الجزائر
تصريحات صادمة وحقائق "لا تصدّق" في اليوم الثاني من محاكمة "ال هامل"

هامل يبكي.. زوجته تنهار وأبناؤه يتوسلون!

الشروق أونلاين
  • 49034
  • 59
ح.م

هامل يذرف دموعا.. وابنته الوحيدة في مشهد درامي وهي تبكي وتصرخ بأعلى صوتها “دخلتونا كامل للحبس..؟ وزوجته تنهار.. وأبناؤه يبررون أملاكهم ويبعدون عن والدهم شبهة استغلال النفوذ..”، هي لحظات حساسة عاشتها عائلة “آل هامل” التي فقدت “عنجهيتها” و”جبروتها” خلال اليوم الثاني للمحاكمة.

كشفت جلسة محاكمة اليوم الثاني للمدير العام السابق للأمن الوطني من خلال استجواب زوجته وأبنائه المتابعين في قضية الحال، عن حجم الفساد المستشري في الجزائر، فاللواء هامل الذي قال مقولته الشهيرة: “الذي يريد محاربة الفساد يجب أن يكون نظيفا”(..)، وصرح خلال استجوابه أنه كان “سفيرا لمحاربة الفساد”، بدت عائلته عاجزة أمام القاضي عن تحديد عدد عقاراته من فيلات وشقق ومحلات، والأخطر من ذلك هو أن أبناءه جميعا تحصلوا على هذه الأملاك وهم “قصر”..؟

في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم الخميس،  استأنف القاضي محاكمة المدير العام السابق للأمن الوطني عبد الغني هامل باستجواب زوجته وأبنائه والمتابعين أيضا بتهم ذات صلة بقضايا فساد وأبرزها “تبييض الاموال” و”الثراء غير المشروع” و”استغلال النفوذ” وكذا “الحصول على أوعية عقارية بطرق غير مشروعة”.

زوجة هامل: أردت أن أجسد مشروعا خيريا فوجدت نفسي متهمة

بكل رزانة وهدوء، ردت “سليمة. ل” زوجة اللواء السابق عبد الغني هامل خلال جلسة اليوم الثاني من المحاكمة، على أسئلة القاضي وممثل الحق العام، وأنكرت جميع التهم الموجهة لها وقال “أردت أن أجسد مشروعا خيريا ووجدت نفسي متهمة”.

بعد أن نادت رئيس الجلسة على المتهمة “سليمة.ل”، ذكرتها بالتهم الموجهة إليها وهي على التوالي جنحة حصول على وثائق دون حق تصدرھا الدولة.. تبییض أموال ناتجة عن مصادر إجرامية في إطار جماعة إجرامية والتستر على مصادر غیر مشروعة وعقارات باسمها، لتشرع في استجوابها.

القاضي: ما هو عملك، وهل لديك مصدر دخل؟

زوجة هامل: أنا ماكثة بالبيت وليس لي دخل.

القاضي: فيما يخص ملف الحال، فمن بين الأملاك الخاصة بك توجد 9 محلات في منطقة أولاد فايت بالجزائر العاصمة بمساحة إجمالية تقدر بـ778 متر مربع وهي ملك لكِ ومشهرة لدى المحافظ العقاري… كيف تحصلت عليها وما هي مصادر الأموال التي دفعت لشراء المحلات؟

زوجة هامل: لدي محل واحد ولیس تسعة، وقمت بمشروع خیري متمثل في افتتاح روضة أطفال وهي هدية من أولادي، كما قمت بإيداع طلب لدى ديوان الترقیة والتسییر العقاري لحسين داي، ولم أستغل اسم زوجي للاستفادة من المحل، زد على ذلك فإن العقار خلال زيارتي له رفقة ابني مراد وجدته في حالة يرثى لها فهو مجرد قبو.

القاضي: يعني بقولك هذا كنت تريدين محلا أفضل من ذلك؟

زوجة هامل: أجل… عندما تريد فتح روضة لابد ان يكون المحل جيدا وواسعا ونظيفا، وللأسف ذلك المكان لم يعجبن ومع هذا قمت بتهيئته.

