الرأي

هذا التعديل الحكومي لا يهمني…

محمد سليم قلالة
  • 3711
  • 14

لا يهمني التغيير الذي حصل في الحكومة، لأنه لن يغير في واقعي شيئا، أن يتم تغيير زيد بعبيد، أو معاقبة فلان ومكافأة علاّن، أمر لا يهمني أيضا، لأني أعرف بأن كل هذا ليس سوى ترتيب داخل البيت، عتاب بين الأهل والأحباب، وعقاب من غير ضرر لهذا أو ذلك…

 أعرف بأن التغييرات في مستوى الحكومة لن تغير في أمري شيئا، فأنا سأحمل حقيبتي غدا لأبدأ محاضراتي، لا رقيب لي سوى الله وضميري، وأنت والآخر سيتوجه كلٌّ إلى عمله، إن شاء أفسد وإن شاء أصلح، ولا أحد يولي له بالا، وآخرون منا سيقفون صباح التغيير الحكومي كالعادة  في الطابور ينتظرون حل إحدى مشكلاتهم مثل الأيام الماضية، أو ينتظرون مسؤولا يعطيهم مزيدا من الوعود في كل مرة، يأملون أن لا تكون كاذبة، وآخرون، وآخرون غيرهم… لا يريدون أن يفيقوا من حلم أنهم سيستفيدون ذات يوم من سكن، أو منصب عمل، لأنهم إن أفاقوا قد يموتون حسرة وكمدا على ما هم فيه…

التغيير الحكومي الذي حصل لن يغير في واقعي وواقع الناس شيئا، لأنه لم يسبقه تقييم سياسة، ولم يواكَب بإعلان سياسة جديدة، ولم يرتبط بطرح آفاق مستقبلية واعدة. 

التغيير الحكومي الذي حصل، لن يغير في واقعي شيئا، لأن رسائله موجهة إلى غيري في الداخل ممن يبحثون عن احتلال المكانة، وفي الخارج ممن يسعون إلى مزيد من المصالح في بلادي…

  أما أنا فلي طموح آخر، حلم آخر: أن يحدث تغيير نوعي في بلدي، أن يعاد تعديل سُلم القيم من جديد ليعرف وضعه الصحيح، كل في مكانه، أن يكون القوي ضعيفا حتى يأخذ الضعيف حقه منه، والضعيف قويا حتى يعود إليه الحق. أن يشتغل البطال، أن يسكن المتشرد، أن يوضع حد للفساد والمفسدين، أن تنتعش الحياة السياسية، أن نوقف بواخر الاستيراد، أن يصبح الولاء الأول للعمل والإنتاج… أن تجرى انتخابات نزيهة يحكمنا فيها من أحبه الشعب، أن تشارك كل الأطياف في بناء بلدها دون إقصاء، أن تكون لنا سياسة جديدة، يتفاعل معها كل الناس، أن تسبق هذه السياسة التعديل الحكومي أو التعديل الرئاسي أو كل تغيير في أي مستوى كان.

 

وما دامت هذه السياسة غائبة، وما دُمت لا أرى أن هناك رؤية للمستقبل تواكبها، فهذا التعديل الحكومي لا يهمني،  وسأستمر في عملي وسيتسمر من لا عمل له في التطلع والرجاء، وسنستمر جميعا في انتظار ساعة الفرج إلى أن يأتي بها الله، وتلك مساحة الأمل.

مقالات ذات صلة