-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدير العلميات لمنطقة إفريقيا لمجموعة "ستيلانتيس" سمير شرفان لـ"الشروق":

… هذه آفاق “فيات الجزائر” في 2026

حسان حويشة
  • 8697
  • 1
… هذه آفاق “فيات الجزائر” في 2026
أرشيف

يكشف مدير العمليات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة “ستيلانتيس” للسيارات، سمير شرفان، عن تفاصيل تتعلق بمشروع مصنع “فيات” بطفراوي بولاية وهران، والنماذج التي سيتم إنتاجها بهذه الوحدة ونسبة الإدماج المحلي وقدرات الإنتاج وآفاق تطويرها، وإمكانية إدراج علامة “أوبل”، والتصدير إلى القارة الإفريقية، والقدرات التنافسية للجزائر في مجال صناعة المركبات التي يمكن أن تبلغ نظيرتها في الصين، خصوصا ما تعلق باليد العاملة وتكاليف الطاقة.
واعتبر شرفان، في لقاء مع عدد من ممثلي الصحافة الوطنية، على هامش ملتقى نظمته المجموعة حول نشاط المناولة في صناعة السيارات، الأسبوع الماضي بوهران، أن ستيلانتيس من خلال مشروع فيات بوهران انطلق في إنتاج سيارة فيات 500، مشددا على أن المصنع قادر على إنتاج مركبة بنفس معايير الجودة مقارنة بمصنع تيتشي في دولة بولونيا.
وعلق بالقول “هذا الإنجاز حققناه بعد 12 شهرا من بداية الأشغال وهذا النجاح تم بفضل العمل الدؤوب من طرف كافة عناصر السلسلة وهو نجاح جماعي وليس لعنصر واحد”.
وشدد شرفان على أن التزامات المجموعة التي أعلنت عنها تجاه الجزائر واضحة، وهي تريد أن تكون في قلب مشروع تطوير صناعة السيارات في البلاد، ولها الإمكانات للقيام بذلك، من منطلق أن ستيلانتيس في 2026 ستنتج 1 مليون سيارة في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، وتشتري ما قيمته 6 مليارات يورو من قطع غيار السيارات في المنطقة ذاتها.
وعلق بالقول “قمنا اليوم بتطوير أقطاب للإنتاج وقواعد توريد في بلدان بلغت فيها الصناعة مرحلة النضج، نستهدف 80 بالمائة وأكثر من نسبة الإدماج المحلي (دفتر الشروط يحددها بـ30 بالمائة) إذن طموحنا لا يتوقف فقط عند الشروط التي حددها دفتر الأعباء”.
ولفت المسؤول الإقليمي إلى أن المجموعة تريد تطوير الشعبة وتطوير الصناعة في الجزائر، وهذا سبب تواجدها، معتبرا أنه من المهم للغاية المواصلة في هذه الديناميكية، لجلب مجموع الفاعلين الأساسيين للشعبة وخلق مفعول كرة الثلج، لأن المصداقية، حسبه، تجذب مستثمرين ونجاحهم يجلب بدوره متعاملين آخرين للاستثمار.
وقال في هذا الصدد “الهدف هو أن نصل بالجزائر إلى مستوى تنافسي في هذا المجال، أي نشاط المناولة للسيارات (الأجزاء والقطع) بنفس ما هو متوفر في الصين وهذا أمر ممكن”.
وأضاف أن “الجزائر حاليا ناقص 14 بالمائة مقارنة بأوروبا الغربية فيما يخص التنافسية في إنتاج قطع وأجزاء السيارات، وبـ( -27 ) مقارنة بالصين، لذلك هناك عمل يجب القيام به للانتقال من (-14) إلى (-27)، هذا الأمر قمنا به أيضا في بلدان أخرى على غرار تركيا، وهذا ليس وهما أو خيالا، حيث بلغت تركيا اليوم هذا المستوى من التنافسية”.
وتابع شرفان “نعتقد أن الجزائر لديها مقومات كبرى يجب أن تمكن لها من التوجه نحو هذا الطريق، وملتقى وهران حدث كبير من أجل خلق هذه الديناميكية، حضره موردون للقطع الأصلية من الدرجة الأولى والدرجة الثانية والأغلبية هم جزائريون”.
واعتبر مسؤول ستيلانتيس لإفريقيا والشرق الأوسط أن المجموعة نظمت ملتقيات مشابهة لندوة وهران في دول عدة، لكن هذا الملتقى يعتبر من بين الأهم والأنجح بالنظر لردود الفعل التي كانت إيجابية جدا.
وشدد على أن شروط الأداء متوفرة، لكن الأمر يتطلب الوقت وتكثيف الإنتاج (حجم الإنتاج) وعمل دؤوب لوضع المنتجات والمواد التكوين ونقل المعارف وغيرها، وهذا يمثل حسبه 80 بالمائة من العمل الذي يفصل جزائر اليوم عن جزائر الغد.