القاضي: كان ذلك سنة 2015؟ هل الإجراءات التي قمتِ بها كانت بصفتك مواطنة عادية ام باسم زوجك؟

زوجة هامل: كمواطنة عادية ولو قدمت اسم زوجي لمنحوني محلا في بن عكنون أو دالي ابراهيم.

القاضي: كم كلفك تهيئة المحل؟ تبين من خلال المحاضر أن ثمن المتر المربع 22 ألف دينار، بينما بيعت باقي المحلات لمواطنين آخرين بمبلغ 120 ألف دج، ألم تلاحظي الفرق وفي نفس الوقت تستفسرين عن السبب؟

زوجة هامل: لا، لم أسأل، لست مهندسة ولا اعرف بكم ثمن المتر المربع.

القاضي: اشتريت شقة في 2009، ملك لشركة التضامن للترقية العقارية “شريف الشيخ” ومساحتها 124 متر مربع بمبلغ يقدر بـ250 مليون سنتيم بسطيف، وأنت ماكثة بالبيت، من أين لك هذا؟

زوجة هامل: لست أنا من اشتراها، أمي هي التي اشترتها “باش نقعدو فيها كي نروحو”.

القاضي: لديك حساب بنكي به مبلغ 7 آلاف أورو من أين تحصلتِ عليه؟

زوجة هامل: من أبنائي كهدية.

القاضي: من بين استثماراتك شركة “حلب سارل” للنشر وتوزيع نشريات مكتوبة، وأنت شريكة في المؤسسة مقيدة في السجل التجاري سنة 1989، ماذا تقولي ان لك حصة في الشركة؟

زوجة هامل: أنكر ذلك جملة وتفصيلا سيدتي.

القاضي: ولكنك عضو فيها؟ هل قمتِ بإجراء بعد اتهامك من قبل الضبطية القضائية وشكوى بخصوص هذه التهمة؟

زوجة هامل: المحامي هو من تكفل بذلك ولا علاقتي لي بشركات ابنائي.

..في هذا الأثناء تتدخل النيابة وتطرح سؤالها: مصطفاوي ميلود مالك شقة سطيف كشف انه استلم منكم المبلغ وليس من والدتك؟ بماذا تردين؟

زوجة هامل: المبلغ يخص والدتي ونحن تكفلنا بدفعه للبائع.

أميار هامل: أنا فلاح وليس لي علاقة بزعلان وبوضياف

..وفي حدود الساعة الحادية عشرة، استدعى القاضي أول أبناء ھامل “أمیار” “35” سنة، وهو متھم بجنح حصول على وثائق بغیر حق وتقديم شھادات غیر صحیحة وتبییض أموال، تحريض أعوان الدولة، والذي أكد خلال استجوابه أمام هيئة المحكمة أن جميع أملاكه هي من عائدات نشاطه الفلاحي الذي ورثه جدا عن جد، وأنه لم يمس بسمعة والده أو استغل نفوذه، من أجل الحصول على مزايا، قائلا “أنا ماذا بيا نزيد في اسم بابا ماشي تنقص منو”، نافيا علاقته مع الوزيرين السابقين زعلان وبوضياف.

القاضي: ما هو مستواك الدراسي؟

اميار: مهندس دولة في التجارة الدولية.

القاضي: متى دخلت الاستثمار؟

أميار: دخلت قطاع الفلاحة عندما كان عمري 19 سنة.

القاضي: كنت حينها قد أكملت الدراسة؟

أميار: لا.. كنت مقبلا على اجتياز شهادة البكالوريا.

القاضي: بالنسبة للأملاك العقارية سنواجهك بالمشهرة في المحافظة العقارية والعقود الرسمية، املاك كثيرة في عدة ولايات منها ولاية العاصمة، تلمسان، وهران، عين تموشنت.. بداية أنت تملك فيلا من ثلاثة طوابق في بوشاوي تحصلت عليها عن طريق عقد شراء من مرق عقاري بقيمة 64 مليون دينار، ما هي الإجراءات التي قمت بها وما مصدر الاموال؟

أميار: ليست فيلا، بل هي عبارة عن بناية في طور الإنجاز ولم أدفع ثمنها كلها إلى حد الساعة.

القاضي: بالنسبة لولاية تلمسان، أنت تملك ثلاث قطع أرضية صالحة للعمران بالمنطقة السكنية الجديدة بالمنصورة تحصلت عليها من مرق عقاري سنة 2004؟ كم كان عمرك؟

أميار: كان عمري عشرين سنة والقطعة ملك لي إلى يومنا هذا.

