-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد دعوة هاريس إلى دعم العملية السياسية

هذه رسالة الصحراويين لواشنطن عشية زيارة مبعوثها للرباط

محمد مسلم
  • 2363
  • 0
هذه رسالة الصحراويين لواشنطن عشية زيارة مبعوثها للرباط
أرشيف

بعد حلوله ضيفا على الجزائر في الثامن من الشهر الجاري، انتقل نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جوشوا هاريس، إلى المملكة المغربية في زيارة يومي 17 و18 ديسمبر الحالي، وكان القاسم المشترك من بين ما تضمنته أجندة الزيارتين، قضية الصحراء الغربية، والوضع في “الشرق الأوسط”.
وجاء في بيان للخارجية الأمريكية على حسابها منصة “إكس”، “تويتر” سابقا يوم الإثنين 18 ديسمبر: “سافر نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جوشوا هاريس، إلى الرباط بالمغرب في زيارة تستمر حتّى 18 ديسمبر للتشاور حول زيادة تعزيز الشراكة الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، علاوةً على مراجعة مجموعة من أولويات الأمن الإقليمي، بما في ذلك الأحداث الجارية في قطاع غزة وجهود الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية”.
وفي الثامن من ديسمبر زار المسؤول الأمريكي الجزائر والتقى كلا من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، والأمين العام للوزارة، لوناس مقرمان، وتركزت المشاورات، حسب بيان صادر حينها، عن السفارة الأمريكية بالجزائر “حول الجهود المشتركة لتعزيز السلام والأمن الإقليميين الأمن، بما في ذلك تكثيف التعاون لضمان نجاح العملية السياسية بشأن الصحراء الغربية”.
زيارة المسؤول الأمريكي إلى المنطقة المغاربية جاءت في أعقاب التصعيد الذي قام به الجيش الصحراوي، بضربه مواقع في العمق لم يسبق استهدافها من قبل، ويتعلق بالأمر بمدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، وكان كلام الدبلوماسي الأمريكي واضحا بشأن حرص بلاده على تخفيض منسوب التصعيد في المنطقة، والذي يتزامن كما هو معلوم والعدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها من الجزائر، تحدث المسؤول الأمريكي على أهمية تخفيض منسوب التصعيد والدفع بالعملية السلمية برعاية الأمم المتحدة، غير أن المواقف الأمريكية حتى الآن، لم تكن مشجعة للجانب الصحراوي بما يكفي لدفعه نحو خيار التخفيف من وتيرة التصعيد في المنطقة، وهو ما دفع بالجيش الصحراوي إلى مواصلة كفاحه المسلح باستهداف منطقة “أوسرد” الصحراوية المحتلة بعد أيام من مغادرة الدبلوماسي الأمريكي الجزائر، وقبل ساعات من نزوله ضيفا على الرباط.
وتتحدث المواقف الأمريكية في كل مرة عن دعم جهود الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، عبر الممثل الخاص للأمين العام للهيئة الدولية، الدبلوماسي السويدي الإيطالي ستافان ديميستورا، غير أن هذه الجهود لم تحقق ما يشفع لها عند الصحراويين، فمنذ التزام الهيئة الأممية ومن ورائها المجتمع الدولي في سنة 1991، بقرار وقف إطلاق النار وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استفتاء تحت الرعاية الأممية، لم يتحقق أي جديد.
بل إن النظام المغربي وبتواطؤ من قبل بعض الأطراف الغربية وفي مقدمتها فرنسا في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، حاول بعد ذلك القفز على القرار الأممي الذي يتحدث عن استفتاء تقرير المصير، وقام بتقديم مخطط بديل، يتمثل في “مشروع الحكم الذاتي” في العام 2007، قبل أن يعمد إلى استفزاز آخر في نوفمبر 2020 لخرق وقف إطلاق بالاعتداء على متظاهرين صحراويين في منطقة “القرقرات”، الأمر الذي حتم على الجيش الصحراوي الرد بالمثل والإعلان عن انهيار قرار وقف إطلاق، وإعلانه استئناف القتال.
ويشكل استهداف الجيش الصحراوي لمنطقة “أوسرد” الواقعة شرق مدينة الداخلة المحتلة من قبل الجيش المغربي، رسالة واضحة للإدارة الأمريكية عشية وصول مبعوثها إلى الرباط، بأن واشنطن لم تكن محايدة في تعاطيها مع القضية الصحراوية، ولم تمارس أيا من الضغوط على النظام المغربي الذي يقدم نفسه على أنه حليف لها، الأمر الذي يجعل من الطرف الأمريكي غير مؤهل، في نظر الصحراويين، للعب دور الراعي للعملية السلمية ولا حتى إسداء النصائح لهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!