-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سيدة الدراما العربية منى واصف لمجلة الشروق العربي..

هذا ما شدني في مسلسل الهيبة بكل أجزائه

طارق معوش
  • 1173
  • 0
هذا ما شدني في مسلسل الهيبة بكل أجزائه
تصوير: داوود الشامي

فنانة تشمخ بعنفوان المرأة وكبريائها، رسخت خلال مسيرتها الفنية وجودها وتألقها، ونفحت أدوارها بأريج من خصوصيتها، فأوجدت لنفسها هويتها الفنية المتميزة، هي لا تقبل التنازلات في فنها، وعكست عبر ما قدمته من شخصيات الدور الواعي للفنان الساعي للوصول إلى عمق وجدان المشاهد العربي، ليس في قاموسها كلمة «مستحيل»، لأنها تؤمن بأهمية الفن وبمتعته. لذلك، هي دائمة التجدد والعطاء.. إنها الفنانة الكبيرة، التي عجز الزمان عن الحد من طموحها، أو التقليص من حلمها.. كيف لا وهي من تقلدت منصب سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة، عام 2002، ولقبت بنجمة العالم العربي، ونالت وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة. سنديانة الشاشة العربية، منى واصف، في لقاء خاص لمجلة الشروق العربي..

منى واصف في سطور

في مقارنة بين اليوم والأمس، حول كيفية تعاطيها مع المهنة، تؤكد واصف أنها اليوم أهم، وتقول: “لأن الغد أهم، فأنا أيضاً أهم. أنا أعيش هذا الشعور، لأنني استفدت من تجربة فنية، عمرها 60 عاماً، ولأن الخوف والرعشة والنشوة لم تغادرني يوماً. ليس بالضرورة أن أكون الأهم فعلاً، ولكنني أشعر داخلياً بأنني كذلك، ولو شعرت بالعكس، لما كنت استمررت في المهنة حتى اليوم. أنا في عمر صعب جداً، ولكن جمال المهنة لا يجعلني أشعر بالسنين، لكن، عندما يشعر الممثل بأنه قليل العطاء، فإنه ينطفئ في الحياة، وحتى لو لم يمت جسدياً، لكن روحه تذوي. شعوري بأهميتي فيه نوع من حب الذات والأنانية، وهو لا يعني “شوفيني”، ولا يوجد أهم مني، بل يعني أنني مهمة بفني وبعطائي”.

هذا ما شدني في مسلسل الهيبة بكل أجزائه

الشروق: حقق مسلسل «الهيبة» بكل أجزائه نجاحاً كبيراً، فهل توقعت كل هذا الصدى؟

– بصراحة، لا يمكن لأحد أن يتوقع ما ستحققه الأعمال، سواء كان نجاحاً أم فشلاً، وعندما قرأت العمل بالجزء الأول، توقعت أن يحقق نجاحاً، لكن ليس بمستوى النجاح الذي حصده، وردود الفعل التي وصلتني عنه.

الشروق: في رأيك، ما السبب الرئيس وراء تحقيقه كل هذا النجاح؟

– في الحقيقة، لا أعرف السبب الرئيس وراء النجاح الذي حققه الهيبة… فربما نجح لأن أحداثه مستقاة من واقع

بعض المناطق اللبنانية، أو لأنه يضم الكثير من النجوم الذين يحبهم الجمهور، أو لأنه يعكس صورة العائلة المترابطة، أو للصراع القوي على النفوذ… لا أعرف.

الشروق: نرجع خمس سنوات إلى الوراء.. بالضبط من الجزء الأول. كيف تمّ ترشيحك للمسلسل؟ 

– المخرج سامر البرقاوي، هو الذي رشّحني للمسلسل، فقد تعاونّا منذ سنوات طويلة في دبي، من خلال مسلسل «بنت النور»، ومنذ ذلك الحين، لم نتشارك في أي عمل، وطوال هذه الفترة عملت مع العديد من المخرجين العرب والمصريين، إلى أن اجتمعنا في مسلسل آخر بعنوان «شبابيك»، وكان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة، وظهرت في ثلاث حلقات منه، وعندما تقابلنا، طلب مني قراءة سيناريو مسلسل «الهيبة».. أتذكر هذا سنة 2017، فقرأته في غضون يومين، وأحببت الشخصية، كما تعاونت من قبل مع منتج العمل، صادق الصبّاح، في مسلسل مؤلّف من 75 حلقة، وكان عملاً ناجحاً. لذا، رغبت في خوض تجربة «الهيبة» بكل أجزائه.

الشروق: ما أكثر شيء جذبك في الدور؟

– أحب الأدوار المركبة، وأعشق تقديم شخصية المرأة القوية والمسيطرة. ولكوني ممثلة مسرح في الأساس، دائماً ما أستمد قوتي من خبرتي المسرحية في مثل هذه الأدوار. لذا، لا أستطيع رفضها.. لا، بل أحرص على تأديتها بأفضل صورة.