4 سيارات بمصنع وهران والـ”جي.بي.أل” قريبا
وعن سؤال حول تقدم مشروع توسعة مصنع وهران، والرهانات المرتبطة به، ذكر شرفان أن ستيلانتيس تريد إنتاج أكثر من 40 ألف سيارة في السنة الأولى (2024)، وهو أمر ليس بالهيّن، حسبه، وسيتم مضاعفة عدد العمال مع ضمان تكوينهم والانتقال من العمل بفريق واحد إلى 3 فرق، هذا يعني حسبه العمل 6 أيام من أصل 7 في الأسبوع، والعمل أيضا ليلا ونهارا من أجل بلوغ إنتاجية بـ40 ألف سيارة في هذه السنة.
وكشف شرفان أنه قام بزيارة إلى مصنع طفراوي وتحديدا قسم تلحيم هياكل ‏المركبات وعمليات الطلاء (التوسعة)، مشيرا إلى أن الأشغال يفترض أن تنتهي في البنايات شهر سبتمبر، ليشرع بعدها في تنصيبها وتجريبها والحصول على الموافقات المطلوبة وخروج المركبة الأولى وفق هذه العمليات منتظر شهر مارس 2025.
وفي منتصف السنة المقبلة، يشرح المسؤول ذاته، سيتم الشروع في إنتاج سيارة فيات 500 وفق صيغة “سي.كا.دي”، وبعدها بأشهر سيكون الإعلان عن السيارة الرابعة التي سينتجها مصنع وهران والتي لم يتم الكشف عنها بعد في السوق، وراهن بأنها ستنال إعجاب الجزائريين وسيتم إنتاجها مباشرة في إطار “سي.كا.دي”.

هكذا ستتطور نسبة الإدماج في وحدة طفراوي
بعدها بأشهر، يتابع شرفان، سيتم الشروع في تركيب سيارة دوبلو النفعية، في حين أن السياحية سيتم إنتاجها في نهاية 2025، وستنتج مباشرة بصيغة “سي.كا.دي”، كما سيتم إدراج وقود غاز البترول المسال “جي.بي.أل” في المركبات التي تخرج من وحدة طفراوي.
وعن نسبة الإدماج المحلي، شدد المتحدث على أنها في 2026 ستفوق 35 بالمائة، مع إنتاج 90 ألف سيارة، ما يعني كامل الطاقة الإنتاجية للمصنع.
وأضاف “هذا العام نريد أن نتخطى 10 بالمائة نسبة إدماج محلي، ونسعى أن نتخطى 25 بالمائة في العام 2025، وتفوق النسبة 35 بالمائة في 2026”.
ويشرح المسؤول الإقليمي للمجموعة أنه من أجل تجاوز 35 بالمائة نسبة إدماج محلي، “يجب أن ننتج محليا أكثر من 18 صنفا من أجزاء وقطع السيارة على غرار المقاعد ولوحة التحكم وهذا يستوجب التوفر على أكثر من 25 موردا وهو ما يجب أن نبلغه بأسرع وقت ممكن للتمكن من بلوغ 35 بالمائة كنسبة إدماج محلي”.

التصدير من الجزائر ممكن عبر المزيد من الطرازات وتكثيف الإنتاج
وعن سؤال لـ”الشروق” بخصوص إمكانية التصدير من الجزائر، رد شرفان بأن ذلك ممكن، خصوصا أن المنتجات الجزائرية تباع في الخارج بشكل عادي.
وذكر محدثنا في هذا الشأن بأن السيارات الأربع التي يتم إنتاجها في الجزائر وهي فيات 500 ودوبلو السياحية والنفعية والسيارة التي نعتزم إطلاقها ولم يحن بعد موعد الكشف عنها، هي سيارات تسوق بأعداد كبيرة، وفيات 500 هو مشروع مهم لأن التحقيقات التي تمت لدى الزبائن أظهرت أن روح المشروع يمر عبر فيات 500 وكان من المهم إنتاجها حتى وإن كانت المبيعات 10 آلاف و15 ألفا فقط.
وأضاف شرفان “صحيح الطلب في الجزائر معتبر لكن هناك إمكانيات للتصدير، لقد وقعنا في ديسمبر أمام وسائل الإعلام مذكرة تفاهم ورد فيها أن نوايا ستيلانتيس تتخطى القدرات الحالية”. وتابع “مستعدون للذهاب بعيدا وتحدثت مع السلطات بهذا الشأن وهذا يعني مزيدا من الموديلات بالنسبة للجزائر وتكثيف التصدير وهو ما نود القيام به وهذا يدعم أيضا الإدماج المحلي”.