القاضي: ما مصدر الأموال وعمرك لم يتجاوز عشرين سنة؟ من أين لك الأموال حتى تملك فيلات وأراض؟

أميار: كنت أعمل في المجال الفلاحي وأملك بطاقة فلاح وجنيت أرباحا كثيرة وأنا في سن مبكرة.

القاضي: في وهران تملك قطعة أرضية ذات طابع فلاحي كنت قد اكتسبتها مناصفة مع شخص آخر مساحتها ثلاثة هكتارات، قيمتها 400 مليون سنتيم؟

أميار: قمت بعملية تبادل مع شريكي وتنازل لي عن حقه مقابل شقة أملكها.

القاضي: في وهران أيضا تملك شقة سكنية بشارع الأمير عبد القادر وأيضا شققا أخرى اشتريتها بأحياء راقية بولاية وهران تراوحت قيمتها بين 100 و200 مليون، وتملك أيضا شقة في تيبازة إلى جانب حظيرة سيارات، من أين لك المبلغ لشرائها؟

أميار: الأموال ناتجة عن تجارتي وأعمالي.

القاضي: بعض القطع الأرضية كانت في إطار الامتياز للشركات منها قطعة أرض في وهران قمت بشرائها لإنجاز محطة بنزين، كيف تحصلت عليها؟ وما هي الإجراءات التي قمت بها لتحصل على أراض هي من أملاك الدولة؟

أميار: لا ليست ملكي وأنا أدفع الإتاوات السنوية، وحتى مشروع محطة قدمت طلبا لمصالح ولاية وهران على مستوى مكتب الاستثمار، فقط تم تعديل القطعة الأرضية لوجود عراقيل في المنطقة.

القاضي : يعني قانونيا يمكنك أن تقوم بطرد السكان من المنطقة؟

أميار: فضلت الانسحاب بدلا من الخوض في مشاكل ودفعت الإتاوات رغم أن المساحة تقلصت وكان ينبغي ان احصل على تعويض بسبب تنازلي، والسكان لم يكونوا يملكون أي وثائق.

القاضي: أيضا تملك سكنا في عين الترك بوهران؟

أميار: لم اشترها، بل دفعت عربونا فقط وهي حاليا ملك لشقيقي مراد.

القاضي: أنت دخلت الفلاحة ثم غيرت النشاط للعقارات؟

اميار: لم أغير النشاط، والفلاحة ورثتها عن أجدادي، لكن لم أقم ببيع العقارات إلا شقتين فقط وتوقفت عن نشاط بيع العقار.

القاضي: فيما يخص الحسابات البنكية التي تملكها، ماذا تقول؟ لديك عدة حسابات بنكية؟

اميار: كنت افتح حسابا بنكيا كلما غيرت مقر إقامتي ونشاطي… اسمحلي سيدتي الرئيسة، أريد أن اعرف ما عدد الحسابات التي وردت بملفي.

القاضي: لديك 9 حسابات كشخص طبيعي. كان يمكنك القيام بعملية تحويل المبالغ المالية من أي وكالة بنكية حتى لو لم يكن لديك حساب فيها؟

أميار: حينها لم تكن تتوفر التقنيات التكنولوجيا بجميع البنوك.

القاضي: هل تعرف الوالي السابق عبد المالك بوضياف؟

أميار: لا اعرفه شخصيا، وليس لي علاقة مع اي وال ولا أعرف أي منهم، وليس لي معهم علاقة شخصية.

مراد هامل: لست فاسدا ولم استغل نفوذ والدي …

.. من جهته، أنكر الابن الثاني للمدير السابق للأمن الوطني، مراد هامل كل التهم الموجه إليه من طرف القاضي، وقال إنه دخل عالم الاستثمار وعمره لا يتعدى 24 سنة، مؤكدا أنه ليس فاسدا وأنه لم يستغل نفوذ والده للحصول على امتيازات.

القاضي: هامل مراد ما هو مستواك العلمي؟

مراد: جامعي ومتحصل على شهادة ليسانس.

القاضي: كم عمرك؟.

مراد: 32  سنة.