لسـت خـائفـة مـن التقــدم في العـمر.. وهذا سر استمراريتي في الفن

الشروق: كان لك تصريحات قبل سنتين، أنك ضد مسلسلات الأجزاء.. ماذا عن ذلك الآن؟

– قلت أنا ضد أي مسلسل أجزاء، إذا كان جزآه الثاني والثالث مفرغين من المضمون، وبعيدا عن أفكار الجزء الأول. لكن، عندما يكون الجزء الأول لم يبح بكامل أسراره، فليس من الخطإ صنع جزء آخر. لا، بل سيكون الخطأ عدم صنع أجزاء أخرى. إن المسلسل الدرامي هو أفكار، ولا يجوز أن ينتهي حتى يقدمها بكاملها. هي رسالة، والرسالة يجب ألا تقدم منقوصة.

الشروق: أصبح دور الأم ميزة غالبة على كل أدوارك.. هل ترين بأن للسن علاقة بذلك؟

– لا، أبدا، فمنذ سنوات طويلة وأنا ألعب أدوارا من هذا النوع، لكن، بنمط مختلف ومتنوع. الأمر يتعلق بشخصية قوية، يرى المخرجون بأنني أملكها، وحتى عندما لعبت أدوارا مختلفة نوعا ما عن الذي تقصده، كنت قوية أيضا.

الشروق: في أي الأدوار تقصدين؟

– مثلا، دوري في باب الحارة، الذي لعبت فيه شخصيتين، إحداهما أم عبد الله المشعوذة، والثانية أم جوزيف المناضلة. في العملين كنت القوية، التي يمكن لها أن ترفع صوتها في حضور الرجال، وبخاصة في دور أم جوزيف، الذي كنت فيه الأقوى من أي رجل آخر.

الشروق: هنا السؤال إذا: هل ترين بأن المرأة نالت حقوقها في الدراما السورية؟

– ليس تماما، لكن في ذات الوقت نالت الكثير، وما زال أمامها بعض الوقت، لتحصل على الجزء المتبقي مما هو حق لها. الدراما السورية قدمت المرأة بكافة أشكالها، لكن المشكلة، أن وجود امرأة في أدوار تناصر المرأة كان هادفا، بحيث إن الدور كان يكتب على هذا الأساس، وليس بشكل عفوي.

الشروق: ما قولك اليوم في الممثلات اللاتي ترهبهن فكرة التقدم من العمر؟

– هذا له علاقة بكل إنسان، إن هناك أشخاصا يخافون من العمر. ورجال ربما قد يخافون من العمر، ليس بالضرورة النساء، ولكن إجمالا بالوطن العربي، لا يحبون المرأة الكبيرة في السن، ربما «مشان هيك الست بتبقى خايفه من التقدم بالعمر»، المرأة الشرقية أكثر من الغربية، لا أعرف الغوص في هذه الأشياء، لكنني أعرف نفسي طالما أتمتع بالصحة، لن يكون عندي خوف من العمر. الشروق: برأيك، هل أثرت الأزمة التي تمر بها سوريا على الدراما السورية بشكل عام؟

– لا ننكر صعوبة الظروف الحالية، وتأثيرها على تصوير الأعمال بسوريا، والظروف المتوترة في الوطن العربي ككل، من اختلافات سياسية، وما عشناه في السنتين الأخيرتين، بسبب فيروس كورونا.. ورغم كل هذا، مازالت الدراما السورية في أوج تألقها، وهي مطلوبة من قبل الفضائيات. وهذا دليل على عافيتها، كما أن الإنتاج السوري لا يقل عن السنة الماضية نوعا ما، من خلال الكم والنوع. وأطلب من الله- سبحانه وتعالى- أن تعود سورية كما كانت، قوية معافاة، تنعم بالأمن والأمان، ونعيش بأمان في أوطاننا.

الشروق: تعتبرين نفسك محظوظة لأنك من القلائل اللائي نلن وسام استحقاق من رئيس جمهورية؟

– أبدا! أنا مجتهدة فقط.. لو كنت محظوظة، كنت سأحقق كثيرا من طموحاتي وأحلامي الفنية، التي لم تتحقق.. أنا مجتهدة فعلا، وكل ما وصلت إليه حتى اليوم، كان بفضل اجتهادي ومثابرتي واهتمامي بعملي الفني، الذي كنت أشعر دائما بأنه عمل متجدد. فلم أخف مرة من مسألة اختيار الأدوار، ولم أقع في فخ النمطية والتكرار والاستسهال، ولم أخش يوما من المغامرة وكسر الجمود والكلاسيكية السائدة. وربما كان سر استمراريتي في الفن شغفي الدائم بالتجديد، وخصوصا مع الأجيال الجديدة، من المخرجين الذين كانوا دائما يفتحون أمامي آفاقا جديدة، أكتشف ذاتي من خلالها.

لو عشقت لكنت أنانية في تعاملي مع ذلك العشق الفن في حياتي أخذ مكان عشق الحبيب..

