رياضة

هذا ما ننتظره من راجيفاك

ياسين معلومي
  • 14314
  • 9

العارفون بشؤون المنتخب الوطني يدركون المهمة الصعبة، التي تنتظر المدرب الوطني الجديد ميلوفان راجيفاك الذي اختارته اتحاديتنا ليشرف على “محاربي الصحراء” إلى غاية كأس إفريقيا 2019، خلفا للمدرب الفرنسي كريستيان غوركوف الذي فشل في إيصال منتخبنا إلى بر الأمان رغم الإمكانيات الكبيرة التي وضعت تحت تصرفه، والجيل الذهبي الذي يشكل منتخبنا الوطني، لكنه استسلم إلى الأمر الواقع و”هرب” على طريقة زين العابدين بن علي، ليقينه في أن فلسفته التدريبية لا تتماشى مع المنتخبات الوطنية، بل مع الأندية التي تعتمد على سياسة التكوين، لا مع منتخبنا الذي تزداد طموحاته من سنة إلى أخرى بعد تأهلين متتاليين لكأس العالم، والوصول التاريخي إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل.

عندما أعلن موقع الفاف عن اختيار ميلوفان راجيفاك مدربا جديدا، بحثت عن سيرته الذاتية فوجدته مدربا مخضرما حقق إنجازا مع المنتخب الغاني بوصوله إلى نهائي “كان 2010″، وخسر اللقب الإفريقي بصعوبة أمام المنتخب المصري بهدف وحيد في الدقائق الأخيرة، فيما حقق مسيرة استثنائية و”معجزة” مع “برازيل إفريقيا” في مونديال 2010، عندما أهلهم للدور ربع النهائي، وكان على وشك دخول التاريخ كأول مدرب يصل إلى المربع الذهبي مع منتخب إفريقي، لو عرف لاعبه جيان كيف يسجل ضربة جزاء منحت له في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي.. تجربته مع المنتخب الغاني عرف فيها كيف يجد “خلطة إفريقية” مزجت بين لاعبين شباب وآخرين ذوي تجربة، سمحت له بالبروز، وهو ما ننتظره منه، لأنه يملك لاعبين من طراز عال، يلعبون في أحسن الأندية العالمية، ويتوفر على إمكانيات كبيرة تسمح له بالعمل وتمكنه من النجاح وتحقيق نتائج أحسن من سابقيه، فإذا كان البوسني وحيد خاليلوزيتش قد تمكن من الوصول إلى الدور الثاني من كأس العالم، فالصربي مطالب على الأقل بتحقيق هذا الهدف في مونديال روسيا ولم لا الذهاب بعيدا في هذه المنافسة العالمية التي أصبحنا نعرفها جيدا، فلا أظن أن رئيس اتحاديتنا لم يحدث ميلوفان راجيفاك عن أهمية كرة القدم لدى الجزائريين، الذين ينتظرون المونديال القادم بشغف لتحقيق نتائج أحسن من المونديال البرازيلي.

المتابعون لكرة القدم الجزائرية والاختصاصيون يدركون أن منتخبنا الوطني يفشل في تحقيق نتائج إيجابية في مختلف الكؤوس الإفريقية التي شارك فيها، وغالبا ما يخرج من الأدوار الأولى لأن لاعبينا هم بالدرجة الأولى لاعبون “أوربيون” يجيدون اللعب في القارة الأوروبية ويعجزون عن الظهور بقوة في أدغال إفريقيا.. المطلوب من الناخب الجديد هو إيجاد الحل لذلك، كما وجده منذ سنوات مع المنتخب الغاني، فهل يعقل أن نملك محرز وسليماني وبراهيمي وغزال وغيرهم من اللاعبين ولا نتوج بكأس إفريقيا..؟ وهل من العدل أن تكون هيئتنا الكروية الأغنى في إفريقيا، وبحوزتنا أحسن مركز للتدريبات في إفريقيا وربما في العالم، ولا نجني ثمار هذه الإمكانيات بتتويج قاري نضيفه إلى ذلك الذي حققه الراحل عبد الحميد كرمالي بلاعبين أغلبهم من البطولة المحلية.

ما ننتظره من المدرب الوطني الجديد ميلوفان راجيفاك، الذي نقدم له طبقا يضم أحسن اللاعبين ربما في العالم هو إعادتنا إلى الواجهة، خاصة إفريقيا بالوصول على الأقل إلى نصف النهائي مثلما اتفق مع الفاف وتحقيق نتائج أحسن من تلك التي حققها خاليلوزيتش.. والله المستعان.

مقالات ذات صلة