القاضي: متى دخلت الاستثمار؟

مراد: دخلت عالم الاستثمار حينما كان عمري 24 سنة.

القاضي: التهم المتابع بها ماذا تقول عنها؟

مراد: أنكرها جملة وتفصيلا.

القاضي: نفس الأمر بالنسبة لك.. فيما يتعلق بالأملاك التي تحوزوها وحقوق الامتياز ومصدرها؟ والأموال التي دفعتها لشراء العقارات؟ بتقسيم المناطق أولا، أنت تملك شقة في منطقة قاريدي بالقبة في العاصمة قيمتها 7 ملايين دينار مشهرة في سنة 2012 هل تؤكد ملكيتك للشقة؟

مراد: نعم.

القاضي: كم كان عمرك حينها؟

مراد: 26 سنة اشتريتها وشفيق أخي دفع المبلغ وبقي دينا بيننا.

القاضي: وشفيق من أين له المال لدفع قيمة الشقة؟

مراد: تحصل عليه عن طريق قرض بنكي.

القاضي: تملك فيلا عبارة عن سكن ترقوي فردي بمنطقة سطاولي أيضا قمت بشرائها سنة 2012  كيف تمكنت من شرائهما معا في نفس السنة؟ وهل تؤكد ملكيتك لها؟

مراد: لا السكن الثاني بسطاولي كان سنة 2015 .. نعم إنه ملكي.

القاضي: البنك دفع المبلغ؟

مراد: لا دفعت أنا عن طريق صكوك.

القاضي: بالنسبة لمسكن آخر عبارة عن شقة ذات 4 غرف في بلدية المنصورة بتلمسان تحصلت عليها سنة 2002 كم كان عمرك؟.

مراد: كان عمري 17 سنة.

القاضي: كنت قاصرا.. كيف تحصلت عليها؟.

مراد: تحصلت عليها عن طريق عائلتي في إطار تعويض معنوي والأضرار النفسية التي لحقت بي بعد تعرضي لحادث مرور.

القاضي: إذن هي أول ملكية لك ولا تزال إلى اليوم؟

مراد: نعم.

القاضي: بالنسبة لسكن آخر في منطقة عين الترك بولاية وهران بقيمة مليون دينار قمت ببيعها لاحقا  كيف اشتريتها؟

مراد: أخي اميار اشتراها وقام بتسجيلها باسمي.

شفيق هامل: “ماعندي مانخاف”

من جهته، أنكر الابن الثالث للمدير العام السابق للأمن الوطني، كل التهم الموجه له، وقال “ما عندي ما نخاف.. فكل أملاكي كانت نتيجة جهدي وهي كلها مصرح بها”، مؤكدا أن سمعة والده تهمه كثيرا ولم يسبق أن طلب منه التوسط له من أجل عراقيل واجهته، وأسقط بذلك تهمة استغلال النفوذ عنه.

.. المحكمة توجه نفس التهم لابن هامل المدعو” شفيق”.

القاضي: ماهو مستواك الدراسي؟

شفيق: ليسانس في التجارة.

القاضي: كم كان عمرك عندما دخلت عالم الاستثمار؟

شفيق:23 سنة.

القاضي: إذن توجهت مباشرة للتجارة دون أن تشغل منصبا في العمل الوظيفي.

شفيق: نعم.

القاضي: من بين الأملاك العقارية التي تحوزها في الجزائر العاصمة فيلا عبارة عن سكن ترقوي في منطقة سطاولي.

شفيق: نعم هي ملكي.

القاضي: سكن آخر في منطقة قاريدي عبارة عن سكن “أف 4” قيمتها 7 ملايين دينار. متى اشتريتها؟

شفيق: سنة 2014.

القاضي: قمت ببيعها لاحقا؟

شفيق: نعم قمت ببيعها بمبلغ 14 مليون دينار.

القاضي: ما مصدر المال الذي دفعته للحصول على الشقة؟

شفيق: عن طريق دين ومنحت أخي مراد جزءا منه.

القاضي: شقة في قاريدي أيضا مساحتها 237 متر مربع؟

شفيق: كانت عبارة عن محل تجاري وليس شقة.

