-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“نظامٌ لا يعتزُّ به الإسلام”

“نظامٌ لا يعتزُّ به الإسلام”

قرأتُ منذ بضعة أيام في بعض مواقع التواصل الاجتماعي أنّ “ما” يسمِّي نفسَه، ويسميه عُبدانُه “أمير المؤمنين”، وهو من باب تسمية الشيء بضدِّه، فما هو على الحقيقة بـ”أمير”، وما الراكعون له بـ”المؤمنين” المذكورة أوصافهم في القرآن الكريم، وفي أحاديث أشرف مخلوق، وأفضل مرزوق، قلت إن “جلالته” -ولم أدرك إلى حد الآن كيف تلتقى “إمارة المؤمنين العُمَرية” مع “الجلالة الكسروية” و”القيصرية” وما نسلتا- أمر -نصره الله على نفسه الأمَّارة بالسوء- بإلغاء من البروتوكولات و”التشريفات الملكية”، تلك العادة الموروثة من عهد القياصرة والأكاسرة، المُهينة للكرامة البشرية، وهي تقبيل “العبيد” مهما أوتوا من بسطةٍ في “العلم”، والجسم، والثروة، وأوتوا من وجاهةٍ اجتماعية، إلا الشرفاء الثائرون على هذا السلوك الذميم من أمثال الشيخ عبد السلام ياسين.

لقد صدقت تلك المرأة الحكيمة التي كانت وقومُها يسجدون للشمس من دون الله، وهي بلقيس اليمنية عندما قالت للملإ من قومها -كما جاء في القرآن الكريم-: “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة”. وهي شهادةٌ من ملكة على صِنفها من الناس هوايتهم استعباد بشر مثلهم، وإهانة كرامتهم معتبرين ذلك “مِنَّة” منهم، وما على هؤلاء إلا اعتبار تلك العبودية “تشريفا” لهم ما بعده تشريف.

ما أحقر وأتعس وأغبى من يضع نفسه “فوق إرادة” الله -عز وجل- الذي أعلن في كتابه الخالد “ولقد كرّمنا بني آدم”.. فإذا بأحد هؤلاء “الآدميين” يستعبد هؤلاء الناس، ويفرض عليهم أن “يركعوا” له، ويتهافتون، ويتلهّفون على تقبيل يدٍ ملوَّثة بجميع أنواع المحرَّمات… ولا يكتفي بحصر ذلك السلوك في ذاته المستعلية بالشيطان، بل يوزِّعها على آله ذُكرانا وإناثا ولو كانوا -وكنَّ- من المتبوِّلين والمتبوِّلات في الملابس يقظة لا نوما.

وكم أصابُ بالغثيان والاشمئزاز عندما أرى بعض “الرِّمم فوق رؤوسها عِمم” تبرِّر ذلك السلوك الذي يستهجنه حتى أكبر الآمرين بالمنكر، بأنّه من “عاداتهم” الاجتماعية في تقدير كبرائهم.. فكأنهم اسبتدلوا الذي هو أدنى – وهو العادات والتقاليد – بالذي هو خير، وهو إرادة الخالق -سبحانه وتعالى- القاضية بالكرامة الإنسانية.

إن أعظم مخلوق، وأشرف مرزوق بشهادة القرآن، ثم الصحبُ الكرام، وهو محمد بن عبد الله وآمنة بنت وهب، الذي كان “مصطفى من قبل نشأة آدم” كما يقول ابن الخطيب الأندلسي، هذا “العبد” لله عز وجل – يقول: “أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد”، ويقول: “لا تطروني كما أطرت النصارى المسيحَ بن مريم”.

ثم يأتي علماءُ السوء، ومناضلو الاتجاه “الإسلامي” فيقولون: “إنّا وجدنا آباءنا على ذلك، وإنّا على آثارهم مقتدون”. ورحم الله عبده الصالح الإمام الإبراهيمي القائل: “نعتقد أن المَلَكية نظامٌ لا يعتزُّ به الإسلام، ولا يحيا عليه المسلمون”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • ثابتي ب

    قال تعالى:(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) انهم قوم فرعون.... و كل من يعمل فعلة فرعون و قومه فهو منهم، في اي مكان و زمان... فلينظر كل انسان الى عمله هل هو يشبه اعمال قوم فرعون ام يشبه اعمال الصالحين....

  • علي عبد الله الجزائري

    واخطرهم يا دكتور من يوظف غطاء الدين والانتساب لسلالة الانبياء ثم يضع يديه بيد اعداء الانبياء ورسالاتهم واعداء الله وعباده الصالحين والعبيد دوما حاضرين للدفاع عن جلادهم ويحاولون الظهور بثوب المتمسكن الزاهد بالدنيا لا تكاد عيني تقف دمعا من زهدهم بهذه الدنيا وقوة ايمانهم

  • خالد بن الوليد

    هذا ملك يتستر بالاسلام ( استعمال عباءة الاسلام لخدمة مصالح اعداء الدين والامة وتمرير اعمال قذرة وغير مشروعة ) لخدمة مشروع اعدائنا الصليبيين الغربيين . وكثير مثله بالخليج العربي كالذي يدعي خدمة الحرمين ولمكنه في الحقيقة في خدمة امريكا والصهاينة اقصد عائلة ال سعود التي تحكم ارض الحجاز الطاهر وارض نجد بالحديد والنار والطغيان والظلم والاستبداد . قال تعالي : الاعراب اشد كفرا ونفاقا ......

  • طارق

    هاهاها ..... وبأي نظام يعتز الإسلام في الوقت الراهن.

  • زاهارا

    وماتفعله انت الان هل هو اسلام هل انت اعلم من الله بقلوب الناس هل انت من يصنف الناس ان كانوا مسلمين ام كفار باي صفة تحكم على غيرك دينيا اوليس هدا كفر بحد داته يعني هل بلدك دولة بحق مسلمة فقط لانها تساند فلسطين ارجوكم قلمكم امانة ستحاسبون عليها امام الله ان كان لك خصومة مع احد عاتبه واشتمه لكن لا تتدخل في عرضه ودينه ستقف بين يدي الله وامير المؤمنين بجوارك ساعتها الله وحده يعلم بالقلوب الله يهديكم اخواني

  • محمد العربي

    و ما بقية حكّام العرب بأفضل منه في أفعالهم و لو تظاهروا بذلك في أقوالهم

  • أمير المؤمنين

    ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون.