جواهر
عمال النظافة ينتفضون ضد الطلبة بسبب فوضى "السوتنونس "

نلت الشهادة العليا في العلم فأين الشهادة العليا في الأخلاق ؟

أماني أريس
  • 2942
  • 11
ح.م

الاحتفال بالنجاح الدراسي هو التقليد الذي فرض نفسه بقوة في المجتمع الجزائري، وأصبح سنّة اجتماعية مؤكدة تتطلب الكثير من التحضيرات والمصاريف كتلك التي تتطلبها حفلات الخطوبة والزواج، ورغم أنها لاقىت قبولا وانتشارا خصوصا في السنوات الأخيرة، إلا أن ما يرافقها من مظاهر سلبية تناقض في الكثير من الأحيان طبيعتها أحالتها إلى خانة العبث؛ خصوصا إذا ما تعلق الأمر بحفلات التخرج التي باتت تقام في الاقامات الجامعية أو في أقسام الدراسة مرفوقة بمظاهر الفوضى والصخب والتميع، وكشفت عن العديد من السلوكيات اللاحضارية لدى مقيميها على غرار تلويث المكان وإزعاج زملاءهم الطلبة.

وأصبحت حفلات التخرج أو نيل الشهادات العليا داخل أقسام الدراسة في إطار ما يعرف بـ ” السوتنونس ” أو في الإقامات الجامعية تقام بمأدبات غداء أو قهوة وحلويات يتناولها الحضور في نهاية جلسة التقييم النهائية للطلبة المعنيين، غير أن الملفت في مثل هذه الاحتفالات هو الفوضى والأوساخ التي يخلفها الطلبة المحتفلون وراءهم دون أن يبذلوا أدنى مجهودا لتنظيم وتنظيف المكان، وهو ما أثار حفيظة عمال النظافة وجعلهم يتصدون للظاهرة بحملات انتقادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي شعارها “حصلت على الشهادة العليا في العلم فأين الشهادة العليا في الأخلاق؟ ” وفي هذا الصدد تقول السيدة باهية وهي عاملة نظافة بإقامة علي منجلي 2 قسنطينة : ” كل صباح عندما نأتي لمزاولة عملنا نتفاجأ بما يشبه المزابل داخل الإقامة علب العصير، وبقايا الحلويات والفواكه والطعام كلّها متناثرة على الأرض وفي الغرف والأروقة والفناء تجتمع حولها القطط والحشرات وفوق كل هذا نجد الطالبات يشتكين من قلّة النظافة، ويلقين باللوم علينا..وبعضهن يقمن احتفالات لا تمت إلى أخلاق المتعلمين بصلة يرقصن ويزغردن إلى وقت متأخر من الليل، ويزعجن غيرهم بتصرفاتهم” وتضيف: ” على كل طالبة أن تعلم أننا لسنا خادمات لحسابها الخاص ولسنا مسؤولات عن تنظيف أوساخها. نحن مسؤولات عن تنظيف ما لا تتسبب فيه الطالبة عن قصد أو ما لا يمكنها تنظيفه بمفردها”

تفاعل كبير حظيت به الحملة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا من الطلبة ذاتهم، الذين اعترفوا بوجود هذه المظاهر السلبية وعبروا عن استياءهم من مرتكبيها، وقدموا اعتذارهم وتضامنهم مع عمال النظافة. ومن بينهم الطالبة سلمى التي اعتبرت أن العلم الذي لا يلقّن صاحبه دروس الأخلاق لا معنى له وعبرت عن ذلك بقولها: “العلم مثل الصلاة من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لا يزداد سوى بعدا عنها كذلك العلم من يحمل شهادة عليا بلا أخلاق فهو أبعد ما يكون عن العلم لأن العلم والأخلاق متلازمان ”

ورغم أن النقد موجه للجنسين إلا أن الحديث عن مظاهر الاحتفال داخل الاقامات الجامعية بما وصفه أحدهم ” بالفسق والمجون” جعل بعض الطالبات يدافعن عن أنفسهن ويرفضن التعميم وفي هذا السياق تقول لميس ” احتفلت بتخرجي داخل الإقامة الجامعية وداخل مدرج الكلية لكنني لم أترك أي أثر للأوساخ، ولم أرتكب أي سلوك يسيء لسمعة الجامعة أو الطالبة الجامعية كما أنني قمت بتنظيف المكان بعد انتهاء الحفل رجاء لا تعمّموا ”

من جهته يعبر سليمان عن أسفه واعتذاره لعمال النظافة ويتوجه برسالة عتاب للطلبة الذين يرتكبون مثل هذه السلوكيات محملا إياهم جريرة انتكاسة الجامعة الجزائرية وقيمة الطالب الجامعي. ويقول ” هؤلاء عار على العلم وعلى الجامعة، أتمنى أن يصدر قرارا يمنع الاحتفالات داخل الجامعات والإقامات الجامعية “

مقالات ذات صلة