القاضي: شقة سكنية من 4 غرف ببلدية المحمدية عبارة عن سكن اجتماعي استفدت منه، هل تؤكد  ملكيته؟

شفيق: نعم لكن لم أكن أعلم أنه سكن اجتماعي خلال إيداع الملف.

القاضي: هل أنت بحاجة للحصول على سكن اجتماعي حتى تتقدم بطلب؟ هل  ورد اسمك في القائمة  الأصلية أو الاحتياطية؟

شفيق: لم أكن أعلم أن العقار سكني بل طلبي كان  للحصول على عقار تجاري وتقدمت بطلب ولا أعرف الإجراءات.

القاضي: لكن بعدها عرفت أن السكن اجتماعي؟.

شفيق: لا لم أعرف نوع  السكن.

القاضي: بتاريخ الوقائع كان مرتبك 100 ألف دينار.

شفيق: نعم.

القاضي: شقة في سعيد حمدين بالعاصمة “أف 4” مسجلة لصالحك متى كان ذلك؟.

شفيق: سنة 2012.

القاضي: شقة من 5 غرف على مستوى سعيد حمدين.. دفعت مبلغ  5 ملايين دينار للحصول عليها؟ وأخرى “أف 4 ” في وهران إلى جانب قبو؟.

شفيق: نعم… والشقة الثانية اشتريتها من المرحوم حسناوي.

القاضي: أنت تملك حقوق الامتياز لقطعة أرض تابعة لمديرية أملاك الدولة لإنجاز مصنع الألمنيوم؟.

شفيق: نعم والمشروع في طور الإنجاز وسبق أن واجهتنا عراقيل كثيرة.

شاهيناز هامل: أنا “مدللة” العائلة.. العقارات والأموال كانت هدايا نجاحي

وعلى خلاف أشقائها فجرت الابنة الوحيدة والمدللة للواء السابق عبد الغني هامل المدعوة “شانهياز”، القاعة حين تكلمت عمّا وصلت إليه عائلتها بعد حملة التجريح التي طالتهم جميعا واضطرت هي وزوجها لإعالة أبناء وزوجة شقيقها المتواجد بالسجن، قبل أن ينفجر والدها عبد الغني هامل بالبكاء، ليتبين في الأخير أنها نقطة ضعفه.

القاضي: المتهمة شهيناز هامل أنت متابعة بتهم تبييض الأموال والحصول على وثائق بغير وجه حق وتقديم شهادات غير صحيحة وتحريض أعوان الدولة ماذا تقولين في التهم الموجهة لك؟.

شاهيناز: سيدتي أنكرها جميعها.

القاضي: كم عمرك؟.

شاهيناز: 30 سنة.

القاضي: ما هو مستواك العلمي؟.

شاهيناز: جامعي تخصص هندسة معمارية.

القاضي: بداية  من بين الأملاك التي تحوزينها شقة في منطقة بن عكنون “اف 5” بقيمة 12 مليون دينار، هل تؤكدين ملكيتها؟.

شاهيناز: نعم ولكن الثمن لم يدفع ولا تزال الشقة التي ذكرتها في نزاع عقاري إلى حد الساعة.

القاضي: كم كان عمرك حينها؟.

شاهيناز: في 2012  كان عمري 22 سنة.

القاضي: ماذا كنت تعملين؟

شاهيناز: كنت أدرس في الجامعة تخصص هندسة معمارية.

القاضي: كنت طالبة ولا تملكين سوى منحة جامعية كيف تم دفع مبلغ الشقة؟.

شاهيناز: عائلتي ساهمت في شرائها لأنني البنت الوحيدة في العائلة و”المدللة” وجدتي وأخواتي دفعوا المبلغ من أرباح شركاتهم.

القاضي: لكن أرباحهم كانت تستغل لشراء عقارات أخرى؟

المتهمة لم تجب عن السؤال.

القاضي: وبالنسبة لشقة سكنية أخرى في نفس المشروع “اف 3” بمنطقة بن عكنون كيف تم دفع مبلغها؟

شاهيناز: هي عبارة عن شقة واحدة مفتوحة دفعت المبلغ  بنفس الطريقة من جدتي وأخواتي.

القاضي: شقة ثالثة من 4 غرف وموقف سيارات بمنطقة  الشراقة قيمتها 17 مليون دينار؟.

