل تقبل الظهور كضيف شرف؟

– هذا شرف لأي فنان، نعلم مدى أهمية مسلسل الاختيار، الذي سعدت جدا به، حتى لو كان وجودي كضيف شرف، لأنه عمل وطني مهم.

الشروق: من وجهة نظرك، هل مساحة الدور أهم.. أم ما يقدمه ومدى تأثيره بالعمل؟

– من وجهة نظري، لا يوجد شيء اسمه مساحة دور، فليس هناك دور كبير أو صغير، هناك ممثل كبير وممثل صغير. الممثل هو الذي يصنع المشهد، حتى لو كان من جملة واحدة. تستطيع أن تحكم على الممثل من جملة.

الحمد لله، أني من هذه المدرسة، أي مساحة أتواجد بها أشتغل بها جيدا، وتترك رد فعل جميلا لدى الجمهور.

الشروق: في رأيك، ما السبب وراء انتشار دراما المافيا والمخدرات؟

– لا يوجد مسمى دراما المافيا والمخدرات، لكن فيه تقليد لأفكار ناجحة. فعلى سبيل المثال، فيلم إبراهيم الأبيض، عندما نجح، حاول الكثير تقليده، منهم من نجح ومنهم من فشل. الفن يقدم نماذج موجودة في المجتمع. لكن، أيضا، أتمنى أن نقدم النماذج المفيدة، التي تعيد بناء الأفكار لدى الشباب.

أسير على مبدإ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»

الشروق: لك تجربة مع ديزني العالمية، حيث قدمت معهم مسلسل “علاء الدين” في 150 حلقة دوبلاج.. لمَ توقفت التجربة؟

– كنت في بداية حياتي الفنية، أفتخر به بالطبع، حتى حينما قابلت مينا مسعود، قلت له: لقد قمت بالنسخة الحية وأنا قدمتها دوبلاج. فكانت تجربة ممتعة جدا، ولكنني توقفت عنها، بسبب أنهم أرادوا أن تترجم باللغة العربية بلهجة مختلفة عن لهجتنا، فانسحبت من العمل.

الشروق: لكل ممثل شخصية يحلم بتأديتها.. فما الشخصية التي تتمنى تقديمها؟

– أحلم بتقديم شخصية اللواء عمر سليمان، لأنه بطل من أبطال مصر، ممن قدموا الكثير لمصر، وأتمنى أن يعرف الجميع عنه الكثير.

الشروق: في رأيك، ما مدى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي للفنان؟

– مواقع التواصل الاجتماعي هي جزء مكمل للفنان، أصبحت أهم من الإعلانات، وأهم من العمل بالصحافة. السوشيال ميديا أصبحت مؤشرا هاما.

الشروق: كيف تصف نفسك؟

– أحب أن أحلم، وأجتهد للوصول إلى تحقيق أحلامي، وأنظر دائماً إلى الجانب الإيجابي في حياتي، وأسير على مبدإ «انظر إلى نصف الكوب الملآن»، وهذا يعطيني دفعة إلى الأمام، ويجعلني أسعى إلى الأفضل، وأعتقد أن هذا أكثر ما يميز شخصيتي.

لا أجد عيوباً ضخمة للشهرة.. وكل إنسان أصبح معرضاً للشائعات مع تطور التكنولوجيا

الشروق: هل تغار زوجتك عليك من المعجبات؟

– زوجتي تتفهم جيدا طبيعة عملي، وهناك ثقة كبيرة متبادلة بيننا، وتعلم أن من ضمن عملي أن تكون لديَّ

معجبات، كما أنها تقدر قيمة الفن وتحترمه، وهي تسعد بنجاحي وتساعدني على تحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية في عملي.

الشروق: ما شروط العلاقة الزوجية الناجحة في رأيك؟

– التفاهم بين الطرفين، من أهم الشروط في العلاقة الزوجية الناجحة. وهذا، يجعل الطرفين لديهما الطموح نفسه، وهدفهما هو تكوين مشروع العائلة أو الأسرة الناجحة والهادئة. وإذا تحقق الانسجام، تصبح العلاقة الزوجية مستمرة، ومن دونه يصعب أن تستمر.

الشروق: هل للشهرة مساوئ؟

– لأي شيء مميزات وعيوب. ويجب أن نتعامل معه في مجمله. لذلك، لا أجد عيوبا ضخمة للشهرة، لكن هناك بعض الأشياء، منها مثلاً الانتقاد أو الهجوم من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشال ميديا، على دور معين أو عمل فني ما، لم ينل إعجابهم، ويجب التعامل في مثل تلك الأمور بطريقة متوازنة وعدم الشعور بالانفعال أو الغضب. الأمر نفسه، بالنسبة إلى الشائعات، التي أصبح كل إنسان معرضاً لها مع تطور التكنولوجيا والإنترنت، وعدم وجود رقابة على أي شيء من خلالها.

الشروق: في النهاية، أوجه لك كل تقديري واحترامي لشخصك الكريم، على إتاحة الفرصة لي ولمجلة الشروق العربي، بالتوفيق دائما.

– كل الشكر لحضرتك ولكل الشعب الجزائري الشقيق، على أمل الالتقاء- إن شاء الله- وللمجلة، لإتاحة هذه المساحة لي..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!