الشروق: تقولين إن الفن أعطاك ولست أنت من أعطاه؟ فهل كان عطاؤه سخيا؟ – أسئلتك فيها شوية فلسفة؟

على العموم، الفن أعطاني كل شيء: الثقافة، عشق الحياة، أراني بلاد الله الواسعة، حب الشعر، معاني القرآن الكريم، أعطاني النبالة.. فأنا أحس بأني من طبقة النبلاء، إضافة إلى الارتياح المادي والتوازن. الشروق: تتحدثين عن معاناة كبيرة في مسيرتك الفنية، لمست كل شيء حتى الحب داخلك، فما تأثير ذلك عليك؟ – لمست الحب، لأنني لم أحب سوى فني، وحتى لو عشقت، لكنت أنانية في تعاملي مع ذلك العشق.. فالشيء الوحيد الذي لم يراهن أحد عليه، هو عشقي للفن، الذي أخذ مكان عشق الحبيب.

الشروق: لكِ تاريخ فني عريق، امتد إلى 60 عاماً، هل اعتمدتِ دائماً على نصوص تُكتب لك خصيصاً؟

منى: إطلاقاً، فطوال مسيرتي الفنية، سواء في المسرح أم الدراما والسينما، لم يُكتب نص واحد خصيصاً لي، أو باسمي، ولم تتحدث معي شركة إنتاج بأن هناك نصا كُتب لي. وأؤكد أنه دائماً ما يُعرض عليَّ سيناريو عمل، وأرشح لدور، فأقرأه جيداً، وإذا وجدته يناسبني ويرضي طموحاتي، أوافق عليه فوراً، وإذا كان خلاف ذلك، أرفضه.

الشروق: بعد كل هذا… ما زلت تخافين من الوقوف أمام الكاميرا؟

– رغم كل هذه السنين من العمل في الفن، ما زلت أشعر إلى اليوم بالخوف عند الوقوف أمام الكاميرا.

أسير في عملي وكأنني جواد غير مروّض

الشروق: بمَ تشعرين بعد هذه المسيرة الفنية الطويلة الناجحة؟

– أشعر بأن النجاح رفيقي الدائم، ويراودني شعور بأن نجاحي هذا ناجم عن حبي للفن، وأستمتع بأي نجاح أحققه، خصوصاً أنني أنتمي إلى جيل أخلص في عمله وفي حبه للفن.

الشروق: لو عرض عليك تجسيد قصة حياتك في عمل درامي.. من ترشحين لدور منى واصف؟

– لكل مرحلة من حياتي أرشح فنانة معينة. بمعنى، عندما كان عمري عشرين عاماً، لابد من أن تلعب فنانة هذا الدور.. وهكذا، حسب المراحل العمرية. لكن، يمكن أن تجسد دور منى واصف بعمر الأربعين عاماً الفنانة “مرح جبر” ابنة شقيقتي. الشروق: عرضت عليك كتابة مذكراتك لكنك رفضتِ، لماذا؟ – هذا صحيح، رفضت كتابة مذكراتي لأنني امرأة أنظر إلى الأمام دائماً، ولا أعود إلى الماضي، ولا أحب أن أكتب وقائع عشتها.. ومن يرغب أن يعرف عن حياة منى واصف، بإمكانه الدخول إلى موقع (كوكل)، فيه الكثير عن أشياء تخصني.

الشروق: يعرض لك حاليا عبر الكثير من القنوات مسلسل الهيبة، سواء الجزء الأخير منه أم الأجزاء السابقة، لكونه من أقوى الأعمال التي قدمتها الدراما السورية اللبنانية، ما شعورك؟

– بالسعادة.. أكيد. والحزن في الوقت نفسه. فكلما شاهدت، ولو لقطة من العمل، أستذكر ذلك السحر في العمل والتصوير، كان المسلسل بالنسبة إلي هدية من الله، لأنه يسير مع نجاحاتي، سنوات مرت، وكل طاقم العمل من الممثلين والتقنيين والإخراج مع بعض، لأشهر، والحمد الله، تعبنا أثمر نتيجة.. وأحمد الله على أنني كنت دقيقة في اختيار أعمالي، طيلة هذه السنين، وأنا أسير في عملي وكأنني جواد غير مروّض.

الإفطار في رمضان بالنسبة إلي يكون مع سبق الإصرار

الشروق: في آخر لقائي معك.. صرحت بأن الإفطار في رمضان بالنسبة إليك، يكون مع سبق الإصرار.. كيف؟

– تصلني الكثير من الدعوات للإفطار، خلال الشهر الكريم، ورفض الدعوة قد يكون مشكلة بحد ذاتها. ولذلك، لابد من قبول معظم الدعوات، وخصوصا تلك التي تتصل بالعمل والزملاء، التي لها علاقة بالأقارب. فالله- تعالى- أوصى بصلة الرحم.. رمضانكم كريم، وكل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير.. أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!