-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذه هي أطماع أمـريــكـا في غزة

جمال سالمي
  • 486
  • 0
هذه هي أطماع أمـريــكـا في غزة

بدأت أمريكا عمليا احتلال الواجهة البحرية لغزة المجاهدة الشهيدة، عبر إرسالها 4 سفن عسكرية لبناء ميناء بحري اصطناعي مؤقت، موجه كمرحلة أولى للمساعدات الإنسانية، تمويها عن المهمة السرية الحقيقية: احتلال ساحل غزة، بموافقة ومباركة وتنسيق تام مع صهاينة تل أبيب، حسب تصريحات رئيس جبهة النضال الفلسطيني..

هناك مخطط سري أمريكي لتهجير المدنيين الفلسطينيين من ساحل غزة، عبر نقلهم إلى صحراء النقب، في حال رفض مصر استقبالهم في سيناء (صحيفة «غارديان» البريطانية).

لمحاصرة طريق الحرير الصيني، لجأت واشنطن لحليفتها الآسيوية الهند (الجار اللدود لبكين)، فأطلقت مؤخرا مشروع خط مواصلات يربط الهند بأوروبا: يبدأ من دبي، مرورا بالسعودية والأردن، وصولا إلى فلسطين المحتلة (اجتماع قمة مجموعة العشرين في نيودلهي يومي 9 و10 سبتمبر 2023 قبل أقل من شهر فقط من غزوة 7 أكتوبر في غلاف غزة)..

أعادت أمريكا إحياء مشروع شق قناة بن غوريون، بعد إخراجه من الأدراج (مقترح أمريكي مؤجل منذ 1963 طُرح ليكون بديلا لقناة السويس).

سيتم اختصار 100 كيلومتر من الطول المخطط لهذه القناة..

ستربط القناة إيلات، على البحر الأحمر، مع قطاع غزة، على البحر الأبيض.. سيصل طولها إلى نحو 260 كيلومترا.. أما عمقها، فسيبلغ نحو 50 مترا..و ستصبح أعرض وأعمق من قناة السويس.. وستكون ذات مسارين منفصلين ومتوازيين.. وستصبح صالحة لعبور أضخم السفن والفنادق والمدن والموانئ العائمة.. وستشيد على جانبيها عدة منتجعات سياحية.. وستجلب العديد من الشركات عابرة القارات.. وسيقام عليها مناطق اقتصادية حرة.. وسيوفر هذا المشروع الاستعماري بدائل مريحة للمتهربين من الضرائب وللباحثين عن الثروات الحرام.. وسيكون كل ذلك، حسب التخطيط الأمريكي السري، على أنقاض أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم وأرواحهم..

ستمنح قناة بن غوريون للصهاينة السيطرة على واحدة من أهم نقاط الشحن في العالم..  ستزداد هيمنة تل أبيب على جيرانها العرب في المنطقة.. وسيتواصل مسلسل إذلال وتفقير مصر، عبر تعمد حرمانها من موارد قناة السويس، رغم تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن وتل أبيب:

والتي تعبر منها سنويا 22 ألف سفينة.. ما يمثل 12% من التجارة العالمية بعائد مالي على الخزينة المصرية يصل لنحو 10 مليارات دولار سنويا..

وهي شريان حيوي لشحنات السلع المصنعة والحبوب والوقود الأحفوري، إذ يمر منها سنويا:

5% من النفط الخام في العالم..

10% من المنتجات النفطية..

8% من تدفقات الغاز الطبيعي المسال المنقولة بحراً (تقارير وكالة الطاقة الدولية).

بشق قناة بن غوريون بين البحر الأحمر والمتوسط عبر قطاع غزة وعلى سواحله، فإن حلم تل أبيب بإيجاد بديل لقناة السويس سيتحقق..

احتلال أمريكا لساحل غزة هو سر مبادرة واشنطن وتل أبيب لإقامة ممر بحري إغاثي بين قطاع غزة وقبرص بينما تغلق المعابر البرية للقطاع وتقنن وصول المساعدات الإغاثية لسكان القطاع المنكوبين وتواصل استخدام الجوع سلاحا في حربها على القطاع..

مخابر مخابرات الغرب زادت من دراساتها الإستراتيجية السرية لإيجاد بديل عن قناة السويس المصرية، ليس فقط لإفقار هذا البلد العربي العظيم، بل أيضا بسبب حادثة جنوح سفينة الحاويات الضخمة «يفرجيفن» في قناة السويس عام 2021، ثم التوقف الاضطراري لحركة المرور بسبب ذلك، مما أثار مخاوف أوروبا والولايات المتحدة من احتمال أن يصبح هذا الشريان الحيوي للشحن العالمي نقطة اختناق..

ستتحول قناة بن غوريون إلى نقطة عبور حيوية لتجارة الغرب ومرور أساطيله البحرية الحربية، بدلا عن قناة السويس.. وسيوفر تقارب مصر مع روسيا والصين، بعد انضمامها لعضوية مجموعة (البريكس)، دافعا أمريكيا قويا لدعم فكرة شق قناة بن غوريون، بديلا عن قناة السويس..

بعد توقيع مصر على اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أعلنت تل أبيب عن الاستعدادات للبدء بتنفيذ قناة بن غوريون..

وشرعت السعودية في بناء مدينة نيوم (المستقبل الجديد).. وستكون جاذبة لشهية الرأسمالية العالمية..

حسب المواد الترويجية للمدينة، فإنها تقع في نقطة لقاء القارات الثلاث (آسيا وإفريقيا وأوروبا): تجمعها معا، من خلال ربط البحرين العتيقين الأحمر بالأبيض عن طريق قناة بن غوريون..

تطبيع الإمارات مع تل أبيب غطاء لسلاسل توريد وتسويق سلع رأسمالية من الهند مرورا بموانئ في الخليج العربي وصولا إلى موانئ فلسطين المحتلة في شرق المتوسط..

بشق قناة بن غوريون بين البحر الأحمر والمتوسط عبر قطاع غزة وعلى سواحله، فإن حلم تل أبيب بإيجاد بديل لقناة السويس سيتحقق..

احتلال أمريكا لساحل غزة هو سر مبادرة واشنطن وتل أبيب لإقامة ممر بحري إغاثي بين قطاع غزة وقبرص بينما تغلق المعابر البرية للقطاع وتقنن وصول المساعدات الإغاثية لسكان القطاع المنكوبين وتواصل استخدام الجوع سلاحا في حربها على القطاع..

كانت غزوة 7 أكتوبر 2023 فرصة ذهبية لتل أبيب للخروج من مسرحيات السلام والحمل الوديع، شروعا في تنفيذ الأوامر الأمريكية.. فهي، خلافا للكثير من التحليلات، ليست سوى أداة أمريكية..

ظلت أمريكا تتحين، خلال سنوات طويلة، تحديدا منذ عام 1963، أي فرصة لتنفيذ مشروع شق قناة بن غوريون..

الهدف الأمريكي هو تحويل ميناء غزة، بعد السيطرة العسكرية عليه، إلى وجهة الوصول والمغادرة بين البحرين الأبيض والأحمر ولن يتحقق ذلك إلا بتدمير قطاع غزة وتسويته بالأرض مع احتلاله عسكريا ثم ضمه إلى جغرافيا دولة الاحتلال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!