-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هزيمة أمريكا في‮ ‬الجزائر

عمار يزلي
  • 4521
  • 9
هزيمة أمريكا في‮ ‬الجزائر

تعود إلى الواجهة السياسية في‮ ‬العلاقات الخارجية الجزائرية،‮ ‬إلى واجهة منتصف الثمانينات،‮ ‬عندما واجهت السلطة الجديدة وقتئذ،‮ ‬مشكلا بمشكل‮! ‬مشكل ضياع الخيار الاشتراكي‮ ‬وأزمة‮ “‬الثورة الزراعية‮” ‬مع رحيل الراحل هواري‮ ‬بومدين،‮ ‬وقدوم رأس جديد بتدبير جديد لإخراج الجزائر من الركود‮.. ‬فكان الاعتماد على التعاون الأمريكي‮ ‬الجزائري‮ ‬في‮ ‬المجال الفلاحي‮ ‬من أجل استصلاح سهل‮ “‬العبادلة‮” ‬ببشار‮! ‬وكان الحدث‮: ‬الطماطم في‮ ‬أدرار وبشار في‮ ‬أبهى إنتاجها،‮ ‬رغم أن الأمريكيين لم‮ ‬يفعلوا سوى وضع نظام للري‮ ‬وليس استثمارا بمعناه الكبير‮. ‬وكانت النتيجة أن تركت القنوات ومجاري‮ ‬المياه مجمعاتها تحشو بالرمال،‮ ‬ويفشل المشروع بشكل مريع وتذهب الأموال والجهود هدرا كما‮ “‬يصب الماء في‮ ‬الرمل‮”! ‬لتصبح النكتة المعروفة في‮ ‬بشار‮: ‬هزم الأمريكان مرتان‮: ‬الأولى في‮ ‬فيتنام،‮ ‬والثانية في‮ ‬بشار‮! ‬

واليوم،‮ ‬نخشى من التجربة الثانية التي‮ ‬ستقبل عليها الجزائر في‮ ‬تعاونها الاستثماري‮ ‬مع أمريكا في‮ ‬المجال الزراعي‮ ‬واستصلاح الصحراء،‮ ‬خاصة وأن ما جاء في‮ ‬تصريحات المسؤولين عندنا بأنهم‮ ‬يريدون أن‮ ‬يستنسخوا تجربة أمريكا في‮ ‬كاليفورنيا‮!‬

وجدت نفسي‮ ‬أنا هو رئيس مشروع التعاون الأمريكي‮ ‬الجزائري‮ ‬من أجل تحويل الصحراء الجزائرية إلى واحة خضراء لكي‮..! ‬فقد صارت صحراؤنا وصحارى العرب مرتعا،‮ ‬لا للجمال ولا للنوق،‮ ‬بل للحفارات وناقلات النفط وخطوط الإمداد الأفعوانية‮. ‬قلت لهم‮: ‬نريد أن نتبادل التجارب‮. ‬نريد بالمقابل أن تعطونا نجرب في‮ ‬كاليفورنيا تجربتنا الشخصية،‮ ‬مقابل أن نترككم تقومون بتجاربكم الزراعية في‮ ‬صحارينا وهذا لمدة‮ ‬99‮ ‬سنة قابلة للتمديد والتجديد‮. ‬قالوا لي‮: ‬موافقون،‮ ‬لكن،‮ ‬تجاربكم أنتم لا نعرفها،‮ ‬ونتفق فقط على عقد مدته عشر سنوات،‮ ‬لنرى ما تقدمونه لنا،‮ ‬نفس الشيء بالنسبة لكم‮. ‬فإذا ظهرت نتائج حسنة من طرفكم،‮ ‬وظهرت لكم نتائج مفيدة من طرفنا،‮ ‬نستمر في‮ ‬ترقية التعاون وتمديد العقود‮.‬

تفاهمنا على هذا الأساس،‮ ‬وقلت لهم في‮ ‬بند موقع‮: ‬لا نريد أن‮ ‬يتدخل أحد في‮ ‬شؤوننا عندكم‮! ‬نحن دولة مستقلة وشعب مستقل ولا نحب أن‮ ‬يتدخل الأمريكان في‮ ‬سيادتنا‮. ‬نحن نريد أن نعمل‮ “‬كما رشقتنا‮”.. ‬العامل الجزائر له خصوصية خاصة،‮ ‬والجزائريون‮ ‬يعملون بطريقة خاصة‮ (‬لم أرد أن أقول لهم‮: ‬ننام أكثر مما نعمل،‮ ‬وفي‮ ‬رمضان لا نعمل،‮ ‬وفي‮ ‬الأعياد أيضا وفي‮ ‬الويك آند والعطل الكثيرة‮. ‬وإذا عملنا،‮ ‬نعمل على‮ “‬خاطرنا‮” ‬لا أحد‮ ‬يقلقنا أو‮ ‬يزعجنا‮!) ‬وافقوا،‮ ‬وبدأ العمل‮.‬

