الرأي

نصرٌ جزائري على الصهاينة وعملائهم

حسين لقرع
  • 1550
  • 4

يُعدّ قرارُ تجميد عضوية الكيان الصهيوني بصفته “مراقبًا” في الاتِّحاد الإفريقي، نصرا ديبلوماسيا للجزائر وحلفائها الأفارقة الأحرار وللشعب الفلسطيني وقضيَّته العادلة، على حساب الاحتلال وعملائه المطبِّعين.

صحيحٌ أنّ جهود الجزائر وجنوب إفريقيا ودول أخرى، لم تؤدِّ إلى طرد الاحتلال نهائيا من أروقة الاتحاد الإفريقي كما كان مأمولا، ولكنّ التجميد خطوةٌ معتبرة في الاتجاه الصحيح، وستُتبع يوما بالخطوة الأخيرة وهي الطرد، وقد تصرّف الاتحادُ الإفريقي بحكمة حينما آثر تعليق جلسة النقاش والتصويت حتى لا يحدث انقسامٌ حادّ بين دوله الـ54 بسبب هذه المسألة، وآثر إسنادها إلى لجنةٍ من سبع دول منها الجزائر لمتابعتها، بالنظر إلى أنّ هناك دولا إفريقية عديدة تؤيِّد بقاء الاحتلال عضوا مراقبا في الاتحاد، ومنها -للأسف الشديد- المغرب والتشاد التي ينتمي إليها رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقّي، الذي استغلّ منصبه ليقرّر منح صفة “مراقب” للاحتلال الصهيوني في جويلية 2021.

ومهما يكن من أمر، فإنّ الاتحاد الإفريقي قد صحّح بهذه الخطوة الخطأ الذي ارتكبه فقّي. إفريقيا عانت طويلا من الاحتلال الأوربي الذي اقتسم دولها كالكعكة ونهب ثرواتها واستعبد شعوبها ونشر البؤس فيها، وهي لا تزال تعاني آثار الاستعمار إلى الآن، فكيف تقبل في صفوفها كيانا عنصريا بغيضا يحتلّ فلسطين ويمارس التطهير العرقي ضدّ أهلها ويرتكب أبشع الجرائم في حقهم إلى حدّ الساعة وينكر عليهم أبسط حقوقهم؟

تجميد عضوية الاحتلال الصهيوني في الاتحاد الإفريقي، صفعةٌ موجعة له بلا شك، وقد جاءت بعد أيام قليلة من تلقّيه صفعة أولى من منظمة العفو الدولية التي أكّدت في تقرير لها أنّ الاحتلال أقام “دولة فصل عنصري” في فلسطين، وهو يعامل حتى فلسطينيي 1948 كـ”مواطنين غير يهود برتبةٍ متدنية”، فضلا عن ممارساته الإجرامية اليومية في الضفة والقدس كهدم بيوت الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وتوسيع الاستيطان.. وتكمن أهمية هذا التقرير في فضحه جرائم الاحتلال العنصرية، ومطالبته الصريحة بمحاكمة المتورّطين فيها في المحاكم الدولية، في وقتٍ يسعى حلفاؤُه الجدد من المطبِّعين المنبطحين إلى تجميل صورته القبيحة وتسويقه دوليا في الاتحاد الإفريقي وغيره، والتحالف معه أمنيا وعسكريا ضدّ جيرانهم.

ما تقوم به الجزائر من جهودٍ حثيثة لطرد الاحتلال من الاتحاد الإفريقي، ونجاحها إلى الآن في تجميد صفة “مراقِب” التي يحظى بها منذ جويلية 2021، هو ردٌّ عمليٌّ على كل من يسلّط ذبابه الإلكتروني كل يوم ليهاجم الجزائر ويشوِّه صورتها ويدّعي أنّها “لا تقدِّم لفلسطين غير الشعارات”؛ فالجزائر قدّمت أزيد من 3700 شهيد في حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973، والكثيرَ من الدعم المالي والديبلوماسي والإعلامي لفلسطين، وتعتبر دعمَها واجبا مقدّسا ومبدأ أساسيا وثابتا في سياستها الخارجية، وهي “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.. أمّا الطرف الذي ينتقدها ويسلّط ذبابه الإلكتروني العفن ضدها، ويزعم أن القمة الإفريقية المقبلة ستصوّت لصالح منح الكيان صفة “مراقِب” في الاتحاد الإفريقي، فقد خان القضيّة الفلسطينية، وتحالف مع احتلالٍ يمارس سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري ضدّ أشقائه الفلسطينيين، وتحوّل إلى عرّابٍ لصالحه، وكفاه ذلك خزيا وعارا.

مقالات ذات صلة