-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نهاية الكيان الإسرائيلي: هل بدأت؟

نهاية الكيان الإسرائيلي: هل بدأت؟

الذي يحدث في الكيان الإسرائيلي اليوم يدل على أمر واحد: انه بالفعل كيانٌ مُصطَنع، مُفبرَك، غير قادر على الصمود لفترة طويلة بعمر الدول. لم تمر سبعة عقود وهو يحاول وصف نفسه بـ”الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، حتى انقلب على نفسه وعاد إلى حقيقته الأولى.. عصابات فاشية متطرفة، ميليشيا..

وزراء محكوم عليهم في قضايا إرهاب من قبل المحاكم الصهيونية ذاتها، (بن غفير)، ورؤساء حكومات متابعون في قضايا رشوة وغش وفساد (نتن ياهو).. متعصبون وغلاة من مختلف المشارب، يتصارعون مع أبناء جلدتهم ومستعدون للقضاء عليهم بكافة الوسائل… هكذا أصبحت وسائل الإعلام الصهيونية ذاتها وحتى العالمية الغربية تصف ما يَحدُث بهذا الكيان الذي صَدَّعتنا لعقود وهي تَنعُته بـ”واحة الديمقراطية”…

في أشهر معدودات انكشف كل شيء، في صراع حول قضية تبدو للوهلة الأولى غير ذات أهمية (المحكمة العليا) انفجرت الخلافات، وبات الجميع مفضوحا: لم تعد الحكومة حكومة، ولم يعد الجيش جيشا، ولم يعد التماسك الاجتماعي تماسكا.. بدا اليوم كل شيء هَشًّا… نخبة الجيش تُعلن العصيان، وجزء كبير من الشعب يتمرد على حكومته، وتيار واسع من النخبة بدأ يُصرِّح ببداية النهاية للكيان، أو ببوادر حرب أهلية تلوح في الأفق. ومنهم مَن بدأ يحزم حقائبه ويُحوِّل أمواله…

لقد رَجَّح أستاذ الدراسات المستقبلية “دافيد باسيغ”: في دراسة له “أن حربا أهلية قد تبدأ في إسرائيل باغتيال أحد زعمائها” (عن وليد عبد الحي).

وكتب “يوسي فارتر” مُعَلَّق “هآرتس” الإسرائيلية يوم الأحد الماضي ما يلي: “يقود بن يامين نتنياهو إسرائيل مباشرة نحو التمزق وهو مفتوح العينين” (هآرتس نقلا عن ليبيراسيون الفرنسية عدد 24 جويلية 2023).

واعتبر معهدُ الدراسات الإسرائيلي،  INSSوهو من أشهر مراكز التفكير للكيان في بيان صحفي اصدره يوم 23 من الشهر الجاري تحت عنوان: “جيش الشعب” مهدد بالانحلال. ندعو إلى الوقف الفوري لتشريع الإصلاح القضائي: “أن أسس الجيش الإسرائيلي قد تم تقويضها..”، ومما جاء في بيانه: “لسوء الحظ، تحقق تحذيرنا إلى حد كبير، وأصبح الأمن القومي الإسرائيلي المتضرر حقيقة، يتميز بالاضطرابات الشديدة الجارية في جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي تقوض أسس “جيش الشعب”. لقد تآكل ردع إسرائيل ضد أعدائها. وتم تقويض العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. كما تم إضعاف الاقتصاد وخاصة صناعة التكنولوجيا العالية؛ كما تم تعميق الانقسامات المجتمعية وإضعاف المرونة الوطنية ككل…”.

وفي سابقة من نوعها دعا سفيران أمريكيان سابقان لدى الكيان (دان كورتزر ومارتينانديك) واشنطن إلى إيقاف المساعدات العسكرية لإسرائيل، ناهيك عن نخب غربية عديدة كانت من أكثر المدافعين عن “ديمقراطية إسرائيل” وتحوّلت بين عشية وضحاها إلى اعتبارها ليس فقط دكتاتورية، بل وثيوقراطية (يحكمها رجال الدين).

ولعل هذه النقطة الأخيرة هي التي ستجلب الضرر الأكبر للكيان على المدى القريب والمتوسط. لقد تمكّنت الفرق الدينية الإسرائيلية المتطرفة بالفعل من وضع نفسها اليوم ركيزة النظام القائم بدل القوى الليبرالية غير المتديِّنة، ومن بينها مَن يسعى إلى إصدار تشريعات جديدة تعفي عناصرها من الخدمة العسكرية، كما أصبحت تنسب لنفسها المستوطنات أكثر من باقي المدن، بل تعتبر غايتها الأولى هي طرد جميع الفلسطينيين من أراضيهم والحلول محلهم في الضفة الغربية كما في القطاع بحكم أن هؤلاء المتطرفين هم أصحاب الأرض التاريخيون…

هؤلاء سيكونون هم النقطة التي ستعيد الكَرَّة على الكيان الإسرائيلي وتكون السبب في بداية تفككه… والإشارات الحاملة للمستقبل بدأت الآن، وهي إشارات قوية بلا شك، إلا لِمن لم يُرد أن يرى الأمل فسيحا أمامه… وما يحدث الآن جزء يسير منه فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!