الجزائر
"الشروق" تروي شهادة المجاهد الفقيد عمار بن عودة

هذه كواليس اجتماع “22” وقرار اندلاع الثورة

الشروق
  • 2669
  • 14
ح.م
عمار بن عودة

“بكل صراحة، الشعب كان مهيأ للثورة في 1954، لأنه وصل إلى قناعة بضرورة محاربة المستعمر، ما جعل استجابته تكبر يوما بعد يوم، بفضل العمل الكبير الذي كان يقوم به المناضلون في الخفاء”.

لقد كان هناك تيار مسالم مع فرنسا يقوده الرئيس يوسف بن خدة والذي كان من الأساس رافضا لقيام الثورة أو التأجيل إليها، وأفضل ألا أخوض كثيرا في هذه المسألة حتى لا أسيئ إلى العديد ممن لا يزالون على قيد الحياة، أما التيار المتحمس أو المتسرع لاندلاع الثورة فكان أغلبهم من المنظمة السرية الذين كانوا في الجبل وهم 13: سويداني بوجمعة، بن طوبال، بن عودة، بوصوف، عبد السلام حباشي، زيغود يوسف، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بيطاط، محمد بوضياف، محمد بوشعيب، بن عبد المالك رمضان، أما الـ8 الآخرين فهم مؤسسو المنظمة السرية محمد بلوزداد، ومرزوقي، العمودي، بوعجاج، بن بولعيد، باجي المختار، ملاح سليمان، السعيد بوعلي وصاحب الدار إلياس دريج الذي اختارت مجموعة الجزائر بيته القريب من الغابة، كنت ساعتها في العاصمة قي شهر جوان 1954 حتى جاءني بلوزداد وحملني إلى الدار، وهكذا فعل مع البقية.

وعندما التحقت بالدار وجدت بداخلها من وصل قبلي وهم: بن بولعيد، بيطاط، ديدوش، سويداني، وبوشعيب ثم التحق الآخرون والذين كانوا يعرفوننا بأسمائنا الحقيقية هم: ديدوش، بوضياف، وبن مهيدي. والعضو الوحيد الذي لم أكن أعرفه هو عبد القادر العمودي.

وبعد أن اتفقنا على صيغة البيان ترشح للرئاسة اثنان وهما بوضياف وبن بولعيد ولم يتحصلا على الأغلبية النسبية المطلوبة فتم اللجوء إلى الدور الثاني بعد تناول الغذاء فقمت وقتها باقتراح فكرة القيادة الجماعية ودعم المرشحين بـ3 أعضاء آخرين وهم : بن مهيدي وديدوش ورابح بيطاط.

وتم قبول الفكرة والتصويت الجماعي على القيادة الجماعية والإسراع باندلاع الثورة والذي كان مقررا يوم 15 أكتوبر ثم عدل فيما بعد، إلا أن 5 أعضاء كانوا ضد وجود رابح بيطاط في القيادة الخماسية للثورة وهم: مشاطي وحباشي وملاح سليمان وعلي بوغني وعبد القادر العمودي واقترحوا بدلا عنه عبد الرحمان قيراس على أساس أن بيطاط لم يكن مسؤولا كالأربعة في المنظمة السرية (os) وتجاوزنا هذا الإشكال المعقد بصعوبة بعد أن طرح المتحمسون للثورة وهم: سويداني، باجي المختار، بن عودة، وزيغود منهجا عمليا للبداية، أما الآخرون وبكل أمانة لم يكونوا متحمسين بشكل عاجل لاعتبارات يقولون إنها موضوعية.

والقيادة الخماسية هي التي قررت اندلاع الثورة في 1 نوفمبر وكان التاريخ المتفق عليه في السابق هو 15 أكتوبر، وعندما سألت ديدوش مراد عن غياب منطقة القبائل، قال لي بالحرف الواحد: لقد اعتقدوا أننا مركزيون، فطلبت منه وعلى جناح السرعة مقابلة أوعمران فسمح لي بذلك، إذ ليس من المعقول أن تندلع الثورة ومنطقة القبائل غائبة،  فقابلت أوعمران في 21 شارع بولينياك بالعناصر يوم 24 جوان 1954 رفقة بلوزداد وبوعجاج في دكان للمواد الغذائية ثم انتقلنا إلى (مقهى الجزائر) وأقنعنا أوعمران بأننا لسنا مركزيين ولا اتصال لنا بهم ونحن على استعداد لتفجير الثورة، فوافق على أن يكون معنا، واتفق مع ديدوش لاصطحاب كريم بلقاسم واجتمعنا في فندق بشارع روندو بالجزائر، وتم إلحاق كريم بالقيادة لتصبح قيادة سداسية بعد أن تنازل له أوعمران، ثم قررت القيادة توسيعها إلى جماعة الخارج وتم إضافة آيت أحمد وأحمد بن بلة ومحمد خيضر لتتحول القيادة إلى تساعية، وعدل تاريخ اندلاع الثورة من 15 أكتوبر إلى ليلة الفاتح من نوفمبر 1954″.

 ع. ع

مقالات ذات صلة