الرأي

هزيمة بنشوة النصر!

جمال لعلامي
  • 3383
  • 8

الآن اتضح رسميا أن وزارة التربية والنقابات، ضيّعوا على الأساتذة والتلاميذ معا، شهرا من الدراسة، وفي بعض الولايات، أكثر من شهرين، وهاهما طرفا الخصومة يعودان إلى طاولة الحوار بعدما ضربها “القزول من فوق”، وإن كانت الوزيرة سمتها “توجيهات”، فيما أطلقت عليه النقابة وصف “الضمانات”!

هل كان من الضروري استغراق كل هذه الأيام والأسابيع حتى “يخزي الشيطان”، المتخاصمون، رغم التدخلات والوساطات التي لم تأت أكلها، في الوقت بدل الضائع؟ وهل كان من اللازم “تعذيب” التلاميذ و”مرمدة” أوليائهم لفترة طويلة كادت أن تقتلهم “ناقصين عمر”؟

هل كان من الحتمي، التلاعب أيضا بمشاعر الأساتذة المضروبين أو المعزولين، وكذا المستخلفين الذين ملأت بهم الوزارة “الثغرة” فاستعملتهم للأسف “بوش ترو”، والآن قالت لهم “سامحونا” وإن حاولت شراء ودهم بمنحهم الأولوية في التوظيف مستقبلا؟

يتمنى الجميع ألا تتكرّر المهزلة الاستعراضية، التي انتهت شكلا بلا غالب ولا ومغلوب، فيما يحاول كل طرف من “المغلوبين” -الوزارة والنقابة- إعطاء الانطباع بأنه سحق خصمه، فالوزيرة تعتقد أن جلوسها إلى طاولة الحوار مع “الكناباست”، والنقابات، بعد وقف الإضراب هو انتصار لها، فيما تظن النقابة أن تراجع الوزيرة عن عزل المضربين، و”تدخل الرئاسة” هو انتصار لها وهزيمة نكراء مني بها الخصم!

نعم، الوزيرة خسرت رهانها، فتدخل الرئاسة، هو “تأديب وتوبيخ” لها، والرسالة واضحة، وقد يفهمها البعض، بأن بن غبريط في كلّ “معركة” تخطأ في رسم خطة المواجهة، ولذلك تتدخل جهات فوقية لإنقاذ القطاع من الانزلاق، مثلما حدث سابقا مع تقليص العطلة والدورة الثانية للبكالوريا، فكلها كانت قرارات “تصحيحية” لما تبنته الوزيرة!

لكن، على النقابة ألا تحتفل بنشوة نصر وهمي، لأنها هي الأخرى خسرت رهانها، وها هي تعود إلى العمل بعد “أوامر فوقية”، تتجاوز بن غبريط التي لم “تملأ عيون” النقابات، فتحدّوها بإضراب مفتوح وآخر متقطع، وهم الآن مجبرون على تعويض ما فات التلاميذ، وإلاّ فإن احتجاج المتمدرسين هذه المرّة سيكون ضد الوزارة والنقابات!

لا حلّ أمام هؤلاء وأولئك ممّن “لعبوا وتلاعبوا”، سوى أن يُرافقوا التلاميذ، فلا يظهر تأثير الإضرابات وحرب الوزارة والنقابات، في كشوف النقاط، ولا على نتائج الامتحانات، خاصة ما تعلق منها بالبكالوريا وشهادتي التعليم الأساسي والابتدائي، وتصوّروا كيف سيتعامل أستاذ كان مضربا، خلال الامتحانات الرسمية، مع تلاميذ وقفوا معه “ظالما أو مظلوما” عندما قرّرت الوزارة عزله؟ وهل “ردّ الجميل” سيكون المعول الجديد الذي سيقصم ويقسم ظهر ما تبقى من مظلومة تغبوية؟.. فعلا صدق من قال: “خسارة الصوف ولا خسارة الخروف”!

مقالات ذات صلة