الرأي

هذا ما تستطيع فعله يا وزير الطاقة!

قادة بن عمار
  • 1872
  • 8

هنالك تقارير يجب أن يضعها المسؤولون عندنا أمام أعينهم بشكل يومي، بل ويعلقوها على جدران مكاتبهم من أجل الوقوف على خطورة الوضع الذي تعيشه الجزائر، مثل تلك التقارير التي ترصد صعوبة العيش في حرارة مرتفعة جدا بالجنوب وغياب التنمية في كثير من الولايات، وأخرى تتحدث عن استفحال “الحقرة” في توزيع الثروة الوطنية في عدة مناطق.. ذلك أن غياب قراءة صحيحة لمثل هذه التقارير والأخبار والاحتجاجات، سينتج لنا تصريحاتٍ صادرة عن عدد من الوزراء والمسؤولين، لا تمتُّ بصلة للواقع إن لم تزده اشتعالا!
مثلا، ما معنى تصريح وزير الطاقة مصطفى قيطوني إلى الشباب المحتج في ورقلة والمتسائل فيه: “ماذا أردتم أن أفعل لكم في الجنوب، فالحرارة قدر ومكتوب؟”.. أو بالتعبير الشعبي (السخانة هاذي نتاع سيدي ربي)، كلامٌ غير مسؤول مثل هذا يجعلنا نطرح أكثر من استفسار عن الحكمة السياسية الغائبة لدى الوزير قيطوني، وعن أداء كثير من أعضاء حكومة أويحيى، فبدلا من تهدئة الشارع والمساهمة في تفهُّم مطالبه، نخرج بتصريحات غريبة وعجيبة!
يدرك السيد قيطوني أن بمقدوره فعلَ الكثير لسكان الجنوب لو أراد، ومن ذلك، استعمال الطاقة الشمسية التي تأخرنا فيها بالمقارنة مع جيراننا، وحوَّلناها إلى مجرد مشروع هلامي وحبر على ورق، وبإمكان قيطوني لو أراد أن يستفيد من الخبراء لمعرفة قدرة احتمال الكوابل لدرجات الحرارة بدلا من القول إن الحرارة الشديدة في الجنوب هي التي أتلفتها!
وبإمكان قيطوني أن يفتح نقاشا حول السياسة الطاقوية في البلاد بدلا من اتخاذ قرارات فردية و”عاصمية” لا علاقة لها بالسكان المعنيين في الجنوب، وبإمكان وزير الطاقة أن يحقق في نسبة تشغيل هؤلاء الشباب في الشركات البترولية، وبإمكانه أيضا أن يطلب من مدير سونلغاز إعادة النظر في الفواتير المرتفعة جدا لسكان الجنوب والهضاب العليا الذين لا يطلبون سوى التقليل منها أو التقسيط في عملية دفعها!
بإمكان وزير الطاقة أن يفعل الكثير والكثير… لكنه يحتاج إلى إظهار إرادة حقيقية ورغبة في العثور على حلول للمواطنين، هؤلاء الذين تم تحويلهم إلى مجرد أرقام في إنجازات السلطة بالقول إنها نجحت في مدهم بالكهرباء والغاز، لكننا لا نتوقف عن قراءة أخبار الاحتجاجات هنا وهناك بخصوص انقطاع التيار الكهربائي وعدم التمكن من شراء حتى قارورات غاز البوتان عند انقطاع الغاز أو افتقاده بمناطق حضرية، وليس ريفية فقط.
بإمكان السيد قيطوني أن يفعل الكثير ولكن حتى يستطيع ذلك، فليبدأ أولا بانتقاء كلمات جيدة ومفردات مناسبة من أجل التخاطب مع الجزائريين بلغة راقية وواقعية، بدلا من القول “لم أفهمكم جيدا”، عليه أن يجتهد أكثر ويعثر على حلول سريعة وملموسة.. و”يفهم روحو”!

مقالات ذات صلة