الجزائر
نقابات التربية ترافع لمسح "الإصلاحات" السابقة

هذه هي الحلول العلمية لإنهاء “أزمة المحفظة”

نشيدة قوادري
  • 5948
  • 18
أرشيف

المدرسة الرقمية مشروع جيد لكنه صعب التنفيذ على أرض الواقع

تعتقد نقابات التربية المستقلة أنه لا يمكن إنهاء معاناة التلاميذ مع ثقل المحفظة المدرسية إلا من خلال مراجعة كافة المناهج والبرامج التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة، بمسح الإصلاحات السابقة، وفتح ورشات لتشخيص وتقويم وتقييم المنظومة التربوية ككل، من خلال إنجاز كتب مدرسية “فصلية” في كل مادة، مع اعتماد التدريس وفق “النظام المستمر” بالابتدائي. فيما وصفت مشروع “المدرسة الرقمية” بالجيد، لكنه لن ينهي “أزمة المحفظة” على المدى القريب على اعتبار أن نجاحه على أرض الواقع مرتبط بتوفر اعتمادات مالية ضخمة وتجهيزات جد متطورة.

الكناباست: مراجعة المنظومة التربوية لإنهاء معاناة التلاميذ
وأوضح مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة “الكناباست”، لـ”الشروق”، في تعليقه على التوجيهات المنبثقة عن مجلس الوزراء بمناسبة الدخول المدرسي، أنه قبل حل إشكالية ثقل المحفظة المدرسية لا بد من معرفة الأسباب، والتي تعود بالدرجة الأولى إلى كثافة البرامج الدراسية والمواد، خاصة وأن التلميذ يدرس 6 مواد في اليوم ويجلب معه كتابا وكراسا في كل مادة، والتي لا يمكنه الاستغناء عنها لا في المنزل للمراجعة ولا في القسم، مشددا على أنه قد حان الوقت للشروع في مراجعة المنظومة التعليمية ككل، من خلال فتح ورشات للتشخيص والتقييم والتقويم، فيما جزم محدثنا بأنه لا يمكن حل المشكلة عشية الدخول المدرسي ولا خلال السنة الدراسية، على اعتبار أن حلها مرتبط بإعادة إصلاح الإصلاحات التي لا تزال تراوح نفسها ولم تنطلق بعد.
وبخصوص تثمين استحداث كتب “البراي” في مادتي الرياضيات والعلوم لأول مرة في الجزائر، أكد محدثنا بأن خدمة فئة التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة هو واجب، لأجل فسح المجال أمامهم لمواصلة الدراسة في اختصاصات علمية وتقنية، فيما أكد بخصوص استغلال كافة مرافق التربية إلى أقصى تقدير، بأن هذا الإجراء قد طبق في السنة الفارطة بالنسبة للمؤسسات التي تتوفر على أفواج تربوية عديدة.

“الأسنتيو”: إنجاز كتب فصلية واعتماد الدوام المستمر

ومن جهته، أكد قويدر يحياوي، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، بأن مشكل ثقل المحفظة ليس وليد اليوم وهو ملف “قديم جديد” ولا يزال يراوح مكانه، ولا يزال يؤرق الأولياء وأبنائهم، خاصة في الطور الابتدائي، برغم أن “الأسنتيو” لطالما قدمت حلولا للوزارة.
وشدد محدثنا على أنه لا يمكن إنهاء معاناة التلاميذ مع ثقل المحفظة، إلا بعد إعادة النظر كليا في المناهج التربوية بما يتوافق والحجم الساعي العادي ومحاولة إيجاد حلول للكتاب المدرسي، من خلال إنجاز كتب مدرسية “فصلية” لكل مادة، أي كتاب لكل فصل دراسي وعدم الاكتفاء بإعداد كتاب واحد يتضمن كافة دروس السنة الدراسية، وبالتالي في هذه الحالة فالتلميذ مطالب بجلب كتاب الفصل الدراسي الواحد فقط، بالإضافة إلى التقليص في الدروس، بما يتوافق والتطور الحاصل في الحقل التربوي، إما عن طريق حذف “الدروس المكررة” التي يمكن الاستغناء عنها، أو تعديل الدروس المحشوة، إلى جانب اعتماد نظام الدوام الواحد أو ما يصطلح عليه بنظام “التدريس المستمر”، للتقليل من حدة المشكل، حيث يكتفي المتمدرس بحمل المحفظة مرتين في اليوم صباحا عند الالتحاق ومساء عند الخروج، مع إمكانية العودة إلى العمل “بكراس القسم” الذي كان معتمدا في التعليم الأساسي، وهو الكراس الذي يضم كافة الدروس ويبقى في القسم.
وبخصوص “المدرسة الرقمية” التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، أوضح مسؤول التنظيم بالنقابة، بأن هذا المشروع هو جيد ومطبق في الدول المتطورة، لكنه صعب التجسيد على أرض الواقع على المدى القريب ولن يكون البديل للتخلي عن الكراريس والكتب المدرسية، على اعتبار أن نجاحه مرتبط ارتباطا وثيقا بضخ اعتمادات مالية ضخمة وتوفير وسائل وتجهيزات جد متطورة من سبورات تفاعلية ولوحات ذكية “طابلات”، وتوفير خدمة الإنترنيت بجودة عالية وذات التدفق العالي، فيما شدد محدثنا بأن بعض المؤسسات التربوية وبرغم توفرها على ميزانيات، إلا أنها أضحت عاجزة حتى عن اقتناء الأوراق البيضاء لطباعة مواضيع الاختبارات الفصلية، دون الحديث عن الابتدائيات التي تواجه سنويا عجزا ماليا على اعتبار أنها تابعة للبلديات وأغلبها يعرف حالة انسداد وإفلاس.

عمراوي: حان الوقت لمسح إصلاحات بن غبريط

وأيد البرلماني السابق، مسعود عمراوي، في تصريحه لـ”الشروق”، الحلول المقترحة من قبل النقابات لإنهاء “أزمة المحفظة”، إذ أكد بأنه حان الوقت لمسح إصلاحات الوزيرة السابقة، من خلال مراجعة المناهج والبرامج التربوية بما يتلاءم والحجم الساعي العادي المعتمد خلال أزمة الوباء، ثم الانتقال إلى إعادة طبع كتب جديدة، خاصة التي تضمنت دروسا تتنافى والقيم الوطنية والتاريخ الوطني، والعمل على تقسيمها إما إلى عدة أجزاء بتخصيص كتاب واحد لكل فصل دراسي في كل مادة، وإما تقسميه إلى جزأين اثنين، وإما حل ثان يكمن في تكفل المؤسسة التربوية باقتناء الكتاب المدرسي وتوزيعه على التلاميذ، شريطة أن يبقى ملكا لها مع تخصيص خزائن لحفظها، وكتاب آخر يقتنيه التلميذ من ماله الخاص ليستعمله في المنزل، وهو الحل الذي سيساهم من جهة في تخفيف ثقل المحفظة ومن جهة ثانية لترشيد النفقات، على اعتبار أن الكتاب يبقى في المدرسة وتستفيد منه الأجيال على مدار السنين.

مقالات ذات صلة