أهداف ستيلانتيس في الجزائر لعام 2024
وتحدث شرفان عن أهداف مجموعته في 2024 بالجزائر من خلال مصنع فيات، موضحا أن الهدف الأساسي هو تجاوز إنتاج 40 ألف مركبة (وحدة وهران)، مشيرا إلى أن مصداقية المجموعة في السوق لا تتعلق فقط بالمبيعات، ولكن الوفاء بالوعود التي قدمتها.
وعلق بالقول “الإنتاج والإدماج المحليان والتكوين ونقل المعارف هذه هي المصداقية التي ننشدها والثقة التي وضعت فينا من طرف السلطات، وهدفنا الأساسي ليس في حجم المبيعات ورقم الأعمال لأن هناك نوايا للتشكيك فيما نقوم به مهما عملنا وأنجزنا”.
الهدف الثاني، وفق سمير شرفان، هو تحسين آجال التسليم التي تعترضها عدة مشاكل على حد تعبيره.
وعزا المتحدث هذه المشاكل إلى كون التدفق في المركبات يجب أن يكون مستمرا، ويجب أن تكون مراحل العملية سلسة في كل مرة، إضافة إلى أنظمة معلوماتية تضبط كل شيء، لأن الزبون من المفروض أنه لما يقدم طلبية لشراء السيارة وسواء كانت متوفرة أو تم إنتاجها، فهو مرتبط برقم تسلسلي لهيكل المركبة ونعرف أنه سيتسلمها بعد فترة محددة.
وقال “هذا هو الهدف الثاني وهو تحقيق الاستقرار فيما يتعلق بخدمة الزبائن ووضعها على أسس قوية ومتينة هذه هي أركان وأساسيات النشاط، ونتفادى الوصول إلى الوساطة لتقديم خدمة أو تقديم زبون أمام آخر، يجب أن نكون صارمين في هذا الشأن خدمة الزبائن بل الجميع يقوم بمهامه على أكمل وجه”. وقال “لست قلقا على بناء طوابق أخرى بل أنا مركز على القواعد والأساسات المتينة لنشاطي”.
وأضاف أن ستيلانتيس أطلقت العام الماضي سيارة أوبل بالجزائر، ومن غير المستبعد في إطار تطوير مشاريعها أن ننتج سيارة أوبل هنا في الجزائر يوما ما.
وقال في هذا الصدد “من الطبيعي لما نقوم بالتسويق والزبائن يحبون ويقدرون أوبل، فليس هناك سبب يمنع من إنتاج اوبل هنا في الجزائر، كما يمكن أن نقوم بأمور أخرى بالنظر لوجود 15 علامة، وفي العلامات الإيطالية فقط لدينا ألفا روميو وقد أودعنا طلب ترخيص لاستيراد سيارات هذه العلامة في الجزائر”.
وحسبه، فإن ستيلانتيس يمكن أن تفكر يوما ما في إنتاج سيارات جيب الأمريكية أيضا في الجزائر، كما يتم دراسة وتحليل تسويق هاتشباك خصوصا أن هناك سيارات من نفس الفئة وتم تسويقها بسهولة.
وعن سؤال آخر لـ”الشروق” بخصوص مناخ الأعمال في الجزائر، رد شرفان بأن البلاد تمر بديناميكية واعدة جدا، وتتوفر على جميع الفاعلين على خط واحد لخلق الشروط المحفزة لتجسيد هذه الديناميكية على أرض الواقع.
وأضاف بالقول “أعتقد أيضا أن الجزائر لديها مقومات أساسية كبرى، فتكلفة اليد العالمة في أحسن مستوى وتكلفة الطاقة أيضا، لذلك عندما نلاحظ تنافسية الجزائر بالنسبة للصين فإن (-14) مقارنة بـ (-27 ) الفارق هو 13 نقطة ومن مجمل 13 نقطة، فإن 11 تتعلق بالمواد الأولية والإدماج المحلي”.
وحسبه، فإن الإمكانات موجودة ويجب العمل من أجل وضع اللبنات الضرورية التي تسمح برفع الإدماج ورفع الأداء نحو المستوى المستهدف للوصول إلى مستوى التنافسية في الصين.
وأشار المتحدث إلى أن الصين بالنظر لموقعها الجغرافي البعيد، فإن قضية اللوجستيك تبقى مطروحة مقارنة بالجزائر. وذكر في هذا الخصوص “هذا ليس استفزازا ولقد شرحت ذلك والفارق الوحيد هو العمل من خلال استكمال ما هو موجود حاليا والظروف المحفزة للاستثمار”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ‍‍‍‍‍‍

    خلاص، السيارة في الدزاير ولات غير فيات