الرأي

هذا يوم الامتحان الأكبر

صالح عوض
  • 943
  • 6
أرشيف

مكة المشرفة أو المدينة المنورة يحيط بها يهود ليحتلوها ويستوطنوها ويتبجح الرئيس الأمريكي بأنها “حق مقدس وتاريخي لليهود”.. ماذا لو حدث ذلك؟ ترى هل تنهض الكرامة المداسة في ضمائر حكام الأمة وتنتفض أرواحهم من تحت الركام فيعلنوها وقفة عز وكرامة لأمةٍ تستحق كل التضحيات؟
نحن نظن أنه لو هدمت الكعبة كما أحرق الأقصى تماما أو هُوِّد البقيع كما تُهوَّد مقابر الصحابة في القدس فلن يتحرك وعاظ السلاطين المزينون للطواغيت سوء أفعالهم أو المثقفون الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا عن حق التعبير وضرورة الديمقراطية ولن يحركوا ساكنا.
إنه يوم القدس يوم تهان فيه أمة وتذل نخبُها جميعا وتسوى بالوحل كرامة أجيالها.. فماذا بعد القدس والمسجد الأقصى حتى يتحرك العقلاء والسياسيون والفاهمون؟ إنها والله الدعة والدناءة والرذيلة الكبرى عندما لا يغار المرء على مقدسه ولا يثور عن حياضه ولا يتحول كتلة لهب في وجه من يهين كرامة أمته.
إنه يوم القدس يخرج من صفحات التاريخ ليقول للجميع هاهو يوم الامتحان أيها الطائفيون سقطت مشاريعكم.. أيها التكفيريون بان عوارُكم وسوء رأيكم.. أيها العرقيون الانفصاليون تكشفت مراميكم.. أيها الحزبيون في مؤتمراتكم النخرة الفارغة تتذكرون كل شيء وتتآمرون، بعضكم على بعض، لا همَّ لكم إلا الكراسي المذلة ولا وجود للأقصى والقدس في حواراتكم وبياناتكم وخططكم.. أنتم نتاج النكبة.. أيها المنحطون دعاة الرذيلة والردة عن الإسلام والعربية، ها أنتم وجه الهزيمة الأوضح.
ولكنه أيضا يوم القدس يوم غزة العظيمة التي ترفع هامتها أمام رصاص المحتل وجبروته وطغيان أمريكا.. إنها غزة التي تحاصرها كل القوى الشريرة من كل الجهات تقف لتقول بملء الفم: عائدون إلى حيفا ويافا وعكا والناصرة وصفد وبئر السبع والمجدل.. عائدون بكل روايتنا الفلسطينية وهاهي السنون لم تفعل فينا إلا قوة وعزيمة وانتشارا.
وهو يوم القدس للأحرار في فنزويلا وأمريكا اللاتينية وهم يؤكدون موقفا رجوليا كم كنا نتمنى بعضه لحكامنا وأحزابنا.. إنه يوم الأحزاب الحرة الكريمة في أوربا ويوم المثقفين المحترمين في العالم.. إنه يوم الضمير والإنسان يقف في وجه الشيطان وجنده وهي معركة الفرز الاستراتيجي.. فمن كانت فلسطين عنوانه فهو إلى خير وفلاح ونصر، ومن كانت الردة عنوانه فهو إلى حيث تطوي صفحات التاريخ وجوده إلى الأبد حيث تكون صفحات الذين يشار إليهم بمواقع الدناءة والرداءة.
إنه يوم الامتحان وإنها القدس.. قدس العرب وقدس الإسلام وقدس الإنسان.. تخرس الألسنة وتتجمد عروق الدم وتلتصق الألسنة بالحلوق إن نسينا أو ترددنا أو توقفنا عن نصرة قدس الأقداس.. هنيئا لكل من فاز بأن حدد خياره.. والخزي والعار لكل الذين يتآمرون على غزة والقدس.

مقالات ذات صلة