هذه قصة الوزير الأول الجديد مع الملاعب وشؤون الجلد المنفوخ

يملك الوزير الأول الجديد عبد العزيز جراد ماضيا رياضيا مهما، فعلاوة عن نجاحه الدراسي، فقد كان له مسار كروي بألوان فريق مولودية باتنة خلال السبعينيات، حيث تقمص ألوان الفريق المذكور في صنفي الأشبال والأواسط، في وقت كانت “البوبية” من أبرز الأندية على مستوى الشرق الجزائري، وهي التي حمل ألوانها في تلك الفترة لاعبون لهم ثقلهم وفق الميدان، في صورة صخرة الدفاع حملة ملاخسو وشيخ المدربين رابح سعدان والإخوة زندر والإخوة صوالحي وبليدي والقائمة طويلة..

يعد الوزير الأول الجديد عبد العزيز جراد الذي عينه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتشكيل الحكومة الجديدة من المولعين بالرياضة، حيث كان له مشوار معتبر مع كرة القدم وشؤون الجلد المنفوخ مطلع السبعينيات، وذلك كحارس مرمى في فريق ثانوية مصطفى بن بولعيد بباتنة، وكذا حارس مرمى في صنف الأشبال والأواسط لفريق مولودية باتنة، وذلك مطلع التسعينيات. وقد تقمص ألوان “البوبية” في صنفي الأصاغر والأواسط، وتكوّن على يد عدة مدربين يتقدمهم اللاعب السابق لمولودية باتنة حمودي بسباس، ليختار بعد ذلك التركيز على دراسته الجامعية التي مكنته من الحصول على شهادة عليا في العلوم السياسية، ما سمح له بتولي مناصب سامية، منها مدير المدرسة العليا للإدارة لمدة 5 سنوات، ومستشار دبلوماسي برئاسة الجمهورية سنة 1992، ثم أمين عام للرئاسة بين 1993 و1995، كما شغل منصب الأمين العام لوزارة الخارجية مطلع الألفية الحالية، ثم تفرغ للتدريس في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

قطافي وبسباس وأوجيت ساهموا في صقل موهبته الكروية

ويؤكد اللاعب السابق فريد عبد الوهاب أن الوزير الأول الجديد عبد العزيز جراد كان زميله في الفئات الشبانية لمولودية باتنة وفي فريق ثانوية مصطفى بن بولعيد بباتنة، مضيفا أنه لعب في الفئات الشابة لمولودية باتنة في الفترة ما بين 1969 إلى غاية 1973، تحت إشراف عدة مدربين منهم الراحل أحمد قطافي وحمودي بسباس.

وفي نفس الفترة كان جراد حارس مرمى فريق ثانوية مصطفى بن بولعيد بباتنة التي نال معها لقبين في منافسة كأس الجمهورية ما بين الثانويات، حيث كان يتشكل الفريق المذكور من عدة عناصر لامعة على غرار الوزير الأول الجديد عبد العزيز جراد الذي كان حارس مرمى، وقائد الفريق كمال فرحي من شباب باتنة، ولاعبين من مولودية باتنة في صورة جلاب وصليح بن علي وفريد عبد الوهاب، ومنصوري الذي لعب في فريق اتحاد خنشلة وغيرها من الأسماء التي كان يشرف عليها المدرب والمربي الراحل محمد أوجيت المدعو (ميشو) الذي كان له دور كبير حسب محدثنا في نجاح وتألق فريق ثانوية مصطفى بن بولعيد محليا ووطنيا.

تجربة جراد تعيد الماضي الكروي للشخصيات السياسية إلى الواجهة

وإذا كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد صنعوا الجدل بخصوص أصول الوزير الأول الجديد عبد العزيز جراد، حيث إن البعض قالوا إنه من وادي سوف وآخرين من بسكرة، فيما ذهب البعض إلى التأكيد أنه من خنشلة أو من باتنة، في الوقت الذي يؤكد بعض العارفين أن أصله من خنقة سيدي ناجي الواقعة بين بسكرة ووادي سوف، في الوقت الذي رأى النور في قايس بخنشلة وعاش طفولته وشبابه في باتنة التي درس فيها جميع الأطوار التعليمية ومارس فيها كرة القدم التي كانت بمثابة هوايته المفضلة، قبل أن يلتحق بالعاصمة لمواصلة الدراسة بعد نيله شهادة البكالوريا.

ويبدو أن الوزير الأول الجديد عبد العزيز قد سار على خطى عدة شخصيات سياسية معروفة بماضيها الكروي، على غرار أول رئيس للجزائر بن بلة الذي كان لاعبا لفريق مغنية ثم نادي مرسيليا، والكلام ينطبق على الشاذلي بن جديد المعروف بممارسته للسباحة والتنس، علما أن فريقه الأصلي مولودية باتنة سبق له أن أنجب عدة شخصيات معرفة، وفي مقدمتهم شيخ المدربين رابح سعدان، والمدرب السابق للمنتخب الوطني كمال ملوي وغيرها من الأسماء المعروفة، شأنه شأن بقية الفرق الجزائرية، ما يعكس تداخل الرياضة بالعلم والمعرفة في تكوين وصقل تجارب الرجال على مر الأجيال.