بعد عشر سنوات كانت صحراء أدرار تتحول إلى كاليفورنيا،‮ ‬وكانت جنة كاليفورنيا تتحول إلى صحراء‮. ‬أرشم‮!‬

وأفيق من‮ ‬غفوة لعب‮ “‬الكارطا‮” ‬في‮ ‬قاعة الأكل‮: ‬أرشم‮.. ‬عندي‮ ‬اللاّز‮.. ‬ناكل القاعة‮! ‬ولم أكن أعلم أن‮  ‬هزة‮ “‬زلزال‮” ‬قد هزت قاعة الأكل قبل قليل‮.. ‬وهرب من هرب‮!‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عبد الرحيم خارج الوطن

    مشاكل الجزائر فيما يلي:
    -النظام يغيب عنده التخطيط و المتابعة و الارادة اللازمة
    -النظام الاقتصادي فاسد يشجع على الربح السريع، استيراد، تجارة، مضاربة، و هذا ما يغري الناس بالتوجيه إليها و الإبتعاد عن الفلاحة و الصناعة بالإضافة إلى مافيا العقار.
    -الشعب مهزوم فكريا و عمليا و ثقافيا، يمجد الاخر و يضن ان كل شيء في بلادنا مستحيل
    -عدم حماية الاقتصاد الوطني و الصناعات الأساسية، فيجب دائما من النهوض بقطاع يساهم في انعاس القطاعات الأخرى، فالصناعات الصغيرة تخسر أمام الحاوية الصناعية، و منتوج الآلات و الوسائل غير محمي.
    المعارضة في اغلبها مشوشة او مهادنة و تفتقد للرؤية الحقيقية و صواعها ايديولرجي

  • بدون اسم

    بدل افشال مالم يبدأ تعلموا ثقافة الامل والتشجيع فليس كل ناجح نجح من المرة الاولى

  • بدون اسم

    نعم هذا هو واقعنا المر...شباب يشتكي البطالة و ورشات و مزارع تشتكي قلة اليد العاملة و انعدامها؟ إننا فعلا شعب يحب التكسال و المال و مراقبة الناس الرايح و الجاي...

  • بدون اسم

    "بعد عشر سنوات كانت صحراء أدرار تتحول إلى كاليفورنيا،‮ ‬وكانت جنة كاليفورنيا تتحول إلى صحراء‮. ‬أرشم‮!‬".... نعم أتذكر هذه النكتة زمن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد رحمه الله...عندما زار أمريكا...

  • salah

    حكاية نانا هذه انتاع العصا انت راك معدول

  • سعيد مقدم

    أنا أقرأ مقالك من أجل أن أضحك "راك تقلع عليا ضيقة الخاطر"
    برافو أستاذ عمار.

  • قاسم

    لست ادري لماذا سيدي الكريم كلما اقرأ مقالاتك الساخرة احن الى زمن الصح آفة والاعلام الحر الجريء الهادف .. كم يؤلمني ان مدرسة قائمة بذاتها مثلك استاذ عمار يزلي طاقة ضائعة في الجزائر لا تستغل كما يجب... لكنني استيقض من حلم اليقظة واعود الى رشدي واتذكر انني في عهد اعلام الاستحمار وثقافة الواي واي ووزيرة تربية التقلق ولا حول ولا قوة الا بالله... لك الله استاذنا و احييك على صمودك وسط كم الرداءة التي تحيط بك .

  • بدون اسم

    للأسف هذا واقعنا
    لكن و مع هذا أقول يا أستاذ العصا كي تعود معوجة من الفوق الشعب ما عندو علاه

    العمل لم يعد قيمة و عوض بالقفازة و الهف و اللف
    العامل المجتهد منبوذ و يطلقون عليه اسم طياح البق على الناس
    القاري و الجاهل يريد أن يعمل أجو و سيكرتي (عون أمن) بغرض حراسة الداخل و الخارج و هو يحتسي القهوة براس في فنجان كرتون جوتابل مستورد
    البلاد هايمة و شعب هامل سلطة دايرة على حل شعرها دير في لزافير و توجد للهربة كي تتخلط

    شكوناهم إلى الواحد القهار على هذا الباطل

    شكرا لك أستاذ يزلي

  • Ouanech

    الجزائر لها طاقة شبانية هائلة من خريج الجامعات ولها مصانع للآلات الزراعية و المضخات و لها مياه جوفية وتربة صالحة للزراعة بالملايين الهكتارات كل الشروط متوفرة فلماذا الاستعانة بالغير و تهميش الحاظر .