.. في هذه الأثناء يلوح عبد الغني هامل بيده للقاضي، من أجل إنقاذ شهيناز، وتحمل مسؤولية أفعالها التي قابلتها بها رئيسة الجلسة، وأمام إصراره، لم تجد القاضي من سبيل إلا أن تعطيه الكلمة، ويرد على القاضي ابنتي لم تستفد من أي إعانة من الدولة وأنا من سدد المبلغ المقدر بـ210  مليون.

القاضي يواصل طرح الأسئلة على شهيناز: حساب بنكي بمبلغ 3 ملايين دينار وحساب آخر بالعملة الصعبة بقيمة 1600 أورو من أين تحصلتي عليهما؟.

شاهيناز: الحسابان فتحا عندما تحصلت على شهادة البكالوريا لادخار الأموال التي تحصلت عليها كهدايا من جدتي ووالدي.

القاضي: وبالنسبة لمستثمراتك؟

شاهيناز: كنت أملك طموحا في القيام بعمل لصالح الجزائر وأشيد برجا ضخما وخططت لذلك من خلال الحصول على قروض بنكية وقطعة أرضية بمنطقة باب الزوار.

القاضي يقاطع كلامها: شيء جميل ما تقولين ولكن البرج في الأحلام فقط، نحن مطالبون بالواقع… كنت طالبة حديثة التخرج كيف لكي أن تصممي برجا لست في الأحلام أنت في الواقع؟.

شاهيناز: كان حلمي أن أقدم شيء للجزائر.

القاضي: بالنسبة للقطعة الأرضية كيف تحصلتي عليها في باب الزوار لتشييد المشروع؟.

شاهيناز: دفعت الملف للإدارة المختصة وبعد الحصول عليها سيجت المكان من أجل الانطلاق في المشروع.

القاضي: كم كلفك السياج؟

شاهيناز: ثلاث ملايين دينار.

القاضي: من أين حصلت على المبلغ؟

شاهيناز: من حسابي البنكي ومؤسسة أخي مراد قمت بتحويلات مالية إلى شركتي، بعد زواجي  أصبت بوعكة ولم أتمكن من إكمال مشروع حلمي، والدي  لم يكن حينها مدير الأمن الوطني أنا دفعت الإتاوات”.. وانفجرت المتهمة باكية بالجلسة قائلة: “حملة كبيرة مستنا… عانينا كثيرا عائلتي تعرضت لظروف وضغوطات كبيرة كدت أن انهار فانا لم أر أبي وإخوتي منذ تسعة أشهر أي منذ دخولهم السجن”.

القاضي يقاطعها: “هناك زيارات بالسجن”.

شاهيناز: لا لم نتمكن من زيارتهم مطلقا… عائلتي تعيش أوضاعا صعبة أنا وزوجي نعيل أبناء أخي وزوجته.. تحملت مسؤوليتهم لوحدي وأمي كادت تجن بعد خروجي من السجن.

رحايمية: معرفتي بهامل قديمة.. ولم يطلب مني أي خدمة

من جهته، أنكر المدير السابق لديوان الترقية والتسيير العقاري رحايمية كل التهم الموجه إليه، وقال خلال رده على أسئلة القاضي: “أنا أعرف عبد الغني هامل سنة 1976 مباشرة بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية بِشرشال، وكنا نتبادل الزيارات في الأعياد والمناسبات فقط، ولم يسبق أن طلب مني أن أقدم شيئا لعائلته”.

وبخصوص بيع العقار التجاري لزوجة هامل والذي كان عبارة عن 9 محلات غير مجزأة بأولاد فايت، قال المدير السابق إنه تم بيعها وتم تقييمها بطريقة جزافية خاصة أن هذه المحلات قد أصبحت مرتعا لمدمني المخدرات والسكارى وكانت محل شكوى الجيران، وهو ما دفع بالديوان لبيعها بـ22 ألف للمتر المربع، وفعلا قد حقق الديوان أرباحا من خلال بيع هذه المحلات.

أمام بخصوص السكن الاجتماعي الترقوي الذي تحصلت عليه شهيناز هامل، أكد أنها دفعت مبلغ 210 مليون سنتيم، وأن عملية التحقيق في أملاك هذه الأخيرة جاءت في 2015، أي بعد استقالتي من على رأس ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي.

مقالات ذات صلة