جواهر
نداءات امرأة

هذه لائحة مطالبي عشية عيدي العالمي؟!

جواهر الشروق
  • 3252
  • 0
ح.م

قبل أيام من اليوم العالمي للمرأة، وبما أن الوقت لا يزال مبكرا لأقوم بحملتي ككل سنة بالتذكير، بأن الثامن من مارس بدأ يقترب، تارة أو بتعمد ذكر ما أحتاجه من أغراض أمام أفراد الأسرة، تارة أخرى، أو بالتهديد صراحة أن الذي ينسى أو يتناسى هديتي لن ينجو من لساني وانتقامي في عيد ميلاده!

لكن ماذا لو أتصور شكلا جديدا لعيد المرأة.. أخرج بخيالي من الاحتفالية النمطية لهذا الحدث.. نفس المشهد.. وردة حمراء بلاستيكية في يد كل واحدة تخرج مع رفيقاتها من المصلحة أو من مؤسسة تربوية كانت أو إنتاجية أو إدارية.. كلهن يحملن أكياسا من البلاستيك تحوي هدايا رمزية تقدر من خلالها الإدارة المرأة، أغلب الظن أنها لوحات حائطية من صنع صيني اشتريت بالجملة حتى لا ينهك المدير الميزانية السنوية.

قطع حلوى ومشروب وتنتهي الحفلة بزغاريد مجلجلة.. طبعا بعد الاستماع الى الخطبة الشهيرة التي أحفظها عن ظهر قلب “مثلما شاركت المرأة بالأمس في الحرب التحريرية بجانب أخيها الرجل، فهي اليوم تشارك في معركة البناء والتشييد..” لتنتهي بتصفيقات حارة.

ولا ينتهي الحفل طبعا حتى يكرم المدير والمسؤولين وضيوف الشرف أنفسهم بالهدايا التي  وضعت في مكان خاص، والمؤكد لم تكن ملفوفة في أكياس من البلاستيك، وليس لها نفس الحجم!

المفارقة أنهم كلهم ذكور، يشاركون المرأة في يومها العالمي، ردا للجميل.. الجديد هو أنني أريد أن أقدم مجموعة من المطالب.. أريد أن أبادر إلى التقشف  قبل أن أسمع  منه أن الغلاء فاحش هذة السنة.. فقط سوف أطالب ولن أغرد خارج السرب، ولن أكون نشازا ـ إذا كانت قراءتي لتعديل الدستور سليمة أكيد ـ.

ـ أطالب بشكل رسمي وواضح ومباشر أن تمثل كينونتي الأنثوية في المجتمع كائنات مناسبة سوية من الناحية النفسية والاجتماعية، لا تعاني من نرجسية قاتلة، ولا من مكيافلية زائفة، ولا من أولغرشية عمالية متنافرة، أوحتى تحررية جامحة.. أنا في غنى عن أفكار تدعو إلى تعدد الزوجات، أيعقل أن تفتح المرأة رأسمالها على شراكة رباعية بملىء إرادتها؟.. أين هي الحرة بنت الحرة التي تقبل مقاسمة زوجها مع امرأة أخرى؟؟

– أطالب بسياسة واضحة لمساعدة الشباب على الزواج بواسطة صناديق مساهمة تحت إشراف المسجد أو مؤسسات مخولة لذلك، ويتم تثمينها بفتاوى من علمائنا الأجلاء، بضرورة  تيسيرالمهور.

ـ أطالب أن يقسم الميراث بصفة آلية وقانونية تحت وصاية قضائية حيث يكفل القانون حيازة المرأة حقها من ميراث والديها أو زوجها، فكم من امرأة ضاع حقها الشرعي لأنها ببساطة لو تطلب حقها في الميراث فهو خروج عن العرف والتقاليد، ونكران للعائلة وخاصة الإخوة الذكور!

– أطالب أن تضع الدولة سياسة إدماج حقيقي تحت وصاية وزارة التضامن ووزارات أخرى للتكفل الجدي بالنساء المسعفات والمطلقات والأرامل اللاتي لا تملكن دخلا بإنشاء مؤسسات صغيرة وتعاونيات بقروض  ميسرة للاسترزاق، وخلق الثروة مقابل العمل وضمان مرافقة حقيقية ـ استشارات، تسويق، تكوين، رسكلة، معارض تجارية ـ لحفظ كرامتها وكرامة أسرتها.

– أطالب بأن تعود المدرسة إلى سابق عهدها في التربية والتعليم، وإعداد أجيال طيبة الأعراق، بمناهج نابعة من تعاليم ديننا الحنيف وهويتنا الوطنية.

– أطالب بالقصاص العادل ضد مغتصبي فلذات الأكباد، وحماية الطفولة ذخر الأمة مسؤولية الجميع، فمثلما تنتهك الطفولة بجرائم يندى لها الجبين تنتهك الأمومة ولذة التمتع بالسكينة.. أي حال لأم عاملة لا تستطيع أن ترافق أطفالها للمدرسة بانتظام؟ وأي حال لأب يتمزق ويمزق وقته ليعود بهم سالمين في انتظار يوم جديد؟

– أطالب بتطبيق القانون على المتحرشين بالمرأة أيا كان وضعها، والتحرش ليس دائما جنسيا او لفظيا فقد يكون العنف حين يزدري المدير الموظفة ويهمشها بل ويحرمها من الترقية بدعوى أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية.

– أطالب بزوج يتسع حضنه لآلام زوجته وآمالها لا أعاصير غضبها وصفاء رضاها.. زوج مثل أزواج الزمن الجميل بقدر حبه وتفانيه لأسرته لا يظهر ذلك منه إلا مشفرا  بكلمات تقول كل شيىء، يصوغها بتصرفات وإيماءات تفهمها زوجته بالإشارة، وأب محب وعطوف يجلس إلى ابنته المراهقة ويغدق عليها بالحنان ويسألها عن أحوالها وأخبارها ودراستها، وأخ بمثابة السند المتين الذي يعوض الزوج والأب إذا غابا، وابن ودود رفيق صالح ترى فيه تجسد حمل السنين وتعبها.

ياسيدي يارسول الله لو أخذ عنك كل رجل ولو النذر اليسير مما أوصيت به عنا في خطبة الوداع،  وعمل به وجعله ناموسه في الحياة ولو قرأ سيرتك العطرة وكيفية تعاملك مع نسائك ونساء المسلمين ماكانت لتشقى امرأة في هذا العالم.

مقالات ذات صلة