الرأي

هذا هو الطريق الصحيح للحل..

محمد سليم قلالة
  • 1263
  • 5
ح.م

بدايةُ توجُّه الشباب الجزائري إلى وضع اليد على المشكلات المحلية والأهم من ذلك اقتراح الحلول لها يُعَد من وجهة نظري نقطة تحول نحو العقلانية والإيجابية في الطرح يمكن تعميمها على المستوى الوطني وعلى كُبريات المسائل الشائكة مركزيا، وهو من زاوية أخرى تجاوز واضح لِكلٍ من الطرح العَدمي (كل شيء مرفوض) أو الطرح التمامي (كل شيء أو لا شيء) اللذين لا يؤديان سوى إلى طريق مسدود، كما أن في هذا التوجه تأكيدا على وجود نخبة محلية واعية بإمكانها أن تحمل معها أملا فسيحا في التغيير بمنهجية إيجابية واقعية وقابلة للتطبيق.

لقد اطلعت، كما الكثير من المتابعين للشأن الوطني، على مبادرة شباب وجمعيات حي حاج مسعود بغرداية التي حملت عنوان “نظرة عن كثب حول حي الحاج مسعود.. مشاكل حلول وآفاق” والتي أعدت خلال شهر أوت الجاري في شكل دراسة ميدانية. وصادف أن كانت بين يدي رسالة دكتوراه للباحث الاستشرافي الشاب عمر علوط من ذات الولاية في علم الاجتماع لم تناقش بعد، تشرفت أن أكون عضوا في لجنة مناقشتها وعنوانها “مستقبل فرص العمل في المؤسسة الاقتصادية الخاصة دراسة سوسيو استشرافية في ولاية غرداية”… وسبق لي أن اطلعت أو أشرفت على أكثر من بحث أعده شباب جامعي حول أساليب تخطي حالة التخلف التي تعيشها بلدياتنا وولاياتنا ووطننا خاصة فيما تعلق باستشراف “مستقبل الدولة الوطنية” (رسالة دكتوراة) أو “الحكومة الإلكترونية” (مذكرة ماستر) على سبيل المثال لا الحصر. وأعلم أن طلبتنا قد أجروا دراسات معمقة ميدانية في كافة القطاعات وفي كافة المجالات وفي كافة الولايات، ومنهم من قَدَّم اقتراحات عملية لتطوير الصحة والصناعة والتربية… وكيفية إدراج المعلوماتية لتطوير مختلف القطاعات… الخ، أي أن المخزون السابق والحالي لإنتاج باحثينا داخل الوطن وخارجه لا يحتاج سوى إلى تفعيل لأجل أن يتحول إلى واقع ملموس.

ولعلها اليوم الفرصة مواتية للنخبة العلمية المحلية والوطنية لأخذ زمام المبادرة كما فعل أبناء حي الحاج مسعود، أي أن تقوم بتأطير المطالب الشعبية علميا، وبذلك تمنع هدر هذه الفرصة الثمينة في التغيير الإيجابي، والأهم من ذلك تمنع إفراغها من محتواها أو توجيهها نحو المخرجات السلبية كالعدمية أو التمامية التي تسعى أطراف عن وعي أو عن غير وعي لدفع أبنائنا نحوها.

إنها فرصة نخبة المجتمع من شبابنا الواعي لكي يستثمر في مرحلة تاريخية نادرا ما تتكرر، ولِيُبيِّن أنه على خلاف ما يبدو، لم يتعلم لكي يبقى مكتوف الأيدي أمام التحولات المصيرية التي يعرفها بلده، وأنه لم يتعلم ليبقى مُنقادا من قِبل آخرين يأخذونه إلى حيث أرادوا، أو يدفعونه للفرار وترك الميدان فارغا لمن لا خير فيهم للبلاد والعباد…
لقد بلغني الصدى اليوم من غرداية، وبلا شك هناك العشرات من المبادرات الفردية والجماعية في كافة الولايات، كلنا أمل أن ترى النور في القريب العاجل باعتبار طريق العلم هو الطريق الصحيح للحل ولا بديل لنا عن هذا الطريق…

مقالات ذات صلة